الكفرة: quot;انه هدوء هش. الوضع قد يخرج عن السيطرة بسرعةquot;، كما حذر قائد كتيبة ثوار سابقين مكلفة السهر على هدنة في الكفرة في جنوب ليبيا بين قبيلتي الزوية والتوبو اللتين تتقاتلان للسيطرة على عمليات التهريب.
واعرب حافظ العقوري قائد كتيبة quot;درع ليبياquot; عن اسفه قائلا quot;طلبنا من التوبو اخلاء مبنى اجهزة الامنquot; الاثنين. فاتخذوا انذاك مواقع قتالية عبر quot;اخراجهم دبابتين وقاذفات صواريخ. ولم يكن يلزم سوى طلقة واحدة لكي يتطور الوضع الى الاسوأquot;.
من جهته، اعلن محمد ابراهيم احد عناصر الكتيبة المتجمعين حول موقد يحضرون الشاي على الطريق التي تفصل بين احياء قبيلة التوبو وقبيلة الزوية quot;يمكننا القضاء عليهم في غضون ساعتين. لكننا نطيع الاوامرquot;.
quot;القبيلتان لا تريدان تواجدنا هنا. انهم اناس عاشوا خارجين على القانون طيلة حياتهم ويفضلون الاستمرار في التقاتل للسيطرة على حركة التهريبquot; في الصحراء داخل المثلث الحدودي مع تشاد ومصر والسودان.
وهذه المنطقة تشكل معبرا استراتيجيا لكل انواع التهريب: مخدرات وكحول وسجائر والمنتجات المقلدة وخصوصا الهجرة غير الشرعية.
وقال مهدي سالم المسؤول في المجلس المحلي للمدينة التي تسيطر عليها قبيلة الزوية، ان عشرات المهاجرين الافارقة ومن بنغلادش يعتقلون كل يوم في المدينة قبل quot;نقلهم الى المنظمات الدولية التي تتكفل باعادتهم الى بلادهمquot;.
وفي ذلك اليوم، كان اكثر من 400 مهاجر يجلسون بصمت على الارض في الباحة الضيقة لمركز شرطة يحتله ثوار سابقون، في حين يقوم اربعة منهم بتحضير ما ياكلونه في وعاءين كبيرين طغى عليهم اللون الاسود لكثرة استعمالهما.
واعرب الصومالي علي عثمان (20 عاما) quot;نحن هنا منذ ثلاثة اشهر. عائلاتنا لا تعرف ان كنا امواتا او على قيد الحياةquot;.
واضاف quot;مات اهلي. هربت من الحرب في الصومال وجئت الى هنا للعمل في المزارع قبل ان يعتقلونيquot;.
ويتهم افراد قبيلة الزوية افرادا اجانب بالقتال الى جانب قبيلة التوبو، وهي قبيلة تعيش ايضا في الدول الحدودية مثل تشاد. ويندد هؤلاء من جهتهم بquot;ابادةquot; وquot;تطهير عرقيquot;.
ويردد رئيس المجلس المحلي للمدينة محمد بن سديدة دون كلل للصحافيين الذين تم نقلهم الى المكان على متن طائرة استاجرتها السلطات الليبية الجديدة quot;لا مشكلة لدينا مع التوبو الليبيينquot;. وقال quot;اننا نواجه افرادا اجانبquot;.
واعلن ثائر سابق اتى من بنغازي (شرق) quot;نعم، هناك تشاديون يحملون اسلحة في الكفرة. ان للتوبو ابناء عم في تشاد وعندما تطور الوضع جاء الكثيرون منهم لنجدة ذويهمquot;.
وقال ايضا quot;لكن المشكلة اكثر تعقيدا بكثير. انها مشكلة هوية ومسالة حياة او موت. التوبو كانوا مهمشين في عهد القذافي ويريدون الان الانتقام عبر السيطرة على الحدود وحركة التهريبquot;.
واشار المقاتل الى ان كتيبته ليست quot;لا مع هذه القبيلة ولا مع تلكquot;. واضاف quot;القبيلتان لا تسهلان مهمتنا. يبدا الرجال بشرب (الكحول) اعتبارا من الظهر، وقبل حلول المساء يصبح من غير الممكن السيطرة عليهمquot;.
وتحصل كتيبة quot;درع ليبياquot; على موافقة احد مشايخ قبيلة التوبو لكي يتمكن الصحافيون من الدخول الى حيهم الواقع على بعد بضع عشرات الامتار فقط من حي قبيلة الزوية في وسط المدينة.
لكن عشرات الشبان بين الرابعة عشرة والسادسة عشرة مزودين ببنادق (ايه كي-47) يعمدون الى قطع الطريق بين الحيين امام موكب المحققين الصحافيين الذين يرافقهم ثوار سابقون.
وقال احد افراد قبيلة التوبو quot;نوافق على دخولكم وانما من دون الاسلحةquot;. انه رفض قاطع من قبل الثوار السابقين الذين يلزمون الموكب بالعودة ادراجه.
التعليقات