دمشق: بالتزامن مع مرور عام كامل على اندلاع الثورة والحراك الشعبي في سوريا، دعا حزب التحرير في لبنان إلى مسيرة حاشدة تنطلق من جامع المنصوري في طرابلس، دعماً ونصرة لثوار سوريا وتأكيداً على وحدة المصير.

وفي بيان تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، اعتبر رئيس المكتب الإعلامي لـquot;حزب التحرير- ولاية لبنانquot;، أحمد القصص، أنه quot;حين يصمد أهل سوريا عاماً كاملاً في وجه هذا الحلف اللئيم دون كلل ولا ملل ولا يأس، فهذا يعني أننا أمام ثورة ليست كسائر الثورات، بل هي تفوق كل الثورات التي سبقتها في المنطقة مجتمعةً، على ما في تلك الثورات من خير عظيم. وإن انتصار هذه الثورة المرتقب قريباً بإذن الله تعالى، سيكون له من النتائج والآثار ما لم يكن لأي من الثورات السابقة، وسيبدل موازين القوى لصالح هذه الأمةquot;.

ولم يغفل بيان الحزب الإسلامي الميول والتوجه أن يتناول تداعيات الثورة واستحقاقاتها على لبنان، ففي ملف النازحين، اعتبر حزب التحرير أنه quot;على الرغم من التدابير الرسمية التي اتخذت لإيواء نسبة من النازحين والاهتمام بهم، لا تزال أعداد كبيرة من النازحين تعاني التشرّد وشظف العيش، ولا يجد كثير منهم مأوى يأوون إليه... وبعد كل ذلك يخرج علينا يومياً من يحذر من تحوّل النازحين إلى مخيمات لاجئين على غرار المخيّمات الفلسطينية، وينادي بكلّ وقاحة بإغلاق الحدود أمام جميع النازحين، وكأن هؤلاء النازحين هم ليسوا من عداد البشر ولم نكن وإياهم في الأمس القريب أمة واحدة دون حدود سياسية تفصل بيننا، بل كأنهم أعداء ألداء. ما يؤكد أن للنظام السوري في لبنان ما له من الأعوان الذين يتواطؤون معه على أهل سوريا بكل لؤم وشراسةquot;.

وفيما يخص العلاقة مع quot;النظام السوريquot;، أكد الحزب أنه quot;آن الأوان لكل شخصية أو هيئة سياسية في لبنان لا زالت تحتفظ بحبال مع النظم السوري أن تقطع هذه الحبال، ولا سيما أولئك الذين لطالما أعلنوا انتماءهم للأمة وتبني قضاياها العادلة. فكيف يليق بأي شخصية أو هيئة تحتفظ بحد أدنى من التدين أو القيم الخلقية أو الإنسانية أن تستمر في مؤازرة هذا النظام القاتل أو في تغطية جرائمه بشكل من الأشكال؟! أما الذين لا يزالون يدعمون النظام السوري بذريعة أنه نظام ممانع وأن الأولوية في التفكير السياسي يجب أن تكون لتحرير فلسطين، فنقول لهم: إن الممانعة المزعومة للنظام السوري باتت نكتة سخيفة وأكذوبة لا تنطلي على أحد من العقلاء. وإن نظامًا استعبادياً كالنظام السوري ليس أهلاً لتحرير شبر من أرض فلسطينquot;.

كما دعا البيان إلى طرد السفير السوري من لبنان، حيث إن quot;استقبال سفير نظام الإجرام في هذا البلد هو خطيئة من الخطايا التي تستوجب من فاعلها توبة نصوحاً واعتذاراً من المؤمنين، ولا سيّما أولئك الذين نالهم من الأذى والإجرام ما نالهم. وكان الواجب، ولا يزال، أن يطرد هذا السفير على الفور من لبنان، لكي لا يكون هذا البلد شريكا في المذبحة التي يمارسها النظامquot;.

ووجه حزب التحرير خطابه إلى مكونات المجمتع اللبناني، داعياً إلى الكف عن المتاجرة بقضية الأقليات، quot;فأنظمة الجور والاستبداد هي التي أضرّت بأبناء الطوائف حين حاولت التترس بهم والاختباء وراءهمquot;.
وختم البيان بالدعوة إلى دعم ثوار سوريا وأن quot;موعد تحركّنا القادم في ذكرى مرور سنة على صمود أهلنا في سوريا هو الجمعة (16-3-2012)، حيث ستنطلق بإذن الله تعالى مظاهرة حاشدة بعد صلاة الجمعة من الجامع المنصوري الكبير في طرابلس، لتأكيد الولاء والنصرة لأهل سوريا الأبطالquot;.