اقتحم مقاتلون من الزنتان يوم السبت الفندق الفاخر الذي اتخذه أعضاء في المجلس الانتقالي الليبي مقرًا لهم من الناحية العملية، وطرزوا سقف البهو بالرصاص. وجاءت عملية الاقتحام بعد أيام على اعتراف أعضاء في المجلس بأن كتائب منافسة من مصراتة خطفت اثنين من أعضاء المجلس واحتجزتهما لفترة قصيرة في الأسبوع الماضي.
فندق ريكسوس في طرابلس |
إعداد عبد الإله مجيد: قال مراقبون إن عملية الخطف واقتحام الفندق يشكلان ضربة جديدة لسمعة المجلس الانتقالي بين الليبيين بعدما كان رمزًا للأمل خلال الثورة التي أسقطت حكم العقيد معمّر القذافي.
وتعرّض المجلس الانتقالي منذ انتصار الثورة لانتقادات واسعة لعجزه عن السيطرة على الميليشيات التي انبثقت مع انهيار النظام السابق. وما زالت كتائب الزنتان ومصراتة تنتشر بكثافة في العاصمة، حيث تولى مقاتلو الزنتان السيطرة على المطار... ومقاتلو مصراتة على الميناء.
وقال أعضاء في المجلس الانتقالي إن مقاتلين من مصراتة خطفوا اثنين من أعضاء المجلس، هما سالم البهليل وعلي توفيق اشتيوي، للاشتباه في ارتباطاتهما بالنظام السابق، رغم أن التحقق من أسباب خطفهما على وجه الدقة كان متعذرًا. وأُفرج عن الاثنين بعد تدخل قياديين من كتائب مصراتة.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن وزير النفط ونائب رئيس الوزراء السابق علي الترهوني قوله بشأن عملية الخطف إن الأحداث الأخيرة قوّضت سلطة المجلس الانتقالي. ولم يتسنّ الاتصال بالعضوين اللذين تعرّضا للخطف للتعليق على الحادث.
وكان الهجوم على فندق ريكسوس بدأ بعد خلاف على فاتورة حساب، ولكنه ضرب وترًا حساسًا، لأسباب، منها أن الفندق نفسه أصبح رمزًا للتعبير عن الاستياء الشعبي من المجلس والميليشيات على السواء. فإن الفندق أفخر فنادق طرابلس، حيث تكلف الغرفة أكثر من 200 دولار في الليلة.
وقبل الثورة، كان فندق ريكسوس المكان المفضّل لنخبة القذافي وأركان نظامه. وبدلاً من مسؤولي النظام السابق كثيرًا ما يجد ضيوف الفندق اليوم أعضاء في المجلس الانتقالي يدردشون في مقهى الفندق، حيث يكلف كوب القهوة أكثر من 5 دولارات أو نحو سبعة أضعاف السعر في مدينة طرابلس.
وكان مقاتلو الزنتان أيضًا يتمركزون في الفندق بعد سيطرتهم عليه. ويبدو أن واحدًا منهم على الأقل انتقل إليه، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، ناقلة عن موظفين في الفندق أن النزاع بدأ يوم السبت بعدما طلبت إدارة الفندق من المقاتل الزنتاني أن يسدد فواتير غير مدفوعة. ولكن تقارير أفادت بأن النزاع يعود إلى أيلول/سبتمبر.
واقتحم مقاتلون غاضبون من الزنتان بهو الفندق يوم السبت، وأطلقوا النار على سقفه. ورغم أن أحدًا لم يُصب فإن جميع الضيوف غادروا خوفًا على سلامتهم، كما قال صقر العنزي الذي يعمل موظفًا في ريكسوس.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن العنزي إن الحراس التابعين للحكومة الانتقالية يتولون الآن حماية الفندق رغم أن الضيوف لم يعودوا، متوقعًا إعادة فتح الفندق الاثنين. وقال العنزي إن كل شيء على ما يرام quot;ونرحّب بكم هنا، رغم عدم توافر الغذاء في الوقت الحاضرquot;.
التعليقات