كثيرات هن المرشحات الكويتيات للانتخابات البرلمانية، تتشابه برامجهن الانتخابية، يشدن بمرسوم الصوت الانتخابي الواحد، ويؤكدن أن البرلمان القادم سيكون أفضل من السوابق، لأن المرأة تتقن فن الحلول أكثر من الرجل، وهي أبعد منه عن التأزيم.
الكويت: تسعى المرأة الكويتية لإيجاد مساحة لها داخل البرلمان القادم، لإيصال صوتها وحل مشاكلها العالقة، في ظل منافسة رجالية وإسلامية متصاعدة خلال المعركة الانتخابية الحالية في الكويت. ويرى البعض أن حظوظ المرأة الكويتية زادت بعد تعديل آلية التصويت إلى الصوت الواحد، وهو ما قد يؤهلها للفوز بأكثر من أربعة مقاعد في المجلس القادم.
ويرى مراقبون للانتخابات أن المرشحات النساء يواجهن عددًا من العقبات التي يجب تجاوزها، حتى يستطعن دخول المجلس، كقلة خبرة الناخبين بالمرشحة، ما ينمّ عن جهل الكثيرات بالثقافة السياسية والانتماء وتوظيف الأصوات، بالإضافة إلى الموروثات الاجتماعية حول عدم كفاءة المرأة في إدارة الشوؤن العامة.
شريك حقيقي
أكدت مرشحات كويتيات تأييدهن تعديل آلية التصويت التي أتاحت الفرصة أمام المرأة والشباب للدخول إلى المجلس، من دون أن يكونوا منتمين إلى تيار معين. وشددن على أنهن سيسعين إلى حل مشاكل المرأة وتحسين أوضاعها، مطالبات بضرورة إصدار حزمة من التشريعات تعالج مشكلتها، كتوفير السكن للمرأة الكويتية المتزوجة بغير الكويتي أو للمطلقة.
كما دعت المرشحات إلى المساواة في القروض الإسكانية للمرأة، وإعادة النظر في الاحتياجات المادية والمعنوية الخاصة بالمتقاعدين وكبار السن، تقديرًا لدورهم واستثمارًا لقدراتهم، خصوصا المتقاعدين دون سن الستين عامًا من الجنسين.
وأوضحت المرشحات لـquot;ايلافquot; أنه منذ إقرار الحقوق السياسية للمرأة ودخولها المعترك السياسي وهي تثبت قدراتها ومهارتها في حل المشكلات العامة والمشاركة الحقيقية في بناء الوطن.
خبرة نسائية
قالت المرشحة عبير الفواز إن المرأة الكويتية نجحت خلال السنوات الأخيرة في إثبات وجودها كمنافس قوي للرجل، في تحمل مسؤوليات العمل السياسي، فجذبت العديد من الناخبين الرجال بعدما أقنعتهم بترشيحها نتيجة لقدرتها ومهارتها في الإدارة.
وأكدت الفواز أن من أهم أسباب ترشحها خلال الدورة الحالية، على الرغم من الظروف الاستثنائية التي تمر بها الكويت، quot;هو صدور مرسوم تعديل آلية الانتخاب إلى الصوت الواحد، الذي أتاح الفرصة لي وللشباب الذين لا ينتمون إلى أي توجه للوصول إلى البرلمانquot;.
من جانبها، أكدت المرشحة الدكتورة منى الغريب أن المرأة الكويتية quot;أثبتت قدرتها على ايجاد حلول للمشكلات العامة خصوصًا الاجتماعية بسبب خبرتها المنزلية، فقد كان الرجل الكويتي قبل حقبة النفط يسعى طلبًا للرزق، فيخرج إلى البحر ويغيب عن المنزل أيامًا، فتقوم المرأة بتحمل جميع المسؤوليات المنزلية حتى عودتهquot;.
