منصة ساحة التغيير كما بدت اليوم- إيلاف

وسط زخم كبير توجّه ملايين الناخبين من اليمنيين اليوم إلى صناديق الاقتراع، وذلك للتصويت لـ مرشح الانتخابات الرئاسية المبكرة الوحيد (عبد ربه منصور هادي) في حين سقط 6 قتلى وعشرات الجرحى في أعمال عنف في جنوب البلاد.


أدلى مرشح الانتخابات اليمنية عبد ربه منصور هادي بصوته في أحد المراكز الانتخابية القريبة من منزله في شارع الستين في غرب العاصمة صنعاء، في حين اكتظت المراكز الانتخابية بالمشاركين، خصوصاً المراكز التي خصصت لساحة التغيير، وذلك في داخل الحرم الجامعي لجامعة صنعاء.

ويتوقع أن تكون أكبر نسبة مشاركة في الاقتراع في الجمهورية لشباب ساحة التغيير، رغم مقاطعة عدد من المستقلين والشباب التابعين لعبد الملك الحوثي والحراك الجنوبي، لكن لوحظ أنالإقبال على الصناديق كبير.

الثورة ستستمر

يقول الناشط في الساحة حمزة الكمالي لـ quot;إيلافquot;: quot;نحن كشباب كنا نتمنى أن تكون الانتخابات أفضل مما يحصل بكثير، وما يحدث الآن ربما لا نستطيع أن نسمّيه انتخابات، لكن نستطيع وصفه بأنه استقالة بتوقيع شعبيquot;.

ويضيف الكمالي: quot;هو سحب شرعية من علي عبدالله صالح، ونقلها إلى عبد ربه منصور هادي، ونحن كشباب كان لنا موقف، وهناك من شارك، وهناك من عارض، لكن في آخر المطافعلي عبدالله صالح سيرحلمن خلالهذه الصناديق، عبر الطريقة التي ظل يبتز بها الشعب لسنوات عدةquot;.

ويتابع: quot;نحن كشباب لن نكون حجر عثرة أمام رحيل صالح، ونؤكد أن الثورة مستمرة، ونذكر عبد ربه منصور أن عليه التزاماً تاريخياً، فإما أن يعترف بأهداف الثورة ويعمل على تحقيقها، أو إننا سنسقطه كما أسقطنا علي عبدالله صالحquot;.

هزيمة لصالح

عبد ربه منصور هادي يدلي بصوته

من جانبها، قالت الناشطة عفراء الحبوري: quot;المجتمع المحلي والعربي والدولي أجمع على أن الحل الأفضل لليمن هوانتقال سلمي للسلطة، بغضّ النظر عن العملية، سواء كانت العملية انتخابية أم استفتائية أم عملية لا ديمقراطية، وهذا فعلاً ما أجمعت عليه الأطراف في اليمن، وأيّدهم الشعب في ذلك، ما يحصل الآن هو استفتاء شعبي لإخراج صالح من السلطة، وأيضاً استفتاء شعبي ورغبة في التغيير،فالشعب يريد التغيير بشكل أقوى وبشكل صريحquot;.

ورأت أن: quot;ما يحدث من مقاطعة في بعض الأماكن يأتي في سياق الديمقراطية، لأن الديمقراطية تعطيك حق القبول والرفض، ولكنها لا تعطيك حق استخدام العنف في إرغام الناس على التصويت أو عدم التصويت، ويجب أن نحترم رأيهم، ويجب أن نحترم قرارهم، وهذا لا يعني أيضاً أن كل من خرج وانتخب، أنه مع التغيير أو هو وطنيquot;. وخلصت عفراء إلى أن ما يحصل quot;ليس انتصاراً لهادي، ولكنه هزيمة لعلي عبدالله صالح وانتصار للشعبquot;.

