الثورة في سوريا على كل الجبهات، حتى الثقافية والأدبية. مجلة جامعة الثورة ناطقة بلسان طلاب جامعة حلب، تريد أن تثبت للعالم أن حلب مهد الثقافة وأرض الثورة، وتطمح لتكون منبرًا ثقافيًا لأكبر تكتل ثوري في سوريا.
على الرغم من تأخر مدينة حلب في انضمامها إلى الثورة السورية، إلا أن حراك شبابها الجامعي كان الأقوى والأعلى صوتًا والأكثر تأثيرًا من بين كل جامعات سوريا، ولا سيما أنها جامعة حكومية رسمية. فجامعة حلب سبقت مدينتها في ركب الثورة، وذلك يرجع إلى غياب الطابع الاجتماعي المشترك لسكان مدينة حلب، بسبب اتساعها الجغرافي وتعدادها السكاني، ما جعل من الجامعة هذا المجتمع المصغر المتلاحم منبعًا لمنابر الثورة في المدينة.
ثورية ثقافية هادفة، تصدر عن أحرار جامعة الثورة... بهذه الكلمات يصف محررو مجلة جامعة الثورة مجلتهم الفريدة في تصنيفها من بين إعلام الثورة السورية، فيما يصف القائمون على المجلة أنفسهم بأنهم quot;طلاب جامعة حلب، جامعة الثورة، نثبت للعالم وللشعب السوري أننا أهل علم وثقافة وأدب، ندعو للحرية بجميع أشكالها، بما فيها الادبية والاعلامية، وهذه مجلتنا الخاصة بنا وبأدبائنا ومثقفينا تعبر عناquot;.
التقت quot;إيلافquot; الدكتور محمد، العضو المؤسس في مجلة جامعة الثورة، فكان الحوار الآتي:
أليس غريبًا أن تكون جامعة حلب سباقة في هذا المجال، على الرغم من أن المدينة تأخرت في الانضمام إلى ركب الثورة؟
في الحقيقة، طبيعة حراك الشباب الجامعي هي ذاتها طبيعة حراك مدينتي حلب وإدلب وريفيهما، فالمحرك واحد، ألا وهو الشباب المثقف الواعي المنتج لهذه الثورة. أما عن جامعة حلب التي سبقت مدينتها في ركب الثورة، فذلك يرجع إلى غياب الطابع الاجتماعي المشترك لسكان مدينة حلب، بسبب اتساعها الجغرافي وتعدادها السكاني، ما جعل من الجامعة هذا المجتمع المصغر المتلاحم منبعًا لمنابر الثورة في المدينة. وهذا ما ميز حلب عن المدن الأخرى، التي قد تتبع لشخصية معينة أو لنزعة طائفية في حراكها الثوري. كما أن التعتيم الإعلامي الذي مارسه النظام على مدينة حلب جعل الحراك الجامعي أكثر تميزًا ووضوحًا.
ما أسباب تأخر أهالي حلب عن الالتحاق بركب الثورة؟
النظام منذ البداية حشّد طاقته الأمنية في العاصمتين، دمشق وحلب، للحد من حراكهما، ما ألزمنا مئات الناشطين لاستنهاض المدينة عن بكرة أبيها، وترسيخ الثورة ميدانيًا وإغاثيًا وإعلاميًا في ربوعها.
اعتدنا المضايقات
ما هي أبواب المجلة وأهم موضوعاتها؟
تضم المجلة حتى هذه اللحظة أربعة أبواب مختلفة: الباب الأول من المجلة بعنوان quot;ملف العددquot;، الذي يسلط الضوء على أحد النقاط التي تهم الشارع في مدينة حلب بشكل عام أو جامعة الثورة بشكل خاص، ويدرس آراء وأفكار طلاب جامعة الثورة حول هذه النقطة ويعرضها. أما الباب الثاني فهو بعنوان quot;آراءquot; ويعرض آراء مختلفة ومتباينة لطلاب جامعة الثورة، ويكون المجال مفتوحًا لإدلاء الطالب برأيه بشكل حر. أما في باب quot;أدبياتquot;، وهو الثالث في مجلتنا، فيعرض ما تتفتق عنه قريحة أدباء الجامعة ومثقفيها في المجال الأدبي، ويكون ساحة لهم يعرضون فيها من ثمين بضاعتهم ما يشاؤون.