الشعب ملّ الأزمات
توقعت الغريب أن تفوز المرأة في المجلس المقبل بأكثر من 4 مقاعد، ملمحة إلى أن المجالس التي غُيّبت عنها المرأة quot;كانت عنيفة جدًا، سادها الجو الذكوري العنيفquot;، مشيرة إلى أن المرأة تسعى دائمًا للحل وليس للتأزيم، والشعب الكويتي ملّ الأزمات.
وقالت المرشحة منى الفزيع إن المرأة الناخبة quot;استوعبت أهمية وجود ممثلات لها داخل البرلمان للدفاع عن قضاياها ومشكلاتها العالقة، وهو ما دفعها إلى دعم المرشحات النساء في المجالس السابقةquot;، مؤكدة أنها رأت في نفسها القدرة على تقديم حلول ومعالجات في قضايا المرأة لذلك سعت إلى ترشيح نفسها للبرلمان.
وأكدت سعيها لتفعيل قوانين مكافحة التمييز ضد المرأة، خًاصة وأنها ترى أن المرأة ظلمت في المجلس السابق عندما رفع شعار العداء للمرأة، معربة عن تفاؤلها بالمجلس الجديد والمتوقع أن يكون للمرأة تواجد هام فيه.
سكن الكويتيات همّ جامع
من أولويات الفواز حلّ قضايا المرأة العالقة، إذ ترى ضرورة إصدار quot;حزمة من التشريعات تعالج مشكلة سكن الكويتيات، لأن قانون إسكان المرأة ولد مشوهًا، وصدر بشكل مبهم، ولا يغطي احتياجها الإسكانيquot;.
أضافت: quot;يجب معالجة الاختلال الإسكاني من خلال إنشاء مدن سكنية جديدة تقلّص الفارق بين طلبات الرعاية السكنية والمساكن المتوافرة سنويًا من المؤسسة العامة للرعاية السكنية، وتشريع قوانين تحرير الأراضيquot;.
كما أشارت الفواز إلى أن في برنامجها الانتخابي وعدًا لحل مشكلات الصحة والتعليم.
واتفق برنامج الفزيع مع برنامج الفواز في أهمية القضاء على مشكلة سكن الكويتيات، إذ تلفت الفزيع إلى quot;أهمية المساواة في القروض الإسكانية بين المرأة والرجل، وإعادة النظر في أوضاع المرأة الكويتية بما يحقق العدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى معالجة القصور التشريعي في أوضاع المرأة الكويتية المتزوجة من غير كويتي والأرملة والمطلقةquot;.
وطالبت الفزيع بإنشاء هيئة للمرأة والأسرة والطفولة مستقلة عن وزارة الشؤون الاجتماعية إداريًا وماليًا.
أما الغريب فلا تركن مسألة سكن الكويتيات جانبًا، لكنها تثير في برنامجها الانتخابي ملفات أخرى كالملف الصحي، quot;ودعم المرأة العاملة بحزمة قرارات تيسر عليها عملها من دون أن تضطر إلى الإخلال بواجباتها تجاه أسرتها، كإنشاء حضانة حكومية بقرب كل وزارة، والسماح للموظفة بإرضاع طفلها خلال الدوامquot;.
جرعة سياسية زائدة
تقول الفواز إن الكثير من المواطنين quot;فقدوا الثقة في أعضاء مجلس الأمة، وسيطر عليهم الإحباط واليأس من تحقيق أي تقدم على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي، على الرغم من إيمانهم الشديد بأهمية وجود المؤسسة التشريعية والرقابيةquot;، متوقعة أن يكون المجلس الجديد أفضل ويساعد على حل المشكلات السابقة.
من جهتها، رأت الفزيع أن الأداء الحكومي السابق بحاجة ماسّة إلى تطوير، من خلال تطبيق خطط جديدة للاصلاح الإداري الشامل لأجهزة الدولة، داعية إلى تطبيق قانون حماية الوحدة الوطنية للحد من الخلافات السياسية، ومتوقعة أن تهدأ حدة هذه الخلافات بعد الانتخابات ليهتم المجلس الجديد بالبناء والاصلاح.