نجل صالح ينتخب

إلى ذلك أدلى العميد أحمد علي عبد الله صالح، قائد قوات الحرس الجمهوري ونجل الرئيس السابق، بصوته في الانتخابات لاختيار مرشح التوافق الوطني عبد ربه منصور هادي رئيساً للجمهورية خلفاً لوالده.

ونقلت مصادر مقرّبة أن أحمد أدلى بصوته في مدرسة الشهداء الدائرة 11 في العاصمة صنعاء، وذلك برفقة المبعوث الدولي لليمن جمال بن عمر.

عنف في الجنوب

شهدت مدينة عدن في جنوب اليمن أحداث عنف دامية وشغبًا وإحراقًا لصناديق وبطاقات انتخابية، اتهم فيها ما يوصف بالجناح المسلح للحراك الجنوبي، الذي ينادي بفك الارتباط عن الشمال.

وقالت مصادر محلية إن إطلاق النار والاشتباكات أودت بحياة طفل يدعى quot;أنور محمد عليquot; في منطقة دار سعد، كما قتل طفل آخر في خور مكسر، بينما كان ذاهباً برفقة والدته إلى أحد المراكز الانتخابية، فيما أصيب ما لا يقلّ عن عشرة آخرين، بينهم جنود. وانتشر المسلحون في بعض الأحياء quot;لإرهاب الناسquot;، كما يقول أحد الناشطين وهاجموا بعض المراكز الانتخابية، ونهبوا بعض صناديق الاقتراع.

وقال شهود عيان لـ quot;إيلافquot; إن اشتباكات وقعت عقب فتح صناديق الاقتراع في مديريات القلوعة والمعلا وخور مكسر، في حين شهدت مدينة كريتر إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين على مراكز الاقتراع.

وفي مديرية المعلا، قطع مسلحو الحراك الشارع الرئيس للمديرية، وتم إطلاق النار على المواطنين، وظل التوتر حتى ساعات متأخرة من النهار، وذلك عقب ليلة شهدت مواجهات وانفجاراً في أحد المراكز الانتخابية.

وفي خور مكسر، تمّ تبادل إطلاق النار مع الحراسة للجنة الأصلية في مركز كان قد تعرّض لعملية تفجير من قبل مسلحين تابعين للحراك، كما شهد حي السعادة تبادلاً لإطلاق النار بين رجال الأمن ومسلحين من أنصار الحراك.

إغلاق بالقوة وسقوط قتلى

وفي محافظة لحج قتل شخصان من أنصار الحراك الجنوبي، وأصيبت امرأة بطلق ناري في مواجهات بين أنصار الحراك وقوات الأمن المركزي عند محاولة اقتحامهم دار الضيافة في محافظة لحج، وفقاً لموقع quot;التغيير نتquot;.

كما قتلت امرأة، تدعى عواطف اللحجي، جراء مواجهات دارت بين عناصر تابعة للحراك الجنوبي وقوات الأمن المكلفة حراسة صناديق الاقتراع في الحوطة عاصمة محافظة لحج. أيضاً قتل شخص، وأصيب إثنان في مواجهات اندلعت بين قوات الأمن المركزي وأنصار الحراك في مدينة الحوطة عاصمة لحج.

وحسب المصدر، فإن مسلحين من أنصار الحراك الجنوبي quot;يحاصرون قصر الضيافة في الحسيني من أجل الحصول على صناديق الاقتراع التي تتواجد في داخله. وأغلق مسلحو الحراك بالقوة مراكز الاقتراع في مديريات عدة في ردفان ويافع، ومنعوا المواطنين من المشاركة في الانتخابات، كما قطعوا كل المداخل المؤدية إلى مديريات ردفان.

وفي quot;العندquot;، يحاصر مسلحو الحراك مقر اللجنة الانتخابية، مطالبين بطرد أعضاء اللجنة وحرق الصناديق. وتشهد معظم مديريات محافظة لحج توتراً غير مسبوق، حيث تشهد مصادمات بين اللجان الأمنية ومسلحي الحراك الجنوبي، الذين يرفضون الانتخابات.

