العلاقات الباكستانية المصرية قوية تاريخيًا، ويؤكد تنوير أحمد، القائم بالأعمال الباكستاني في القاهرة أن هذه العلاقات ستزداد وثوقًا، خصوصًا أن باكستان تدعم جهود مصر في حلّ القضية الفلسطينية، التي تشكل توأمًا لقضية كشمير العالقة بين باكستان والهند.


أشرف السعيد من القاهرة: تحت شعار quot;الشراكة الديمقراطية من أجل السلام والرخاءquot;، تشهد العاصمة الباكستانية إسلام أباد أعمال مؤتمر القمة الإسلامية للدول الثماني، والمقرر عقده يومي 21 و22 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، بمشاركة باكستان ومصر وتركيا وإيران وماليزيا وأندونيسيا وبنغلادش ونيجيريا. وتهدف إلى تعزيز سبل التعاون بين الدول الثماني، وفتح آفاق التبادل التجاري وأسواق جديدة وإقامة المشروعات المشتركة وتبادل الخبرات والمعرفة التكنولوجية.

ومن المنتظر أن يترأس الرئيس المصري محمد مرسي وفد مصر إلى القمة الإسلامية في إسلام أباد، وأن يلتقي نظيره الباكستاني آصف علي زرداري لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، ودفع عجلة التعاون الاقتصادي والتجاري، بهدف تعزيز حجم التجارة البينية بين البلدين.

التقت quot;إيلافquot; القائم بالأعمال الباكستاني في القاهرة تنوير أحمد في حوار سريع تناول القمة الإسلامية والمشهد الراهن بين بلاده والهند، وقضية كشمير التي تفرض نفسها على مائدة البحث والمناقشات منذ أكثر من سبعة عقود، إضافة إلى العلاقات الباكستانية المصرية.
في ما يأتي نص الحوار:

ما هي أبرز أهداف القمة الإسلامية المقبلة في إسلام أباد؟
تأتي هذه القمة في إطار منظمة الدول النامية الإسلامية الثماني، وتقوم أساسًا على تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدول الأعضاء. بالتالي، هذه القمة الإسلامية، التي ستركز على الناحيتين الاقتصادية والتجارية للدول الأعضاء، لها أهمية خاصة. على هامش المؤتمر، سيعقد لقاء خاص بين الرئيس المصري محمد مرسي ونظيره الباكستاني آصف علي زرداري لبحث العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إضافة إلى اجتماع سيضم وفد رجال الأعمال المصريين مع نظرائهم الباكستانيين، لدراسة السوق في البلدين، والتعرف إلى آفاق التعاون وبحث سبل زيادته مستقبلًا.

علاقات تاريخية وقوية

هل من المنتظر توجيه الرئيس مرسي دعوة لنظيره الباكستاني إلى زيارة القاهرة مستقبلًا؟
بالطبع، نتطلع إلى زيارة الرئيس الباكستاني لمصر، ومن المتوقع قيام الرئيس المصري محمد مرسي بتوجيه دعوة للرئيس الباكستانيلزيارة مصر خلال الفترة المقبلة على هامش القمة. وسيرافق مرسي وفدٌ من كبار رجال الأعمال المصريين، لتدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية، ليس فقط مع باكستان، إنما أيضًا مع الدول الأعضاء التي تشارك في المؤتمر، فضلًا عن التعرف إلى آفاق ومجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين، خصوصًا أن التجارة أصبحت محور تقوية أية علاقات بين الدول.

ما هي طبيعة العلاقات بين إسلام أباد والقاهرة بعد الثورة المصرية؟ وهل تمت اتصالات بين قيادتي البلدين خلال الفترة الماضية؟
أودّ أن ألقي الضوء على العلاقات التاريخية والقوية التي تربط بين البلدين على مر السنين، وهي ازدادت ثقلًا وقوة مع مرور الزمن، تعتمد على روابط دينية وسياسية وثقافية واقتصادية. وبعد ثورة 25 يناير، ازدادت هذه العلاقات قوة. بمجرد تولي مرسي الحكم أرسل الرئيس زرداري رسائل تهنئة بمناسبة توليه الحكم. كما زارت القاهرة خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي وزيرة الخارجية الباكستانية حنة رباني كهار لتقديم التهنئة بشكل رسمي، ودعوة الرئيس مرسي إلى زيارة باكستان للمشاركة في أعمال قمة الدول الإسلامية الثماني، التي ستعقد في إسلام أباد في نهاية هذا الشهر.

تحسّن العلاقات مرهون بقبول القرارات الدولية

ما تصوركم لعلاقات بلادكم المستقبلية مع الهند؟
تعتمد العلاقات بين باكستان والهند على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة. يجب أن تجد قضية إقليم كشمير حلًا طبقًا لتطلعات شعب كشمير، كما تنص القرارات الدولية الصادرة من قبل، وعلى الدولتين أن تقبلا بقرار هذا الشعب ورغبته، وبقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. بناء على ذلك، تتحسن العلاقات بإذن الله بين إسلام أباد ودلهي.

هل يمكن اللجوء إلى التحكيم الدولي من خلال الوثائق الباكستانية، أم إن قرارات الأمم المتحدة توجب بدائل أخرى؟
منظمة الأمم المتحدة هي أكثر السبل للتحكيم الدولي المعترف بقراراتها من جانب دول العالم كله ومنظمات المجتمع الدولي، لذلك فإن قراراتها يمكن أن تفصل في أي خلاف ما بين الدول. وبالتالي، قرارات الأمم المتحدة هي الوحيدة القادرة على أن تضع نهاية للخلافات بين الدول، وأن تُرسي قواعد السلام على مستوى العالم.

قضيتان معلقتان منذ زمن

ألا ترون أوجه الشبه بين قضيتي الشعب الفلسطيني وشعب كشمير؟
القضيتان من القضايا العالقة منذ زمن طويل على جدول أعمال الأمم المتحدة، فضلًا عن أن تلك القضيتين عانتا من عدم تنفيذ القرارات التي صدرت كثيرًا مرارًا وتكرارًا بشأن هاتين القضيتين.

ما منظوركم لطبيعة العلاقات الباكستانية ndash;العربية، وخصوصًا الخليجية، في الوقت الراهن؟
علاقات الصداقة التي تربط باكستان بالعالم العربي قوية على مدى السنين. فباكستان تهتم اهتمامًا خاصًا بعلاقاتها مع هذه الدول، وخصوصًا مع دول الخليج، ومصر كذلك بصفتها الدولة الرائدة في العالم العربي. نتطلع دائمًا إلى الحل السلمي لقضيتي كشمير وفلسطين طبقًا لقرارات الأمم المتحدة، وندعم العالم العربي في حقه في القضية الفلسطينية، ونتطلع أيضًا إن شاء الله إلى تسوية المسألة في سوريا، والتوصل إلى حل للأزمة هناك. من هذا المنطلق، نولي علاقاتنا بمصر اهتمامًا كبيرًا، وندعم جهودها في هذا الشأن.