وتوقعت الغريب هدوءًا سياسيًا في الفترة المقبلة، خصوصًا بعد عزوف بعض الأسماء المعروفة بميلها إلى التأزيم عن المشاركة في الانتخابات. كما قللت من أهمية تحركات المعارضة، واكدت أنها لن تؤثر في قدرة البرلمان القادم على اتخاذ القرارات وحل مشكلات المجتمع.
ودعت الغريب إلى ترشيد استخدام أدوات المحاسبة ضد المسؤولين، مؤكدة أهمية الاستجوابات، quot;لكن يجب ألا نلجأ إليها إلا إذا وجدنا أن التعاون غائب تمامًا، ففي بعض الأحيان تحول الاستجواب وسيلة لاستعراض عضلات النائب أمام الناخبين أو لممارسة الضغوطات أو لمصالح شخصيةquot;.
رؤى اقتصادية
وفي الجانب الاقتصادي من برنامجها، قالت الفزيع إنها ستسعى بعد فوزها إلى إنشاء صندوق وطني لدعم الشباب في المشاريع الصغيرة، وتشجيع العمل في القطاع الخاص، ووضع حلول عملية لمعالجة التضخم الذي بلغ مستويات كبيرة جدًا خلال السنوات القليلة الماضية، مبينة اهتمامها في برنامجها بمتوسطي الدخل.
وبحكم عملها في مجال حقوق الإنسان، ستسعى الفزيع إلى حل قضية البدون نهائيًا، وحل مشاكل الوافدين كتجارة الاقامات والعمالة الهامشية، ومشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة.
أما الغريب فدعت إلى إسقاط القروض وفوائدها المركبة، وأكدت سعيها بعد فوزها في الانتخابات quot;إلى خلق فرص عمل وتأهيل جديدة للشباب، فهؤلاء خرجوا في المسيرات الاحتجاجية بسبب الفراغ، ولإعطاء المتقاعدين فرصة للتوظّف كمستشارين، كونهم من الكفاءات الكبيرة، ولمطالبة الجهات الرقابية بتفعيل رقابتها على الأسواق للحد من ارتفاع الأسعار المبالغ فيهquot;.
ومن جهتها، لفتت الفواز إلى أنها ستسعى إلى رفع المستوى المعيشي للأسر الكويتية وزيادة دخلهم بتبني حزمة من التشريعات تحافظ على القيمة الفعلية للدخل بتطبيق رقابة صارمة على أسعار السلع والخدمات.
وأضافت أنها ستسعى إلى إقرار القوانين التي تدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة مع الاستفادة من خبرات المتقاعدين، مؤكدة ضرورة إتاحة الفرصة للشباب في دعم مبادراتهم مشاريع تساهم في تحقيق أحلامهم. كما أكدت سعيها لمراجعة المناهج التعليمية وزيادة ميزانية التعليم.
كتلة نسائية
أيدت المرشحة الغريب فكرة إنشاء لوبي نسائي في البرلمان بعد نجاحها، quot;لأنها ستساعد على تسريع حل جميع المشكلات التي تعانيها المرأة في المجتمع الكويتيquot;.
وأيدتها الفزيع في ذلك quot;لأن مثل هذه الخطوة ستشكل ورقة ضغط على المسؤولين في إقرار القوانين التي تخدم المرأةquot;.
من جانبها، أكدت الفواز أن النائبة التي ستفوز في الانتخابات يجب أن تهتم بمشاكل جميع الناخبين، لا أن تحصر اهتمامها بشريحة واحدة منهم، quot;فهناك ناخبون رجال يقومون بدعم ترشيحها، ومن حقهم أن تهتم بمشاكلهم، خصوصًا أن أغلب المشاكل في الكويت تمس الرجل والمرأة معًاquot;.
التعليقات