بغداد: للمرة الاولى منذ اكثر من عقدين، حطت في مطار النجف جنوب بغداد الثلاثاء طائرة كويتية آتية من الكويت بعد الاتفاق على تسيير الرحلات الجوية المقطوعة بين البلدين منذ اجتياح الكويت.

ووصلت طائرة شركة quot;الجزيرةquot; الكويتية الى مطار النجف الدولي عند 17:45 بالتوقيت المحلي (14:45 تغ) حيث كان في استقبالها عند المدرج كبار مسؤولي مجلس محافظة النجف ورجال اعمال عراقيين.

وكان على متن الطائرة 159 راكبا بينهم السفير العراقي لدى الكويت محمد حسين بحر العلوم والسفير الكويتي لدى بغداد علي المؤمن، اضافة الى مسؤولين عراقيين وكويتيين وصحافيين وركاب عاديين.

وقال بحر العلوم لوكالة فرانس برس لدى خروجه من الطائرة وهي من نوع quot;ايرباص ايه 320quot; ان quot;هذه خطوة جيدة لاستمرار تطوير العلاقات مع الجارة الكويت، ونحن نسعى الى بذل جهود اكبر لتحسين العلاقاتquot;.

بدوره اعتبر المؤمن في تصريح لفرانس برس ان quot;التاريخ يعيد نفسه، وهذه خطوة كبيرة تحققت، ونحن نشكر خطوط الجزيرة التي فتحت اجواء العراق عبر مطار النجف، وان شاء الله ستكون رحلات اخرى الى اماكن اخرى في العراقquot;.

واعلنت وزارة النقل العراقية في بيان ان quot;هذا الرحلة تأتي بعد تسوية مشكلة ديون الخطوط الجوية العراقية للكويت خلال زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير النقل هادي العامري في منتصف الشهر الماضيquot;.

وكانت السلطات العراقية اعلنت في الخامس من نيسان/ابريل عن اتفاق مع شركة طيران الجزيرة الكويتية الخاصة لتسيير رحلات بين العراق والكويت، وان quot;الجزيرةquot; طلبت تسيير اربع رحلات اسبوعية الى بغداد واربع رحلات اخرى الى النجف.

الا ان الممثل الرسمي لشركة quot;درة البحرينquot;، الوكيل الحصري لشركة quot;الجزيرةquot; في العراق سعيد عبد الله، قال لفرانس برس اليوم quot;سنسير رحلتين اسبوعيتين الى النجف، وسنسعى الى تسيير رحلات الى مطار بغدادquot;.

واضاف quot;ستسعى الحكومتان الى تسهيل اعطاء التاشيرات، وسنسعى في الجزيرة الى تخفيض الاسعار وجعلها مدعومةquot;، علما ان ثمن تذكرة الرحلة التي تمتد لحوالى 90 دقيقة بين النجف والكويت تبلغ حاليا نحو 550 دولارا. يشار الى ان الرحلات الجوية بين العراق والكويت توقفت اثر الغزو العراقي للجارة الخليجية ابان نظام صدام حسين في عام 1990.

وشهدت العلاقات بين بغداد والكويت التي كانت بوابة لعبور القوات الاميركية الى العراق عام 2003، تحسنا ملموسا في السنوات الماضية اذ بدا وكانها تتجاوز تداعيات الاجتياح.

وقام امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح في نهاية اذار/مارس بزيارة تاريخية الى بغداد، حيث شارك في القمة العربية التي استضافتها العاصمة العراقية للمرة الاولى منذ 22 عاما.