علمت إيلاف من مصدر مطلع أن معلومات استخبارية أميركية تسلمها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تفيد بتورّط قيادات عسكرية بما حدث من مجازر في محافظة أبين يوم الأحد الماضي، والذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص، معظمهم من الجنود.


مصادر تفيد بتورّط قيادات عسكرية بمجازر أبين الأخيرة

غمدان اليوسفي من صنعاء: قال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، لـquot;إيلافquot;، إن المعلومات الاستخبارية الأميركية قدمت إلى الرئيس عبدربه بشكل خاص وسري. وأوضح المصدر أن تلك المعلومات هي التي جعلت رئيس الجمهورية يشكل لجنة للتحقيق في الأمر، برئاسة نائب رئيس هيئة الأركان اللواء علي محمد صلاح.

وكانت مصادر صحافية متعددة أشارت إلى تورّط اللواء مهدي مقولة، قائد المنطقة الجنوبية المقال، والذي تحدث الكثير من المصادر الإعلامية عن تورّطه في تسليم عتاد أحد المعسكرات بشكل طوعي للقاعدة.

مقولة كان قد أقيل من منصبه، وهو أحد أذرع الرئيس السابق، وينتمي إلى منطقته، ويقود المنطقة الجنوبية وأحد الألوية، التي تمت مهاجمتها في أبين الأحد الماضي.

وأعلن عن تشكيل لجنة من قبل وزارة الدفاع اليمنية للتحقيق في الهجوم الذي شنّه مسلحو تنظيم القاعدة على مواقع للجيش في محافظة أبين في جنوب البلاد يوم الأحد الماضي، وأسفر عن مقتل أكثر من 184 جنديًا منهم.

يأتي تشكيل اللجنة بعد المطالبات من قبل أحزاب المشترك بتشكيلها، إضافة إلى تلك المعلومات الاستخبارية التي أشارت إلى وقوع مؤامرة مخطط لها مسبقًا. وقد كسب quot;أنصار الشريعةquot; جراء هذه الحادثة 12 مدفعاً، و8 دبابات، و19 دورية، وراجمات صواريخ، و4 مضادات طيران، إضافة إلى أسر عدد من الجنود، في حين تشير بعض الروايات إلى أن عددًا من الجنود قُتِلَ ذبحًا.

إجماع على أن الجريمة مدبّرة
وساد شبه إجماع في الأوساط اليمنية على أن ما حدث في أبين من استيلاء على معسكرات وعتاد وهجوم وسقوط ذلك العدد من القتلى وعدد كبير من الأسرى كان بفعل فاعل، ولم يكن يخصّ القاعدة (أنصار الشريعة) وحدها.

ونقلت مصادر عدة عن جنود في أبين، نجوا من الحادث، القول إن quot;المهاجمين تواطأوا مع جهة صفوف بعض ndash; ما قيل إنها كتائب للحرس الجمهوري المتركزة في منطقة الكود- والذي هجم منها المسلحون على منطقة دوفسquot;. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أحد هؤلاء الجنود قوله: quot;إنها مؤامرةquot;.

من جانبه، نقل موقع quot;المصدر أونلاينquot; المستقل عن جندي من وحدة مكافحة الإرهاب المرابطة في طرف مدينة زنجبار، التي لم تخض أية مواجهة مع quot;القاعدةquot; حتى الآن، إن حزنه هو وزملائه quot;شديد جداًquot;.

وأضاف الجندي: quot;لقد غُدر بهؤلاء المساكين من جهة البحر، والدلائل تشير إلى أن هناك مؤامرة، لأنه لا يعقل أن تسلَّم هذه الأعداد من الجنود أنفسها بهذه السهولة، وهي تملك كل هذا العتاد من القوة والسلاحquot;، واصفًا العملية بأنها quot;غير معقولة أبداًquot;.

وأورد أن الأسرى كثيرون، مشيرًا إلى أن أمير quot;أنصار الشريعةquot; التقى بالأسرى في مدينة زنجبار، وتفضل بإطلاق سراح بعضهم، وأعطى كل فرد 10 آلاف ريال (48 دولارًا) للمواصلاتquot;.

وحسب مصادر متعددة، فإن أنصار الشريعة أفرجوا عن عشرين أسيراً من الجنود في مدينة جعار، بعدما أخذوا منهم قسماً بعدم مشاركتهم في القتال في وحداتهم العسكرية، فيما الأسرى الآخرون مازالوا يقبعون في مبنى تابع لشركة quot;ألمازquot;، التي يملكها نجل شقيق صالح (يحيى محمد عبدالله صالح) قائد قوات الأمن المركزي.

المشترك: مؤامرة
في سياق متصل، اتهمت أحزاب اللقاء المشترك اليمنية ndash;الشريكة في الحكم- أطرافًا لم تسمّها بالتواطؤ، واصفة المجزرة التي وقعت بحق قوات الجيش في منطقة الكود ودوفس في محافظة أبين في جنوب البلاد بأنها مؤامرة. ورأت في بيان لها أن الرقم الكبير لأعداد القتلى والجرحى quot;يؤكد أن تواطؤًا مهينًا ومؤامرة قذرة تم التخطيط لهما من قبل البعض في هذه المرحلة الحسّاسة التي يمر بها اليمنquot;.

وأكدت الأحزاب أن quot;دماء الشهداء لن تذهب هدرًاquot;، مطالبة الرئيس هادي بإجراء تحقيق فوري وعاجل لفضح أولئك الذين تواطأوا أو أهملوا بحق الوطن وتقديمهم إلى العدالة بصورة عاجلة لمحاسبتهم على جرائمهم التي تندرج في إطار جرائم الخيانة العظمى للوطن ومؤسسته العسكرية.

وكان الهجوم تزامن مع إجراء حفل رمزي لتسليم قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية للواء سالم قطن، خلفاً للواء مهدي مقولة، حيث تقع محافظة أبين ضمن نطاق المنطقة العسكرية المضطربة.

هاتف التوبة في حضرموت
في سياق مقارب، انتشر في مدينة المكلا في محافظة حضرموت شرق البلاد بيان تحذيري، تم إلصاقه على جدران المساجد وفي الأحياء، يحتوي على بيان صادر من تنظيم القاعدة.

البيان تضمن آيات قرآنية متعلقة بالجهاد، حيث توعّد بتصفية كل من هو منتسب إلى الجهاز العسكري في مدينة المكلا، بما فيها من استخبارات وأمن عام وأمن قومي وحرس جمهوري وأي من وحدات الجيش. وحذر البيان كل من هو منتسب إلى الجهاز العسكري بالقتل quot;إذا لم يتوبوا وينسحبوا، وتم وضع هاتف للتواصل مع القاعدة، وسمّي بـquot;هاتف التوبةquot;.