تبنى حزب الحرية والعدالة المصري مبادرة، لتطمين الاقباط ونزع مخاوفهم من وصول الإخوان المسلمين الى السلطة، ورصد الحزب ارقام الهواتف النقالة لعدد من الاقباط من خلال حسابهم الخاص على مواقع التعارف الاجتماعي، وحذر ممثلو الحزب مما وصفوه بحملة فلول النظام البائد الرامية إلى تشويه الإخوان المسلمين.


القاهرة: علمت quot;ايلافquot; من مصادر قبطية، أن حزب الحرية والعدالة (الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين المصرية) يقود حملة لتطمين المسيحيين في مصر، وإقناعهم بأن الإخوان لا يحملون عداوة لأي مسيحي سواء أكان في مصر أم في غيرها من دول العالم، وقالت المصادر القبطية في احاديث خاصة لـ quot;إيلافquot;، إن المتواصلين معهم هاتفياً من حزب الحرية والعدالة، أكدوا أنهم على استعداد لكافة المشاكل التي يتعرضون لها على المستويين الشخصي والعملي، واتهموا بقايا قيادات الحزب الوطني، وما وصفوه بـ quot;فلول الاجهزة الامنية الموالية لنظام الرئيس المصري السابقquot; بالترويج لحملة مضادة تهدف الى تعكير صفو العلاقة بين الاقباط وحزب الحرية والعدالة.

تواصل مع الاخوة الاقباط

الاقباط شاركوا في ثورة يناير

وفي حديثه الخاص لـ quot;إيلافquot;، اكد الطبيب القبطي الشاب جون مجدي، أنه تلقى اتصالاً هاتفياً عبر هاتفه النقال، وعرّف المتحدث على الطرف الآخر نفسه أنه من حزب الحرية والعدالة، وأن الحزب يهدف من خلال تواصله مع (الإخوة) الاقباط إلى تصحيح ما وصفه بالمفاهيم المغلوطة عن جماعة الاخوان المسلمين، وجناحها السياسي الذي يمثله حزب الحرية والعدالة.

الطبيب القبطي أضاف: quot;سألت المتحدث عن كيفية وصول الحزب الى رقم هاتفي النقال، لاسيما انني لست شخصية عامة، وما سر اختياري انا على وجه التحديد للتحاور معي، فابلغني المتحدث بأن الحزب شكّل مجموعة عمل، هدفها رصد وتحليل ردود أفعال الاقباط على صفحات التعارف الاجتماعي، خاصة ما يتعلق منها بتولي الإخوان المسلمين للسلطة، وانتخاب الدكتور محمد مرسي رئيساً للبلادquot;.

واوضح جون مجدي أن محدثه الاخواني، اعترف بأنه حصل على رقم هاتفه من خلال حسابه على موقع (فايسبوك)، وأنه لاحظ وزملاؤه في مجموعة العمل الاخوانية، ارتفاع معدل التعليقات والمشاركات، التي تعكس مدى تخوف الاقباط من حزب الحرية والعدالة، وعلى خلفية ذلك حرص القائمون على الحزب على إيضاح ما سموه الصورة الحقيقية للحزب، والتأكيد على مدى ما يحمله الحزب المصري الحاكم الجديد من خير للمصريين بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم الدينية والحزبية.

ويبدو أن رد فعل الطبيب القبطي الشاب، حمل نتيجة عكسية غير التي رغب فيها حزب الحرية والعدالة، إذ اكد جون مجدي في حديثه الخاص لـ quot;إيلافquot;: quot;تبللت عرقاً وأنا اتابع حديث المتحدث الاخواني عبر هاتفي النقال، وشعرت بالخوف من الاختراق المعلن لخصوصياتي من جانب حزب الحرية والعدالة، وانطلاقاً من هذا الخوف، كان من الطبيعي أن اقاطع تصفح الـ (فايسبوك) لفترة طويلة، استبقتها في حديثي مع ممثل (الحرية والعدالة) بمبررات، تؤكد أن تعاملي مع شبكة التعارف الاجتماعي، يهدف فقط إلى التسلية والتواصل مع الاصدقاء من مختلف الشرائح الاجتماعية والدينية، وأنني لا اميل الى تبني رؤية سياسية من أي نوع، لدرجة أنني لم أشارك في التصويت خلال انتخابات الرئاسة المنصرمةquot;.