وفي بابنا الأخير وهو quot;التوثيقquot; يتم توثيق كل ما يخص جامعة الثورة ككيان، كتوثيق شهداء جامعة الثورة، وذلك بالتعاون مع الجناح الحقوقي من المكتب الاعلامي لجامعة الثورة، إضافة إلى توثيق الحراك الثوري ككل في جامعة الثورة وكلياتها وتاريخ انتهاكات حقوق الانسان فيها. وقد تتخلل في بعض صفحات المجلة مجموعة من الصور الكوميدية الساخرة من النظام وأعوانه، أو تلك التي تذكر لنا قصصًا من واقعنا المرير.
مجلتكم واحدة من المجلات القليلة، التي يقوم عليها شباب ينتسبون إلى جامعة حكومية، وتعمل في الداخل السوري، ألا يسبب لكم ذلك أي مضايقات أو ملاحقات أمنية؟
أن تكون طالبًا حرًا كفيل وحده بالتسبب بالمضايقات، فكيف العمل في مجال ثوري منظم؟!! زد عليه ضرورات تنظيمية دقيقة لا يمكن القيام بها إلا بشروط غاية في الدقة. في الحقيقة، نعاني منذ ثمانية أشهر من ضغوط على جميع الأصعدة، قد تستغرب إن قلت لك إنّ المضايقات الأمنية هي أقل من غيرها، إذ اعتدناها وتأقلمنا نوعًا ما عليها، بسبب ابتكارنا أساليب تجنبنا العمل في ساحة رؤية المنظمات الأمنية.
حيادية سياسية
ما هي صلتكم بأقطاب المعارضة السورية، وهل تمثل المجلة أي توجه سياسي معين؟
في الاجتماع الأول من الهيئة التأسيسية لمجلة جامعة الثورة، اخترنا أن تتخذ المجلة سياسة جامعة الثورة ككل، بالنأي بالنفس عن أي توجه أو ميول سياسي معين، وما زلنا نسير على خطى الشارع السوري الثوري الذي يتخذ اتجاهًا مستقيمًا نحو غايته من دون تسييس أو ميل نحو اتجاه معين. ونحمد الله أننا في مجلة جامعة الثورة نضم كوادر مختلفة الإتجاهات والإيديولوجيات، بحيث استطعنا في ذلك تحييد المجلة عن أي تجاذبات سياسية، مع الإلتزام بنهج ما يكتبه الكاتب المعبر عن رأيه لا عن رأي المجلة، حتى نتيح الفرصة للكُتّاب حرية القلم أن يكتبوا ما يناسبهم دون تقييدهم بنهج معين، ومن دون توجيه المجلة نحو سياستهم أو تيارهم الخاص .
كيف تغطون الأخبار الميدانية في مدينة حلب؟
في مجلة جامعة الثورة، نهتم بثقافة ووعي الثورة السورية. فنحن لا ننقل أخبارًا ولكن نناقشها وندرسها ونسلط الأضواء على نتائجها، ونحاول أن نستكشف ما ستؤول إليه الأحوال، أضف إلى ذلك السعي إلى إيجاد الحلول لها، فنقدمها للجهات المعنية المتمثلة بمكاتب جامعة الثورة والتي توجه الحراك أو تصدرها لجهات معنية أخرى.
ما هي المشقات التي تواجهونها؟
في الحقيقة، لدينا في جامعة الثورة ألم نعانيه ليلًا ونهارًا، سرًا وجهرًا، في جعبتنا أكثر من مئة شهيد من طلاب الجامعة موثقين بالأسماء، وآخرون هجروا مدرجات الجامعة إلى ساحات الموت. وحملنا على عاتقنا ثقل مدينة بحجم مدينة حلب، فاخترنا في مجلة جامعة الثورة أن نكون المنبر الثقافي لأكبر تكتل ثوري مثقف في سوريا، وما زلنا حتى هذه اللحظة نعاني من صعوبات ومشقات تثقل كاهلنا.
كل الألم سيزول عندما نرى مجلة جامعة الثورة مجلة رسمية توزع في ساحات جامعة الثورة المحررة قريبًا، يتبناها الطالب الجامعي كمنبر له فتعبر عنه، ونسعى جاهدين لأن نقيم ندوات ثقافية على مدرجات الجامعة المختلفة تحت رعاية المجلة لتساهم بشكل أو بآخر في صقل ثقافة الوطن.
التعليقات