اليزابيث الثانية تستضيف ملك البحرين في قصر باكينغهام في 2004

يطالب أنصار laquo;ربيع العربraquo; البريطانيون بسحب الملكة اليزابيث الثانية دعوتها ملك البحرين لحضور حفلة يوبيلها الماسي، نظرًا الى انقضاض نظامه الشرس على المطالبين بسيادة الديمقراطية. لكن يبدو أن الدبلوماسية الملكية هي التي تفرض كل هذا الواقع.


لندن: أثارت الملكة اليزابيث الثانية عاصفة غضب إزاء دعوتها ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفةلحضور مأدبة الغداء التي تقيمها في 18 ايار (مايو) المقبل في قصرها الملكي laquo;قلعة ويندزورraquo; ضمن احتفالات بريطانيا العام الحالي بيوبيلها الماسي.

ومن جهته، تعرض ولي عهدها، الأمير تشارلز، لانتقادات بالقدر نفسه لأنه دعا الشيخ حمد أيضًا إلى حضور ما يسمى laquo;مأدبة عشاء الشمبانياraquo; في قصر باكينغهام مساء اليوم نفسه وبالمناسبة نفسها. لكن يبدو أن الدبلوماسية الملكية هي التي تفرض كل هذا الواقع. فقد أوردت الصحف البريطانية عن مصدر في قصر باكينغهام، حجبت هويته، قوله إن الملكة اليزابيث laquo;مضطرة لدعوة ملك البحرين لأن أصول اللياقة والتأدب تفرض عليها ذلكraquo;.

ومصدر الغضب laquo;المتوقعraquo; هو ردة فعل نظام المنامة العنيفة للانتفاضة الشعبية المطالبة بقطعة من كعكة السلطة. وكان النبأ المزدوج هذا منفذًا لتسليط الصحافة البريطانية الأضواء مجددًا على أحداث البحرين. فقالت إن عائلتها المالكة، التي تسيطر بالكامل على أجهزة الشرطة والأمن والاستخبارات والجيش، وظفت كل هذه القوى لسحق مظاهرات المعارضة منذ العام الماضي فقتلت أكثر من 50 مدنيًا وألقت بالآلاف في السجون.

وأعادت هذه الصحافة الى الأذهان أن عاصفة مماثلة من النقد وجهت الى قصر باكينغهام بدعوته ولي العهد البحريني، الأمير سلمان، لحضور احتفالات زواج الأمير وليام وكيت مدلتون.

وهدد نشطاء حقوق الإنسان الأمير سلمان وقتها بتعكير صفو إقامته في العاصمة البريطانية باعتباره laquo;مهندس الانقضاض على المطالبين بالديمقراطية في بلادهraquo;. وربما كان هذا هو السبب في أن الأمير اعتذر في اللحظة الأخيرة عن أن laquo;ظروفًا خاصةraquo; تمنعه من تلبية الدعوة.

وفي كانون الثاني (يناير) الماضي، تعرضت كونتيسة ويسيكس، الأميرة صوفي عقيلة الأمير أندرو، للانتقادات هي أيضًا بعدما عُلم أنها تقبلت هدايا من الأسرة البحرينية الحاكمة عبارة عن مجموعة من طقمين من الحلي والمجوهرات من كل من الملك وعمه رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة. وهذا بالإضافة الى كوب من الفضة واللؤلؤ قدمه لها ولي العهد. كما أهدت أسرة المنامة بساطًا من الحرير للأمير اندرو. وطُلب الى الأميرين البريطانيين إعادة هذه الهدايا لأن قبولها يعني laquo;الرضا عن ردة فعل المنامة الدامية لربيع العرب في المنامةraquo; كما قال المنتقدون.

ولا يكتفي هؤلاء الأخيرون بوجوب سحب دعوة حضور المأدبتين من الأسرة البحرينية المالكة، وإنما يدعون أيضًا إلى إلغاء سباق سيارات الفئة الأولى laquo;فورمولا 1raquo; الذي تستضيفه المنامة على حلبتها الشهيرة في 22 من الشهر الحالي.

laquo;غرافيتيraquo; في المنامة يدعو إلى مقاطعة laquo;فورمولا 1 البحرينraquo;

وبين الشخصيات البارزة التي ضمت صوتها لهذا الاحتجاج بطل العالم السابق في فورمولا 1، دامون هيل. ويذكر أن هذا النبأ تزامن مع مقتل شخص آخر خلال مظاهرات جديدة تصدت لها قوات الأمن بالغاز المسيل للدموع والذخيرة الحيّة الأسبوع الماضي.

وكانت الملكة اليزابيث قد استضافت الأسبوع الماضي ملوكاً وملكات أوروبا خلال حفلة laquo;صغيرة نسبيًاraquo; أقامتها لمناسبة يوبيلها. لكن حفلة الثامن عشر من أيار (مايو) المقبل ستكون أكبر كثيرًا لأن الدعوة لحضورها وجهت الى العدد الأكبر من ملوك العالم بأسره.

ويتوقع أن يكون بين حضور هذه الحفلة كل من ملوك وأمراء اسبانيا والدنمارك والسويد وبلجيكا والنرويج وهولندا ولوكسمبرغ وموناكو واندورا. ومن خارج أوروبا ينتظر وصول امبراطور اليابان وسلطان بروناي وملك تونغا وملوك وسلاطين وأمراء الشرق الأوسط والمغرب.
ولا يعلم بعد ما إن كان الشيخ حمد بن عيسى سيلبي الدعوة شخصيًا أو ينيب عنه ولي عهده أو غيره... أو، كما يتوقع البعض، أن يعتذر عن التغيب، هو أو من يمثّله.