وقع 107 من العلماء من دول عربية شتى على بيان بشأن الوضع السوري الراهن والعنف الحاصل، أفتوا من خلاله بتحريم الاستمرار في وظائف الأمن والجيش في هذه الأوضاع ووجوب الانشقاق عنه، إضافة إلى وجوب دعم الثوار في سوريا، ووجهوا في بيانهم مناشدات للدول والمؤسسات للمساندة، وحثوا الثوار على الاهتمام بتوحيد الصف والمحافظة على حقوق الأقليات الدينية والعرقية باعتبارها من أفراد الشعب السوري العريق منذ أكثر من ألف عام.

عناصر من الجيش السوريّ الحرّ

الرياض: في بيان نشره الشيخ الدكتور quot;سلمان العودةquot; في صفحته على فايسبوك، ووقع عليه علماء يقطنون في السعودية ومصر وقطر وموريتانيا وتونس وليبيا واليمن وسوريا والسودان والكويت والمغرب والبحرين وألمانيا والأردن ولبنان بالإضافة إلى الإمارات.

وجاء في البيان الذي صدر بلغتين (العربية والإنجليزية):rdquo;فإن ما يجري في أرض سوريا الحبيبة من البطش والتنكيل وسفك الدم الطاهر على أيدي النظام المستبد وأعوانه هو سجل أسود لن ينسى، وسيجعل الله ذلك الدم البريء عاراً وناراً على المباشرين والساكتين، وعلى الأفراد والجمعيات والدول والمؤسسات التي وقفت إلى جانب النظام الفاسدquot;.

وأكد العلماء الموقعون على حرمة الدماء وصيانتها القاطعة quot;في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وحرمة سائر الحقوق التي جاءت الشريعة بحفظها وحمايتها، حتى قرن الله تعالى سفك الدم الحرام بالشرك بالله فقال ((وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ))، وتوعد القتلة بنار جهنم مخلدين فيها، وباللعن والغضب والعذاب الأليم، وحكم سبحانه أن من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً، وأمر بنصرة المظلوم والمستضعفquot;.

وأفتوا من خلال البيان بأنه لا يجوز لمنتسبي الجيش السوري أو الأمن أو التشكيلات الأخرى قتل أحد من أفراد الشعب، أو إطلاق النار باتجاههم، مضيفين بأنه يجب عليهم عصيان الأوامر إذا صدرت quot;ولو أدى الأمر إلى قتلهمquot; إضافة إلى أنه يجب عليهم ترك أعمالهم والإنسحاب منها، quot;وعلى أولئك الذين حدث منهم قتل فيما مضى أن يتذكروا أن قتل اثنين جرم مضاعف عن قتل واحد، وأن باب التوبة مفتوح، وفي قصة قاتل التسعة والتسعين نفساً عبرة وآية، فلا يستسهلوا سفك الدماء، أو يظنوا أن وقوعه منهم فيما مضى يقطع طريق التوبة والإقلاع، ولأن يكون الواحد منهم عبد الله المقتول خير له وأبر عند الله من أن يكون عبد الله القاتل، ومن يذهب إلى الجنة شهيداً طاهراً، ليس كمن يذهب إلى النار مجرماً قاتلاًquot;.

وأفتوا كذلك بعدم جواز الاستمرار في وظائف الأمن والجيش في هكذا أوضاع، وقالوا بوجوب الانشقاق عنه والوقوف في وجهه، في حين دعوا لدعم الجيش السوري الحر quot;وتعزيزه وتقويته والانضمام إليه للدفاع عن المدنيين وعن المدن والمؤسسات ما دامت عرضة للاستهدافquot;.

وناشدوا المسلمين والعالم بدعم تشكيلات الجيش السوري الحر، ومساعدته ماديا أو معنويا quot;ليتمكن من أداء دوره وترتيب صفوفه في مواجهة الظلم وعلى هذا الجيش أن يكون منضبطاً حتى لا ينجرف عن مهمته النبيلة بعيدًا عن الانتقام والتعدي على الأبرياء، الذي ستكون آثاره سيئة على مستقبل الوحدة الوطنيةquot;.
وأشاروا إلى وجوب دعم الثوار في سوريا بما يحتاجونه من إمكانيات مادية أو معنوية quot;ليتمكنوا من إنجاز ثورتهم والمضي في سبيل نيل حريتهم وحقوقهمquot;.

ووجهوا نداء آخرا إلى الدول العربية والإسلامية، باتخاذ مواقف جادة إزاء النظام السوري وذلك من خلال طرد سفرائه، ومقاطعة التعامل معهم، إضافة إلى اتخاذ موقف من الدول المساندة خاصة روسيا والصين.

وطلبوا من الشعوب الإسلامية ومؤسساتها بإيصال quot;رسائل الاحتجاج لهاتين الدولتين، والاحتجاج أمام سفاراتها في كل مكان، ومقاطعة بضائعها، ومطالبتها بألا تحول الدم النازف في سورية إلى أداة لحفظ وجودها العسكري والاقتصادي، ولتعلم هذه الدول أن المستقبل في المنطقة هو للشعوب، طال الزمن أو قصر، ومن يراهن على دعم أنظمة قمع مستبدة مستعدة لقتل شعوبها، فهو خاسر لا محالةquot;.

ووجهوا نداء خاصا للثوار السوريين والمجلس الانتقالي والتشكيلات الأخرى يدعونهم إلىquot; توحيد صفوفهم والتسامي عن أية خلافات جانبية حاضراً أو مستقبلاً، وأن يعقدوا النية الصادقة على أن يبنوا دولتهم القادمة على أساس العدل وحفظ الحقوق والحريات، وإقامة المؤسسات التي تحفظ وحدة البلد ومصالحهquot;.

ودعوا أيضا quot;القوى المخلصة في العالم الإسلاميquot; لتشكيل لجان شعبية quot;في كل مكان لدعم ثورة الشعب السوري، ومساندته ولدعم النازحين والمشردين من أبناء هذا الشعب الكريم، خاصة في الأردن ولبنان وتركيا حيث حاجتهم إلى الغذاء والكساء والدواء والمساندة المعنويةquot;.

وختموا بيانهم بتأيديهم لكل جهد quot;مخلصquot;، بداية من quot;حقن الدماء السوري وتوحيد جبهته وحمايته من حرب طويلة تأكل الأخضر واليابسquot;، معتبرين بأن هذا من مقاصد الدين الإسلامي، وquot;وصولاً إلى انتخابات حرة تعبر عن إرادة الشعب وتمثل أطيافه وتحفظ حقوقه وتضمن تداولاً رشيد للسلطة، وتعوض الضحايا وأسر الشهداء الأبرار.rdquo;