بات على اسرائيل الاختيار سريعا بين ان تشن هجوما بريا على المجموعات المسلحة في قطاع غزة، فتجازف بفقدان الدعم الاميركي والاوروبي، وبين سلوك طريق التهدئة والقبول بوقف جديد لاطلاق النار.
القدس: اعلن الجيش الإسرائيليانه اصاب اكثر من 1350 هدفا منذ بدء عملية quot;عمود السحابquot; في غزة. ويشير الخبراء والمعلقون الاسرائيليون الى ان سلاح الجو على وشك تحقيق معظم اهدافه وان السؤال المتعلق بالمرحلة المقبلة بات مطروحا على بساط البحث.
ويعتبر هذا السؤال ملحا في نظر الحكومة الاسرائيلية، لأن قصف قطاع غزة لم يؤد إلا الى تراجع قصف الصواريخ فقط. واستهدفت تل ابيب الاحد بقصف صاروخي.
واستدعت اسرائيل منذ بضعة ايام عشرات الاف جنود الاحتياط ونشرت ناقلات جند مدرعة وجرافات ودبابات على الحدود مع قطاع غزة، تمهيدا لاحتمال شن عملية برية.
وفي المقابل، لم تسفر الجهود الكثيفة للتوصل الى هدنة عن نتيجة ملموسة حتى الان.
وتواصلت محادثات حثيثة الاثنين في القاهرة، على ان يصل الى اسرائيل كل من الموفد الخاص للجنة الرباعية للشرق الاوسط توني بلير ووزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي.
وقال اليكس فيشمن الخبير العسكري لصحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية اليومية ان quot;خطط التوصل الى اتفاق مع حماس دخلت مرحلة الساعات الاربع والعشرين الاساسية ... وثمة سباق ضد الساعة الان، بين طريق التصعيد العسكري والطريق المؤدي الى اتفاقquot;.
ويشكل الاستدعاء الكثيف للاحتياط على حدود غزة وسيلة ضغط لاسرائيل على حماس.
وفي شتاء 2008-2009، اسفرت عملية quot;الرصاص المصبوبquot; الاسرائيلية التي بدأت بغارات قبل شن هجوم بري مدمر على غزة، عن مقتل حوالى 1400 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، لكنها لم تضع حدا نهائيا لاطلاق الصواريخ من غزة.
وقد اتهم تقرير غولدستون الذي انتدبته الامم المتحدة بعد العملية، الجيش الاسرائيلي بالاستهتار بحياة المدنيين وبالاستخدام غير المتكافىء للقوة، اللذين اديا الى عزلة الدولة العبرية على الساحة الدولية.
وتستفيد اسرائيل في الوقت الراهن من دعم الرئيس الاميركي باراك اوباما ووزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذين اعلنوا صراحة انهم يحملون حماس مسؤولية الازمة الحالية.
لكن هذا الدعم قد يتبدد اذا ما شنت اسرائيل هجوما بريا. وقال هيغ الاحد ان quot;القيام باجتياح بري في غزة من شأنه ان يكلف اسرائيل جزءا كبيرا من الدعم الدولي الذي تحظى به في هذا الوضعquot;.
وعلى الجبهة الداخلية ايضا، ستخسر اسرائيل كثيرا اذا ما شنت هجوما بريا مع اقتراب الانتخابات التشريعية في 22 كانون الثاني/يناير.
وافاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه الاثنين صحيفة هآرتس ان 84% من الاسرائيليين يدعمون العملية الجارية، لكن 30% فقط من الاشخاص الذين سئلوا سيؤيدون عملية برية في غزة.
وقال عاموس هارل الخبير العسكري في صحيفة هآرتس quot;ثمة اسئلة مقلقة حول جدوى عملية برية في الوقت الراهنquot;.
واعتبر ان quot;التهديد بالتحرك لارغام حماس على توقيع اتفاق ضمن شروط مؤاتية لاسرائيل، معقول وضروريquot;. واضاف ان quot;خطر الانسياق وراء الخطاب الذي عبر عنه بعض السياسيين والمعلقين يمكن ان ينتهي بكارثة استراتيجية خطرةquot;.
التعليقات