زيباري ملتقياً السفراء العرب

أكد العراق للدول العربية اليوم استعداداته الأمنية والفنية والإدارية لاحتضان القمة العربية المقبلة في 29 من الشهر المقبل وأشار وزير خارجيته هوشيار زيباري إلى أنّه سيتم خلال أيام إرسال مبعوثين إلى جميع هذه الدول حاملين دعوات رسمية إلى زعمائها للمشاركة في القمة التي أعلنت بغداد يوم انعقادها عطلة رسمية في جميع أنحاء البلاد... فيما نفى وكيل وزارة الخارجية العراقي لبيد عباوي تقارير عن مقاطعة البحرين للقمة مشيرا إلى أنّها ستمثل فيها بشخص ولي عهدها.


خلال اجتماع عقده في بغداد اليوم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مع سفراء الدول العربية المعتمدين لدى بلاده فقد قدم عرضا عن تفاصيل استعدادات العراق من النواحي الفنية والأمنية والإدارية التي تم إنجاز الأساسيات منها تحضيراً لمؤتمر القمة العربي الذي سيعقد في بغداد في 29 من الشهر المقبل ويسبقه اجتماعان الأول لوزراء المالية والاقتصاد العرب في يوم 27 وبعده اجتماع لوزراء الخارجية العرب في يوم 28 من الشهر نفسه.

وشدد الوزير على quot;أن القمة العربية أمست استحقاقاً ضرورياً منذ قمة سرت في عام 2010 حيث أبدت الحكومات العربية عن رغبتها في تلبية الدعوة لحضور المؤتمر وعلى أعلى المستوياتquot;. وأوضح ان وفد الجامعة العربية الذي زار بغداد الاسبوع الماضي برئاسة مساعد الامين العام للجامعة احمد بن حلي قد تأكد من اكتمال التحضيرات للمؤتمر واجتمع بكل الكتل السياسية في العراق وخرج بانطباعات ايجابية عنها معبراً عن تمسك الجامعة بالانعقاد. وأعلن العراق اليوم اعتبار يوم انعقاد القمة العربية عطلة رسمية في جميع انحاء البلاد.

وأشار الوزير إلى أنّ الحكومة العراقية ستقوم قريباً بإرسال وزراء لتقديم الدعوات الرسمية إلى الرؤساء والملوك العرب لحضور مؤتمر القمة. واكد أن الوضع السياسي العراقي بدأ بالانفراج باتجاه عودة القائمة العراقية إلى حكومة الشراكة الوطنية معرباً عن أن هذا الانفراج سيسهم حتماً في تهيئة الظروف الجيدة لإنجاح القمة العربية.

ودعا وزير الخارجية السفراء العرب إلى اعتماد التصريحات من وزارتهفقطأو المتحدث الرسمي باسم الحكومة وعدم الأخذ في الاعتبار التصريحات غير الرسمية من بعض السياسيين وأعضاء مجلس النواب إلى الإعلام في إشارة الى مهاجمة نواب للسعودية على خلفية وجود محكومين عراقيين في سجونها وتحريضهم ضد البحرين على ضوء الاحتجاجات والمطالبات بالإصلاح التي يقودها الشيعة هناك.

وقد تحدث السفير الإمارتي الشيخ عبدالله إبراهيم الشحي بالنيابة عن السفراء العرب مؤكدا الرغبة في أن ينجح مسعى العراق والجامعة العربية ليخرج مؤتمر القمة العربي في بغداد بنتائج متميزة للدول العربية كافة. وقال إننا نضع أيدينا يداً واحدة مع العراق في هذا المسعى معبراً عن أن العراق لا ينقصه شيء ليعقد المؤتمر بالمستوى المطلوب.

وكان زيباري اعلن في الأول من الشهر الحالي أن الحكومة العراقية جادة في توفير الأمن للقادة والرؤساء المشاركين في القمة فيما اعتبر نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي خلال مؤتمر صحافي في بغداد أن العراق قادر على إنجاح القمة العربية، وأنه مقبل على مرحلة سيترأس خلالها العمل العربي.

الخارجية العراقية تؤكد مشاركة البحرين في قمة بغداد بشخص ولي العهد

ومن جانب آخر، نفت وزارة الخارجية العراقية تصريحات نظيرتها البحرينية بشأن عدم المشاركة في القمة مؤكدة حضور نجل أمير البحرين شخصياً. وقال وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي في حديث لفضائية quot;السومريةquot; العراقية إن quot;وفداً من الجامعة العربية برئاسة الأمين العام نبيل العربي زار البحرين قبل أسبوعين وقد نقل لنا استعداد الشيخ خالد آل خليفة نجل أمير البحرين وتأكيده على مشاركته الشخصية ممثلاً للبحرين في قمة بغدادquot; معرباً عن استغرابه من التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الخارجية البحريني.

