زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمّار الحكيم |
اعتبر زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمّار الحكيم أن المرشد الإيراني علي خامنئي قائد حكيم خلف قائداً شجاعاً هو الخميني، ليقود المشروع الإسلامي في إيران، ويقف ضد التحديات التي تواجهها، لكنه أكد أن من يريد جرّ العراقيين إلى مستنقع الطائفية فهو مخطئ، ومن يعزف على الفتنة الطائفية فهو خاسر... بينما جدد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر دعمه للاحتجاجات في البحرين، برغم استنكار حكومتها وتهديدها بمقاطعة القمة العربية المنتظرة في بغداد في 29 من الشهر المقبل.
استذكر زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمّار الحكيم في احتفالية في بغداد ذكرى الثورة الإيرانية قبل 33 عامًا بقيادة الزعيم الإيراني الراحل الخميني، والتي تفجّرت في مثل هذا اليوم من عام 1979، قائلاً quot;إن الإمام الخميني كان يتمتع بالفهم العميق للإسلام الأصيل، ويراهن من خلال ثورته على أن الإسلام قادر على بناء مجتمع ودولة، فضلاً عن تميزه بالشجاعة والإصرار والقدرة والإرادةquot;. وأشاد بالخميني قائلاً إنه quot;كان متواضعًا وزاهدًا عالمًا فقيهًا، ما دفع الشعب إلى الثقة به وطاعته، وكان قريبًا من جمهوره وهو في منفاه في فرنساquot;.
وأضاف الحكيم أن quot;القادة الحقيقيين يخلقون قادة يكملون مسيرتهم، ويحافظون على منجزهم، وبأداء يطمئن الأمّة، فعندما توفي السيد الخميني، برز الإمام الخامئني، الذي تمكن من مواصلة مسيرة الثورة الإسلامية، من خلال حكمته العالية، واستطاع أن يتجاوز كل التحديات التي واجهت المشروع الإسلامي في إيرانquot;.
وقال إن quot;السيد الإمام الخميني استطاع أن يوحّدكل الحركات الحزبية اليسارية واليمينية تحت قيادته، كما تمكن من طبع نظرية إسلامية في دائرة شؤون الدولةquot;.
يذكر أن المجلس الأعلى الإسلامي العراقي (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق سابقًا) هو أحد الأحزاب السياسية، وتأسس في المنفى في إيران في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1982، حيث أعلن عن تأسيسه الراحل السيد محمد باقر الحكيم، واشترك إلى جانب الجيش الإيراني في حربه ضد العراق (بين عامي 1980 و1988) من خلال ميليشياته المسماة بفيلق بدر.
وفي عام 2003، وبعد سقوط النظام السابق، عاد أفراد المجلس من منفاهم في إيران والدول الأخرى، وانضم إلى مجلس الحكم، واشترك في الحكومات التي تشكلت بعد ذلك.
وبعد مصرع السيد محمد باقر الحكيم في تفجير انتحاري في النجف في صيف عام 2003 انتقلت رئاسة المجلس إلى أخيه عبد العزيز الحكيم، لكن الأخيررحل متأثرًا بإصابته بسرطان الرئة، فتم انتخاب ابنه الشاب عمّار الحكيم رئيسًا للمجلس.
حول الأوضاع العراقية، شدد عمّار الحكيم على أهمية الوحدة والتآلف في المجتمع، مبينًا أن الاختلاف هو جوهر التعددية، وأن الخلاف هو جوهر الأحادية والرأي الواحد.
مشيرًا إلى أن الوحدة لا تتحقق إلا عندما يتوافر منهج القبول بالتعددية والاعتراف بها، ومن ثم تأطيرها. وقال quot;ليس من المعيب أن تختلف الآراء، لكن من المعيب أن لا يكون هناك حل للخلافات، لذلك يجب اعتماد مفهوم الوحدة، وتحويلها إلى شعور يلمسه الجميع، لا شعارًا يطرح في الأدبيات السياسيةquot;.
