طهران: أبدت إيران الأحد رغبتها في استئناف سريع للمفاوضات بشأن ملفها النووي مع القوى الكبرى، معلنة في الوقت عينه عن وقف بيع النفط إلى فرنسا وبريطانيا، في خطوة رمزية للرد على العقوبات الأوروبية الأخيرة.

وقال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في مؤتمر صحافي ان طهران quot;تأمل باجراء مفاوضات في اسرع وقت ممكن، وتنتظر ان تعلن (القوى الكبرى) هذا الامرquot;، مذكرًا بأن إيران سبق أن أيّدت اجراء هذه المفاوضات في اسطنبول.

واعتبر انه ينبغي quot;ايجاد الية تتيح حلا يكسب فيه الطرفانquot;، لتجنب تكرار فشل المفاوضات الاخيرة في اسطنبول في كانون الثاني/يناير 2011.

ويخشى المجتمع الدولي، على رغم نفي طهران، من بعد عسكري محتمل للبرنامج النووي الإيراني الصادرة بشأنه ستة قرارات دولية تتضمن اربعة منها عقوبات تم تعزيزها في وقت لاحق أحاديًا من جانب الدول الغربية.

واصطدمت المفاوضات حتى الآن برفض ايران التركيز على البرنامج النووي الايراني خلافًا لما طلبته مرارًا دول مجموعة 1+5 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين والمانيا) واعادت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون تأكيده في اقتراح لاستئناف المفاوضات أرسل الى طهران في تشرين الاول/اكتوبر.

ومن المتوقع وصول بعثة رفيعة المستوى من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء الى طهران، في زيارة هي الثانية في اقل من شهر ترمي الى محاولة توضيح بعض النقاط الغامضة في البرنامج النووي الايراني، الذي لا تزال الوكالة الدولية تبدي شكوكا حيال اهدافه الفعلية.

واضاف الوزير quot;نفهم موقف الطرف الآخر، ونريد أن نمنحه إمكان حفظ ماء الوجهquot;، من دون الإدلاء بتفاصيل إضافية. ورحّب القادة الأوروبيون والأميركيون بحذر بالرسالة الإيرانية، التي لا تتضمن بنظرهم quot;اي شرط مسبقquot; وتمثل quot;بادرة مهمةquot;.

وفي الوقت عينه، اعلنت ايران وقف بيع النفط لفرنسا وبريطانيا، البلدين اللذين يقفان في الصفوف الأمامية للدول التي تلتزم بالعقوبات التي اتخذها منذ عامين الاتحاد الاوروبي على طهران، بالتوازي مع عقوبات مشابهة من الولايات المتحدة. وتدعم باريس ولندن بقوة القرار الذي اتخذه الاتحاد الاوروبي في كانون الثاني/يناير بوقف اي شراء للنفط الخام من ايران قبل الصيف المقبل.

وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية علي رضا نكزاد ان quot;بيع النفط للشركات البريطانية والفرنسية قد توقفquot;. واضاف quot;اثر القرار الذي اعلنته وزارة الخارجية رسميا، اوقفت وزارة النفط بيع النفط للشركات البريطانية والفرنسيةquot;. وتابع quot;قررنا ان نسلم نفطنا لزبائن اخرينquot;.

هذه الخطوة تكتسي طابًعا رمزيًا، إذ إن فرنسا كانت تستورد العام 2011 نحو 58 الف برميل يوميًا من الخام الايراني، ما يغطي ثلاثة في المئة من حاجاتها، في حين ان بريطانيا اوقفت تقريبا كل مشترياتها النفطية من ايران.

الا ان هذا الاجراء يمثل انذارًا لزبائن أوروبيين آخرين، خصوصًا ايطاليا واليونان واسبانيا، التي هددتها طهران بوقف تسليم النفط الخام ردا على الحظر الذي اعلنه الاتحاد الاوروبي.

وبحسب الوكالة الدولية للطاقة، فإن ايطاليا استوردت عام 2011 حوالى 185 الف برميل يوميًا من النفط الايراني (13% من وارداتها)، واسبانيا حوالى 161 الف برميل يوميا (12%) واليونان 103 الاف برميل يوميا (30%). وايران هي ثاني بلد منتج للنفط في منظمة اوبك، وتنتج 3.5 ملايين برميل نفط يوميًا، وتصدر مليونين ونصف مليون.

وتبيع ايران اكثر من عشرين في المئة من نفطها للاتحاد الاوروبي، ما يوازي نحو 600 الف برميل يوميا، وخصوصًا لإيطاليا واسبانيا واليونان. وتصدر طهران سبعين في المئة من نفطها الى اسيا.