وكان وزير الخارجية البحريني خالد آل خليفة استبعد السبت الماضي مشاركة حكومته في القمة العربية في بغداد متهما الحكومة العراقية وبرلمانها باستغلال الأحداث السياسية فيها وتصدير quot;الشرquot; لها يومياً. ورأى عباوي أن quot;تلك التصريحات جاءت كرد فعل على التصريحات التي تطلق أحياناً من قبل بعض السياسيين في العراق وتكون مثار عدم ارتياحquot;. وأشار إلى أنّ ما يصدر على لسان بعض السياسيين العراقيين من توجيه انتقاد لاذع لبعض الدول في مجلس التعاون الخليجي بخصوص قضية البحرين لا يخدم علاقة العراق مع هذه الدول كما يعطي بعداً طائفياً للصراع.

واستبعد عباوي أن يكون هذا هو quot;الموقف النهائيquot; للمسؤولين في البحرين.. موضحا quot;سيكون لنا لقاء معهم لاستيضاح الأمر والعراق سيتعامل بمرونة وموضوعية وحرص على مشاركة البحرين في القمة خصوصاً أن عكس ذلك يعد أمراً غير إيجابيquot;.

ولاقت الأحداث التي تشهدها البحرين من أشهر عدة سلسلة ردود فعل في العراق فقد اعتبر رئيس الوزراء نوري المالكي أن دخول القوات الخارجية quot; السعوديةquot; إلى البحرين سيعقد الأوضاع في المنطقة ويؤجج العنف الطائفي كما دعا إلى اتباع سبل التفاهم السلمي والامتناع عن استخدام القوة فيما أعلن عدد من أعضاء مجلس النواب وشخصيات سياسية عن تشكيل لجنة شعبية لمساندة الشعب البحريني في تحقيق مطالبه quot;المشروعةquot;.

وكانت الجامعة العربية قد أجلت في الخامس من أيار (مايو) من العام الماضي القمة العربية التي كان من المقرر عقدها في آذار (مارس) من العام2011 في بغداد إلى آذار 2012 بناءً على طلب عراقي بعد توافق الدول العربية الأعضاء نظراً لما سمته quot;الواقع quot;الجديد وغير المناسبquot; لانعقاد القمة والخروج من خانة العناد.

ويعد انعقاد القمة العربية في العاصمة العراقية بغداد الحدث الدولي الأكبر الذي تنظمه البلاد منذ عام 2003 حيث شكلت أمانة بغداد لجنة لتهيئة وتأمين المتطلبات الخاصة بمؤتمر القمة العربية وتقديم الرؤى والأفكار والتحضيرات المطلوبة لتحسين وتطوير الواجهة العمرانية للمدينة، بما يتناسب مع تاريخها ومكانتها بالتنسيق مع الوزارات والجهات المختصة فيما أكدت وزارة الداخلية العراقية أنها أعدت خطة أمنية لحماية القمة العربية تتضمن مراحل متعددة.

تحضيرات العراق للقمة

ومن جهتها، قالت السلطات العراقية ان اللجان المشرفة على تحضيرات القمة العربية قد أكملت استعداداتها لاحتضان بغداد للقمة واضافت أن quot;اللجان الثلاث المنبثقة من اللجنة العليا وهي لجنة الإعمار واللجنة الأمنية ولجنة الخدمات قد أكملت الأعمال المنوطة بها وان العمل يسير بموجب الخطط التي تم تحديدها مسبقاquot;. واكدت وزارة الداخلية العراقية اليوم أن اللجنة الأمنية العليا المشرفة على القمة العربية اكملت وضع خطة لتأمين الحماية الكاملة للرؤساء العرب وجميع الضيوف المشاركين في القمة.

وأشار رئيس اللجنة الفريق ايدن خالد في تصريح صحافي الى أنه تم وضع quot;خطة أمنية لحماية جميع المسؤولين ورؤساء الدول الذين سيشاركون في القمة من لحظة وصولهم إلى حين مغادرتهم الأراضي العراقيةquot;. وأوضح أن quot;يوم إنعقاد القمة العربية سيكون عطلة رسمية، منعاً لحدوث إزدحامات مروريةquot;.

كما اعلنت قيادة عمليات بغداد عن مباشرة اللجنة الأمنية العليا المكلفة بوضع ومتابعة التدابير الامنية التي سيجري تنفيذها خلال انعقاد القمة وقال الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي إن الحكومة العراقية شكلت لجنة أمنية عليا تضم وزارة الداخلية والدفاع وجهاز المخابرات وقيادة عمليات بغداد وأمانة بغداد ومحافظة بغداد للتنسيق امنيا بهدف توفير الحماية اللازمة للقمة العربية.

يذكر أن العراق الذي خصص مبلغ 300 مليون دولار لاحتضان القمة المقبلة كان قد استضاف القمة لمرتين الاولى بدورتها التاسعة عام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد.. والثانية بدورتها الـثانية عشرة عام 1990 والتي شهدت خلافات كبيرة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة وتبعها احتلال العراق للكويت واندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991.

وكانت القمة العربية الاخيرة التي انعقدت في ليبيا في اذار عام 2010 قد اتخذت قرارا بعقد القمة التالية في العراق على الرغم من ان البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقر باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الابجدي حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقا لهذه القاعدة الا انها عقدت في مدينة سرت الليبية بسبب المخاوف الامنية في العراق الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا لكن قمة بغداد التي كان مقررا لها العام الماضي تأجلت الى العام الحالي بسبب الاضطرابات التي شهدتها دول عربية فيما اطلق عليه الربيع العربي.