في ظل إحباط روسيا والصين مشروع قرار بشأن سوريا في مجلس الأمن وإمعان قوات النظام السوري في عمليات القتل والتعذيب، وفقًا لشهادات نشطاء ومنظمات حقوقية، فإن المخاوف تتعزز من إمكانية تكرار مجزرة الخالدية في مناطق أخرى في مدينة حمص.


السوريون شيّعوا قتلى مجزرة الخالدية

بيروت: يتخوف ناشطون في مدينة حمص وريفها من تكرار القصف العنيف، الذي استهدف حي الخالدية قبل يومين، في أحياء ومناطق أخرى من هذه المحافظة، التي باتت تعدّ عاصمة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حمص أبو رامي في اتصال مع وكالة فرانس برس من حي القصور في حمص quot;نتخوف من حملة جديدة مثل التي نفذها النظام في حي الخالدية، وخصوصًا بعد الموقف الروسي في مجلس الأمنquot;.

وأضاف أبو رامي quot;هناك انفجارات منذ الصباح، يسمع دويها في أحياء حمص القديمةquot;.

وسقط سبعة قتلى في حمص الأحد بنيران الجيش السوري، أربعة منهم في مدينة حمص، وثلاثة في مدينة الرستن في ريف حمص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتخوف أبو رامي من أن quot;تكون هناك حملة جديدة تستهدف هذه المرة حي بابا عمرو، الذي يتحصن فيه الجيش السوري الحرquot;، خصوصًا بعد quot;الأخبار التي ترد عن استقدام آلاف الجنود من الجيش النظامي إلى حمصquot;.

وأسفر القصف على حي الخالدية ليل الجمعة السبت عن سقوط أكثر من مئتي قتيل، بحسب المعارضة.

وقال الناشط المعارض عمر شاكر في اتصال مع فرانس برس عبر سكايب من بابا عمرو بعد ظهر الأحد إن quot;الحي تعرّض لقصف مركز من الثامنة صباحًا، وهدأ القصف قليلاً بعد الظهرquot;.

وأضاف عمر quot;تعودنا أن يكون القصف بالهاون، لكن القصف اليوم ينفذ براجمات الصواريخquot;.

وأعرب عمر عن تخوفه من أن يكون ذلك تمهيدًا لاقتحام الحي، وقال quot;هناك تسريبات من أشخاص ما زالوا في الجيش، ولكنهم متعاطفون مع الثورة، تشير إلى أن الخطة تقضي بقصف بابا عمرو قصفًا مركزًا على مدى أيام، لإنهاكه قبل اقتحامهquot;.

وأظهرت مشاهد بثها ناشطون على الانترنت تعرّض حي بابا عمرو للقصف الأحد. ومع دويّ صوت الانفجارات كانت تسمع صيحات متفرقة لسكان في الحي يشتمون الرئيس الراحل حافظ الأسد وشقيقه رفعت.

كما أظهرت مشاهد أخرى عمليات نقل جرحى مدنيين في بابا عمرو على متن شاحنات صغيرة، ومشاهد من داخل المشافي، حيث يعالج جرحى القصف.

ويظهر أحد المقاطع سقوط قذيفة في بابا عمرو على مقربة من أشخاص مدنيين، قبل أن يخرج من بين الدخان رجل يحمل طفلة جريحة وسط حالة من الذعر.

في مقطع آخر، يظهر رجل في مشفى يشير إلى طفلة مصابة بجروح بالغة وهو يصرخ quot;هذا هو الفيتو الروسي والصيني، فلينظر العالم ماذا يجري في حمص...أين العرب والمسلمون والشعوب ودعاة حقوق الإنسان..هذا ليس في غزة.. هذا في سورياquot;.

وفي الرستن في ريف دمشق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القتلى المدنيين الثلاثة سقطوا quot;إثر القصف الذي تتعرّض له مدينة الرستن من قبل القوات السورية (...) بعد هجوم تعرّضت له كل الحواجز العسكرية في المدينة من قبل مجموعات منشقة، ما أدى إلى تدمير معظم الحواجز وسقوط قتلى وجرحى من الجيش النظاميquot; من دون أن يبين عددهم.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في مدينة الرستن أبو حسان في اتصال مع وكالة فرانس برس إن quot;المدينة تتعرّض لقصف مدفعي وقصف بالهاون بشكل عشوائيquot;.

وأضاف أبو حسان أن quot;الجيش النظامي انسحب ظهر اليوم بالكامل من المدينة (...) بعد مفاوضات بينه وبين الجيش الحر، الذي بات يسيطر على المدينة بالكاملquot;.

وتابع قائلاً quot;لكن الجيش يواصل قصفه الرستن لتغطية انسحابه، إلا أن قصفه يصيب الأماكن السكنية، خصوصًا في غرب المدينةquot;.

وتخوف أبو حسان، وهو طبيب يعمل في مشفى ميداني، من quot;ارتفاع عدد القتلى بسبب الأعداد الكبيرة للجرحى الذين سقطوا في الأيام الماضية (...) وبسبب النقص في المواد الطبيةquot;.

ولا يتسنى التأكد من صحة هذه المعلومات ودقة الأرقام حول القتلى والجرحى بسبب منع السلطات السورية للصحافة الأجنبية من العمل في هذه المناطق.