وأكد أن الطائفية مصطلح دخيل على الشعب العراقي، فما أكثر العوائل التي تحتوي على زيجات من كلا المذهبين الشيعي والسني، وقال quot;إن المنادين بها واهمون، مما يجعل الجميع مطالبًا بالعودة إلى الوئام، ومعالجة الأمور عبر الحوار، والإيمان بأن العزف على الوتر الطائفي من الوسائل العقيمة، التي تبعد عن تحقيق الغايات العميقةquot;.
وحذر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي من أن quot;من يريد أن يجرّ العراقيين إلى مستنقع الطائفية فهو مخطئ، لأن العراقيين يعيشون تحت سقف واحد وتحت دائرة وزقاق ومنزل وسرير واحد، ومن يعزف على الفتنة الطائفية فهو خاسرquot;.
وتحدث الحكيم عن الانقطاعات المستمرة في اجتماعات مجلس النواب بسبب عدم تحقق النصاب القانوني للجلسات نتيجة غياب النواب قائلاً quot;إن مجلس النواب يتحمّل مسؤولية كبيرة في خدمة الناس، ولذلك لم يعد أمرًا مقنعًا تفسير عدم اكتمال النصاب القانوني لجلساتهquot;. وعبّر عن الأسف لعدممبالاة بعض النواب بأهمية الجلسات ومناقشتها للمشاريع المهمة التي يحتاجها المواطنون، بالرغم من تمتعهم بامتيازات مادية ومعنوية عالية.
وأشار إلى أن quot;الحكومة والبرلمان والدولة تبنى لحل مشاكل الناس، لا لكي تكون مشكلة إضافية، لأن تحوّلها إلى أزمة سيعقد الأمور، ويجعلها أبعد ما تكون عن تحقيق مصالح الناسquot;. وقال quot;إن الانشغال بالمشاكل سيبعدنا عن متابعة مشاكل الناس وحلها، إذ إن الصيف مقبل، ومشكلة الكهرباء قائمة من دون حل، إضافة إلى المشاكل العديدة في الخدمات وغيرهاquot;.
وشدد على أن quot;البلد بحاجة إلى وحدة الكلمة وتقديم التنازلات وعدم الالتفات إلى صغائر الأمور من أجل الاهتمام بمصالح الناسquot;. يذكر أن أعمال البرلمان العراقي طالما تتعطل بسبب عدم حضور النواب لجلساته، كان آخرها الاثنين الماضي، مما اضطر رئيسه أسامة النجيفي إلى تأجيل الجلسات حتى الثلاثاء المقبل.
رغم احتجاج الحكومة البحرينية... الصدر يجدد دعمه لمعارضيها
هذا وعلى الرغم من احتجاج الحكومة البحرينية على مواقف له ضدها وتهديدها بمقاطعة مؤتمر القمة العربية، الذي سيعقد في بغداد في 29 من الشهر المقبل، فقد جدد الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر اليوم دعمه للمحتجين البحرينيين ضد حكومتهم، والتي حذرها من المساس بالمرجع الشيعي البحريني آية الله عيسى قاسم.
جاء هذا الموقف ردًا من الصدر على سؤال لأحد أتباعه عن موقفه مما تردد عن استدعاء الحكومة البحرينية للقائمة بالأعمال العراقية في المنامة للاحتجاج على بيان أصدره في وقت سابق، حذر فيه من اعتقال قاسم. وقال الصدر في رده على السؤال: quot;إنما المؤمنون أخوة.. وما يقع على الشعب البحريني من ظلم وحيف، إنما هو ضد إخوتنا.. ولامعنى للسكوت أمام ذلكquot;.