أما في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت في الشرق، فأصيب ثلاثة من أنصار الحراك الجنوبي خلال تبادل إطلاق بين مسلحين وقوات الأمن، وذلك في منطقتي الديس والشرج في المكلا.

صعدة.. قطع الطرقات

الناشط حمزة الكمالي- إيلاف

في السياق عينه، قال مصدر محلي في صعدة في شمال اليمن إن الحوثيين أقاموا مسيرات بمناسبة أسموها quot;يوم القدسquot;، فقطعوا الشوارع أمام الناخبين. الحوثيون يرفضون الانتخابات، وحاولوا هذه المرة عرقلتها بطرق مختلفة، إلا أن مراكز الاقتراع ما زالت تشهد إقبالاً جيداً.

واعترض الحوثيون سريان الاقتراع في أربع دوائر بعد مشاهدة إقبال المواطنين على صناديق الاقتراع. واكتظت شوارع المدينة بلافتات تدعو إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، وتصف من يدلي بصوته بالعمالة لأميركا.

من جانبها، قالت اللجنة العليا للإنتخابات إن عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المبكرة تجري بصورة طبيعية في 292 دائرة انتخابية، وإن عملية الإقبال على الاقتراع في ساعاتها الأولى فاقت المتوقع، وإن بطاقات الاقتراع نفدت في بعض المراكز الانتخابية.

وقال عضوا اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء القاضي سبأ الحجي، مشرف اللجنة الأمنية، والقاضي سهل حمزة، رئيس قطاع الإعلام والتوعية الإعلامية، في مؤتمر صحافي عقد ظهر اليوم الثلاثاء في المركز الإعلامي في صنعاء، إن عملية الإقتراع توقفت في 9 دوائر انتخابية، منها خمس دوائر في محافظة لحج، وثلاث في الضالع، ودائرة واحدة في أبين، وتم نقلها إلى عواصم المحافظات، والاقتراع جار فيها.

نجاة بارونة بريطانية ووزيرتين

في عدن أيضاً نجت رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي البارونة نيكولسن أثناء تجوالها في المدينة برفقة وزيرتين يمنيتين من محاولة اغتيال، نفذها مسلحون، يعتقدأنهم ينتمونإلى الحراك الجنوبي. عضو مجلس اللوردات البريطاني البارونة إيما نيكولسن المتواجدة حالياً هناك لمراقبة الانتخابات الرئاسية كانت برفقة الوزيرتين حورية مشهور، وزيرة حقوق الإنسان، ووزيرة الدولة جوهرة حسن.

وقالت مصادر محلية إن مسلحين من الحراك أطلقوا النار على سيارة البارونة البريطانية، وأصيبت السيارة بطلقات نارية عدة في منطقة خور مكسر في عدن، لكن لم تصب البارونة والوزيرتان بأذى.

ردود أفعال مناهضة

لقيت أفعال العنف في الجنوب ردود أفعال غاضبة من المواطنين، حيث قال المواطن من عدن عبدالله العزاني لـ quot;إيلافquot;: إن هناك تواطؤاً من قيادات في المؤتمر الشعبي - الحاكم سابقاً- ولديهم مخيمات معروفة في المكلا، وليست لها علاقة بالحراك.

وأضاف: quot;هناك مرتزقة، لكن كارثة أن نقول إن الجنوبيين أفشلوا الانتخابات، هذا كذب وصورة مضللة أن يكون قطع الطرقات وإرهاب الناسهو إرادة جنوبية. لو أراد الجيش السيطرة على المعلا فبثوانٍ أجزم أن الأهالي سينزلون شاكرينquot;.

من جانبه، قال رجل الأعمال جمال المترب إن quot;من لا يمتلك مشروعاً وطنياً شريفاً ينفع الناس يلجأ إلى فرض إرادته بالإكراه وبالإرهاب والعنفquot;.