وجدت دعوة المجلس العسكري للثوار السوريين للاجئين بضرورة العودة إلى بلدهم وقتال قوات النظام استجابة كبيرة من اللاجئين في الأردن، بينما عملت الميليشيات الموالية للأسد في لبنان على منع اللاجئين السوريين من ذلك.


يغادر آلاف اللاجئين السوريين من الأردن إلى بلادهم لقتال قوات النظام في سوريا، في محاولة للانتقام من الضربات القاتلة التي يقترفها النظام السوري في حق الآلاف من أبناء الشعب هناك،
وقال ناشطون سوريون ومسؤولون أردنيون إن هؤلاء الأشخاص أخلوا المئات من المنازل الآمنة والشقق والخيم التي كان يقطنها سوريون عادوا إلى بلادهم للمشاركة في القتال.
ذكر مسؤولون أمنيون أردنيون لم يفصحوا عن هويتهم ان ما يقرب من 8.000 لاجئ سوري من أصل أكثر من 250 ألفا، عبروا الحدود إلى سوريا خلال العشرة أيام الماضية وحدها. واعتبروا أن السبب هو الانضمام إلى الثوار المقاتلين في سوريا تلبية لدعوات المجلس العسكري للثوار الذي أخذ على عاتقه مهمة خوض حرب استنزاف ضد الأسد، وقد صدرت هذه الدعوة أوائل ديسمبر/كانون الأول.
وقال ناشطون سوريون لصحيفة الـ quot;واشنطن بوستquot; إن الاستجابة كانت أكبر بين اللاجئين في الأردن لأن الميليشيات الموالية للأسد في لبنان حالت دون عودة هؤلاء، كما أشاروا إلى أن العديد من السوريين في تركيا انضموا إلى الثوار المقاتلين.
دعوة الثوار لانضمام مزيد من المقاتلين جاءت في ظل المرحلة الحساسة التي وصلت اليها المعارضة في الصراع ضد الرئيس بشار الأسد، لا سيما مع اقتراب الثوار من قلب دمشق واستيلائهم على العديد من القواعد.
quot;أصبح الاردن اليوم المصدر الرئيس للمقاتلين بالنسبة لناquot;، قال أبو هاني الدرعاوي، منسق الجيش السوري الحر في درعا، مضيفاً: quot;إننا ندخل الآن في المعارك النهائية في سوريا، ونحن بحاجة إلى كل سوري قادر على القتال معناquot;.
دعوة الثوار لتجنيد المقاتلين أدت إلى تدفق مستمر من العائدين طوعاً من مخيم الزعتري للاجئين في الأردن بالقرب من بلدة المفرق، على مقربة من الحدود السورية. ويقول المسؤولون الأردنيون إنهم يسهلون عودة نحو 150 سوريا يومياً، وفقاً لإحصائيات وزارة الداخلية.
وقال أحمد الرفاعي (25 عاماً) من سكان مخيم الزعتري إن المكاسب التي حققها الجيش السوري الحر في درعا دفعته واثنين من أبناء عمومته لطلب العودة إلى الوطن في محاولة للانضمام الى الثوار.
quot;نشعر اليوم أن ايام بشار الأسد باتت معدودة. ونريد أن نعيش التجربة لنشهد يوم التحرير ونضع أحذيتنا على رقاب النظام، لا أن نختبئ في مخيم اللاجئينquot;، قال الرفاعي.
بالإضافة إلى المقاتلين، أشارت الصحيفة إلى أن النشطاء العائدين من الأردن يشملون المئات من الأطباء والممرضين والمحامين والمهندسين الذين يرغبون في إعادة بناء وطنهم حتى مع استمرار الصراع.
وقال أبو معاذ حمد (44 عاماً) وهو مسعف فرّ من بلدة دوما السورية بعد ان اضطهده النظام بسبب تقديمه المساعدة للمتظاهرين، إنه لجأ إلى بلدة المفرق قبل ستة أشهر، حيث عمل على تطبيب المصابين وإعادة تأهيل مئات الجرحى من مقاتلي الجيش السوري الحر الذين عبروا إلى الأردن لتلقي العلاج.
يوم 10 ديسمبر/كانون الأول، تم ترحيل حمد وعاد إلى دوما، حيث عيّنه الثوار رئيس المسعفين.
quot;الكثير منا اعتقد أن بإمكانه أن يحدث فرقاً من الأردن، لكننا وجدنا أنفسنا مجرد مراقبين مثل أي شخص آخرquot;، قال حمد، مضيفاً: quot;عندما ترى أن العالم بأكمله يدير ظهره لوطنك، هناك شيء واحد فقط يمكنك القيام به: العودة إلى الديارquot;.
وعلى الرغم من ترحيبهم بالعائدين، يقول ثوار سوريا إن موجة العودة إلى سوريا لن تساهم كثيراً في قلب موازين المعركة إذ إن العديد من هؤلاء ليس لديهم خبرة في القتال.
quot;كل العائدين يحتاجون إلى أسبوعين على الأقل للتأقلم مع تكتيكاتنا واحتياجاتنا الحالية، وقد يتطلب الأمر ما يصل الى شهر قبل أن يتمكنوا من المساهمة حقاً في القتالquot; قال الدرعاوي.
وأشار إلى أن الثوار بحاجة إلى مزيد من الأسلحة، وليس الرجال، ما من شأنه أن يعطي المعارضة فرصة التقدم النهائي على نظام الأسد. لكن في حين أن قوات الحدود الأردنية تغض بصرها إلى حد كبير عن انتقال السوريين من المعابر، إلا أنها تواصل تقييد حركة الأسلحة، ولا تسمح للعائدين سوى بحمل الأسلحة النارية الشخصية واللوازم الطبية الأساسية، وليس المدفعية الثقيلة التي يحتاجها الثوار لحسم المعركة.
مع ذلك، فإن مكاسب الثوار أعادت الأمل إلى نفوس اللاجئين في الأردن، فهبوا إلى تنظيم تحالفات جديدة وتشكيل نقابات للمحامين وموظفي الخدمة المدنية، استعداداً للمرحلة الانتقالية بعد سقوط الاسد.
وقال الكولونيل أبو عبد الله محمد إن هجمات الثوار الأخيرة على مطار دمشق الدولي وعمليات الاستحواذ على مهابط الطائرات العسكرية قد ألهمت 150 طياراً سورياً منشقاً في الأردن لتشكيل نواة ما يأملون أن يكون quot;سرب الجيش السوري الحر الجوي الأولquot;، ويقول الطيارون انهم سيعودون إلى سوريا ما ان يستولي الثوار على قاعدة جوية أو على المطار حيث يمكنهم وضع مهاراتهم في استخدامهم.