وكان الصدر (40 نائبًا وثلاثة وزراء) حذر الحكومة البحرينية في العشرين من الشهر الماضي من اعتقال المرجع الشيعي عيسى قاسم. ودعا في بيان شباب البحرين وشعبها إلى الاستمرار في التظاهر حتى quot;الانتصارquot;. وأكد أنه لن يسكت عن ذلك، وسيقف مع الشعب البحريني quot;بكل ما أوتي من قوةquot;. وطالب السلطات البحرينية بالإفراج عن النساء المعتقلات فورًا.
وكان المرجع الشيعي عيسى قاسم دعا في خطبة الجمعة أخيرًا إلى سحق رجال الأمن بدعوى توجيههم كلمات نابية إلى نساء القرى، التي تشهد اضطراباً أمنياً متقطعاً.
وبالفعل فقد حدث ماكان يدعو إليه، ففي اليوم الثاني قامت مجموعة من شباب قرية العكر بمهاجمة أفراد من الشرطة البحرينية بالزجاجات الحارقة.
وسبق للمرجع أن هاجم في حزيران (يونيو) الماضي محاكمة ثمانية معارضين من قبل محكمة عسكرية بتهمة التآمر لقلب النظام، واعتبر أن الأجواء الحالية غير مواتية لإنجاح الحوار الوطني. ووصف قاسم المحاكمة بأنها غير عادلة، وطالب السلطات بالتراجع عن هذه الأحكام، التي اعتبرها سدًا يحول دون المشاركة في الحوار، الذي دعا إليه العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
إزاء ذلك، أعلنت كتلة الأصالة، الذراع السياسي للسلفيين في البحرين، أن مرجع جمعية الوفاق المعارضة عيسى قاسم قد تجاوزكل الخطوط الحمراء، وضرب بعرض الحائط قيمة الحياة الإنسانية، ونزع الورقة الأخيرة عن السلمية المزعومة حين قام بإصدار أوامره لأتباعه بقتل وquot;سحقquot; رجال مكافحة الشغب، الذين يجوبون القرى والمدن من أجل حفظ الأمن ومواجهة الإرهاب والتخريب، بحجة أنهم يعتدون على النساء والفتيات بالكلمات النابية.
وأكدت quot;الأصالةquot; في بيان أن مَن يشاهد فيديو خطبة المرجع قاسم يشعر وكأنه أمام جنرال عسكري، يستخف بالروح البشرية إلى أبعد الحدود، ويصدر أوامره لجنوده بإزهاقها بكل سهولة، وكأنها لا تساوي جناح بعوضة، فرجال الشرطة عنده ليسوا ببشر، ولا مسلمين، بل مجرد quot;مرتزقة مستوردين من الخارج، ونفوسهم لا تعرف الله، وليس فيها إيمانquot; كما قال قاسم في خطبته.
وقد علقت وزارة الداخلية البحرينية على كلام المرجع، موضحةً أنه على من يدّعي أن رجال الأمن أساؤوا معاملة النساء أن يرفض ويستهجن من يحاول أن يستغل النساء ويزجّ بهن في أعمال مخالفة للقانون، حتى وصل الأمر ببعضهن إلى إلقاء الزجاجات الحارقة على رجال الأمن، وطعنهم بآلات حادة، كما حدث من قبل.. وأشارت إلى أن من يسمح أو يسكت عن مثل هذه التصرفات هو الذي يهين النساء ويعرّضهن للخطر.
يذكر أن حكومة البحرين أبدت تذمّرها ممّا أسمته بموقف العراق المتحيز من تلك الإجراءات، كما رفضت حضور قمة بغداد، وطلبت من الجامعة العربية تغيير مكانها أو إلغاءها. وتساند دول الخليج العربي البحرين العضو في مجلس التعاون، في حين تشهد العلاقات العراقية الخليجية توتراً، نتيجة لما تعدّه quot;موقفاً موالياً للسياسة الإيرانية وداعمًا للمعارضة الشيعية في البحرينquot;.
التعليقات