مساحة في حرية التعبير والرأي

واختتم الطبيب القبطي الشاب حديثه مع quot;إيلافquot; بأن ممثل حزب الحرية والعدالة، انهى اتصاله الهاتفي بعبارات مسهبة، اكد فيها أن الحزب حريص على ترك مساحة من حرية التعبير عن الرأي حتى اذا كانت نقدية، وأنه لا يهدف من التواصل مع (الإخوة) الأقباط، إلا لتصحيح الصورة التي يعكف (فلول) نظام مبارك على تشويهها بشكل ممنهج لدى المسيحيين المصريين.

من جانبها، كانت الصحافية القبطية الشابة نرمين نبيل، اكثر جرأة في تحاورها مع الاتصال الهاتفي الذي تلقته عبر هاتفها النقال من أحد المتحدثين باسم حزب الحرية والعدالة المصري، مشيرة في حديثها الخاص لـ quot;إيلافquot; إلى أنها ارتابت في بداية الاتصال من تعريف المتحدث بنفسه، ونظراً لطبيعة عملها الصحافية، باغتته بالعديد من الاسئلة للتأكد من هويته وهدف اتصاله، وعندما اطمأنت لذلك ادارت الحوار معه، ولكن بشيء من التحفظ، على حد قولها.

وحول نص المكالمة الهاتفية التي تلقتها من ممثل الاخوان المسلمين، قالت الصحافية القبطية الشابة نرمين نبيل في حديثها الخاص لـ quot;إيلافquot;: quot;استهل المتحدث حديثه بتلاوة بعض الآيات القرآنية، التي لم افهم بعضها، غير أن مضمونها يؤكد ndash; وفق تفسير المتحدث الاخواني - إن الاسلام دين تسامح ومودة وتراحم، وأن المسلمين لا يؤذون من يخالف عقيدتهم، فقاطعت حديثه، وقلت: لسنا في حاجة كأقباط لتأكيد هذه المعاني من حزب سياسي أو غيره، فهي راسخة في عقولنا ووجداننا، فأنا صديقة للعديد من كوادر الاخوان المسلمين قبل وبعد ثورة كانون الثاني/ يناير، ولم استشعر ابداً في تعاملاتي الشخصية مع زملائي بأن هناك تفرقة بين مسلم ومسيحي في يوم من الأيامquot;.

جهاز أمن الدولة وبقايا الحزب البائد

ممثل حزب الحرية والعدالة بحسب الصحافية القبطية نرمين نبيل، كرر ما قاله سلفاً، مؤكداً أن الحزب يهدف من خلال اتصالاته بالأخوة الاقباط، تفنيد المزاعم الرامية إلى أن الاخوان سيعاملون الاقباط معاملة سيئة بعد وصول الجماعة الى السلطة، وأكد أن جهاز أمن الدولة المصري الموالي لمبارك، لا يزال يواصل نشاطه ولم ينحل كما هو معلن، وأنه يتعمد كبقايا الحزب الوطني البائد تعكير صفو العلاقة بين المسلمين والممثلين عنهم في السلطة من جهة وبين الأقباط من جهة أخرى، وأضاف: quot;ان ما قصدناه من اتصالنا هو وأد تلك الفتن، والتأكيد على أننا نحمل الخير للجميع بمشروعنا النهضوي، الذي سينقذ البلاد من عثرتها السياسية والاجتماعية والاقتصاديةquot;.

وفي ردها على ممثل حزب الحرية والعدالة قالت نبيل: quot;تواصل حزب الحرية والعدالة هاتفياً مع الاقباط لن يحقق رسائل التطمين المرغوب فيها، وإنما يرسخ هذه الرسائل ما ينبغي أن يراه الاقباط على ارض الواقع من مساواة في الحقوق، وتداول للسلطة بين مختلف شرائح الشعب المصري، وتطبيق مبادئ وأهداف ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير، عندئذ سيحصل حزب الحرية والعدالة، أو أي فصيل سياسي آخر على ارضية واسعة من التأييد الشعبي بمختلف اطيافه وليس الاقباط فقطquot;.

وبحسب الصحافية القبطية أكد المتحدث الإخواني في نهاية اتصاله الهاتفي بها، أن حزب الحرية والعدالة حريص على ترسيخ هذه المعادلة المتوازنة في منهجها ومنطقيتها وأنه لن يحيد عنها، وطلب من نبيل أن تعرض عليه أي مشكلة تتعرض لها على أساس ديني أو عرقي، ووعدها بحل تلك المشكلة حتى اذا كان عبر تصعيدها الى رئيس الجمهورية عينه الدكتور محمد مرسي.