بيروت: يرى محللون أن النظام السوري سيستخدم نتيجة الاستفتاء على الدستور الجديد الذي اصبح نافذا الثلاثاء، لتأكيد شرعيته امام الداخل والخارج، الا ان هذا الاستفتاء لم يتح في الاقتراب ولو خطوة من المعارضة.

ويقول استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت هلال خشان لوكالة الأنباء الفرنسية إن الاسد quot;سيستخدم الاستفتاء ليقول للناس ان اغلبية الشعب السوري معي ويؤيدني، وانا اقوم بالاصلاح واحارب السلفيين والارهابيينquot;. وأضاف quot;سيستخدمه للمضي في الخطاب نفسه الذي يعتمده منذ بدأت الاحداث. يحتاج الى ذخيرة للمضي في هذا الخطابquot;.

وكتبت صحيفة quot;تشرينquot; الحكومية السورية الثلاثاء quot;بقدر ما تضيف موافقة أغلبية السوريين على مشروع الدستور من نجاح الى رصيد المشروع الإصلاحي وجهودهم في معالجة الأزمة داخليا، تضيف الى سجل هزائم بعض الأنظمة العربية والغربية هزيمة جديدة في سعيها الى تدمير سوريا وافقادها دورها التاريخي حيال القضايا العربية والإقليميةquot;.

واعتبرت الصحيفة ان quot;ما يبعث على الاطمئنان بعد انتهاء عملية الاستفتاء نسبة المشاركة اللافتة (...) وردود الفعل الخارجية على عملية الاستفتاء. الدول الحريصة على سوريا وحل أزمتها داخليا وبشكل سياسي دعمت الخطوة وأيدتها. أما الدول المتورطة في تأجيج الأحداث عبر تشجيعها المعارضة على رفض الحوار وفي دعم المجموعات المسلحة، فكان موقفها عبارة عن حفلة متوقعة من الردح والتهديد بالتصعيدquot;.

وكانت السلطات أعلنت أن 89.4% من السوريين وافقوا على الدستور الجديد الذي يلغي quot;الدور القياديquot; لحزب البعث، ويرسي التعددية الحزبية، وان 57,4% من الناخبين شاركوا في الاستفتاء.

ويقول خشان quot;لا اعرف نسبة من يؤيد الاسد ونسبة من يعارضه. لكن حجم المعارضة، بغض النظر عن النسبة المئوية والعنف الحاصل، مؤشر على ان النظام فقد مشروعيته ومصداقيته. لا اهمية للارقام في ظل طوفان الدمquot;.

ويضيف quot;هذا الدم يفترض ان يؤدي الى تغيير في الحكم. رؤساء الدول الديموقراطية يستقيلون لاقل من هذا بكثيرquot;. ودعت المعارضة المطالبة باسقاط الرئيس السوري الى مقاطعة الاستفتاء، معتبرة انه غير شرعي.

ويقول توما بييري،استاذ محاضر حول الاسلام المعاصر في جامعة ادنبره في بريطانيا، ان quot;بشار الاسد يمكنه ان يستخدم الاستفتاء ليطمئن انصاره ويقول لهم انتم محقون بالاعتقاد انني اصلاحي، وللسماح لحليفه الروسي بان يقول للغربيين كما ترون لقد نفذ الاسد الاصلاحquot;.

ويقول بييري quot;موضوعيا، مصداقية هذا الاستفتاء لا تساوي شيئا. انه وعد بالاصلاح فارغ من اي معنى، يصدقه الذين يساندون النظام، لكنه لن يقنع اي معارض، حتى المعتدلين منهمquot;.

ويرى ان رقم 57% هو quot;رقم ضخم ومبتكر على الارجح، وقد خرج مباشرة من خيال المسؤولين السوريين (...) في بلد يشهد ثورة، وفي ظل دعوة المعارضة الى المقاطعة، وفي وقت لم ينظم الاستفتاء في عدد من المناطقquot;. وكانت الامم المتحدة شككت في مصداقية الاستفتاء بسبب حصوله quot;في اطار من العنف المعمم والانتهاكات الكبيرة لحقوق الانسانquot;.

وعن امكانية ترجمة الدستور الجديد على الارض، يقول خشان quot;لا اعتقد ان الدستور الجديد سيطبق، كما لم تطبق الاصلاحات المتعلقة بحرية التجمع ووقف الاعتقالات السياسية والغاء قانون الطوارىء وغيرهاquot;.

ويرى الخبير في الشأن السوري جوزف باحوط، الاستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس quot;النظام سيقول من دون شك ان الارقام (التي اعلنتها وزارة الداخلية) تعطيه مصداقية كاملة، وان العملية (الاصلاح) على السكة. الا ان كل ذلك يغرق في المقابرquot; التي تنتشر في سوريا.