تتباين آراء العراقيين حالياً في الموقف من دعوات عقد الاجتماع الوطني لحل الأزمة السياسية، وبين دعوة مسعود بارزانيرئيس اقليم كردستان العراقللزعماء السياسيين لعقد اجتماع عاجل في أربيل عاصمة الإقليم للغرض نفسه.


قادة الكتل السياسية العراقية خلال قمة طالباني

بغداد: في الوقت الذي يرى فيه البعض ان الاجتماع الوطني لحل الأزمة السياسية في العراق هو الأهم والملزم للجميع يرى آخرون أن دعوة مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان ستشكل أكثر حزما وفعالية نظرا لتعثر عقد ذلك الاجتماع طيلة الأشهر الثلاثة الماضية.

ويعتقد إعلاميون عراقيون أن الاجتماعات التي يعقدها القادة أو التي يدعو بعضهم إليها لا تؤدي إلى حلول حقيقية، فالبعض يصفها بانها ضحك على الذقون، فيما البعض الآخر لا يتوقع منها كثيرًا لانها مثل سابقاتها، فيما يرى فريق ثالث أنه بصدق النوايا وإقدام القادة على تنازلات سوف تنتهي المشاكل وتتلاشى الازمات ويبدأ الجميع في بناء الوطن.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي حمزة مصطفى: quot;بالنسبة إلى دعوة بارزاني حسب ما فهمته منه انها مكملة لدعوة الاجتماع الوطني الذي دعا له الرئيس جلال طالباني، وهو لم يفرض ان يكون الملتقى الذي دعا له في اربيل، ولكن شرطه الأساسي في هذه المبادرة هو موضوع رئيس الوزراء نوري المالكي، فاذا المالكي استجاب للشروط او للامور التي طرحت وحضر هذا المؤتمر وحلت المشاكل بشكل صريح فيها، وإن لم يحضر المالكي فهو قال: (لنا تصرف آخر)، وإذن.. في كل الاحوال الأزمة متصاعدة بين الكتل السياسية، ولكن حسب المعلومات فان اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني ستبدأ اجتماعاتها الاسبوع المقبل بإشراف مباشر من الرئيس جلال طالباني، ما يعني ان الكتل قد خولته ان يكون المشرف على الاجتماعات التي عقدت خلال الأسابيع الاخيرة برئاسة خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية فيما ستعقد الان بإشراف الرئيس طالباني وهو الذي يضع جدول الأعمال المختلف عليه بين الكتل، ولا ننسى ان الخزاعي حمل الى القائمة العراقية قبل ايام رسالة من التحالف الوطني يؤكد استعداده لتنفيذ اتفاقيات اربيل، وهذه مؤشرات ايجابية ولكن لا يمكن التعويل عليها لاننا في العراق اعتدنا على المفاجآت وعلى تطورات اللحظة الأخيرةquot;.

ويضيف مصطفى: quot;لا اتوقع حلولا كاملة للمشكلات، نحن في العراق لدينا أزمة ثقة عميقة بين الكتل السياسية وهذا يجعل حتى الحلول جزئية وبالتالي فإن قسما من الازمات لابد أن يتم تدويرها، ولكن اتوقع ان يصلوا الى بعض الحلول لانهم جميعا لا يمكنهم أن يوصلوا الأمور الى نقطة التقاطع لأنهم سيخسرون في النهاية، لذلك أتوقع أن تبدأ التسويات في اللحظات الأخيرة، اي قبل ان نصل الى المربع الأول، حيث يبدأون بنوع من التسويات أو الصفقاتquot;.

اما الكاتب مؤيد البصام، فقال: quot;العراق لن تنحل مشكلاته لانه بلد محتل وما زال الاحتلال موجودا، لان الوجوه نفسها التي جاء بها الاحتلال وأجلسها على كراسي الحكم وأرغمها على برنامج تنفذه يتلخص في الصراع الاثني والطائفي والديني.. فكيف يمكن ان نبني بلدا وهناك محاصصة وهناك طائفية وهذا من الطائفة الفلانية ولابد أن يصير مديرا عاما وذاك من طائفة ثانية ولابد أن يصير وزيرا، وبالتالي لا يمكن للكفاءات وللناس الجيدين والمخلصين وأبناء البلد الحقيقيين ان يأخذوا مكانتهم مثلما حال العراق على مدى 60 عاما ماضيةquot;.

وأضاف: quot;اعتقد ان ما يقال عن عقد اجتماع وطني او مطالبات بعقد لقاء للزعماء ما هو الا مجرد كلام الغاية منه (تلهية) للشعب وضحك على الذقون ، ما هذا الاجتماع ؟ ألم يعقدوا 100 اجتماع و100 جلسة و100 لقاء وحيث الولائم الدسمة تقام فيما الشعب المسكين يقتل منه في كل يوم 20 او 30 فرداquot;.

وتابع: quot;لست متشائما، ولكن هذه حقيقة الوضع العراقي، فلا يمكن ان نصلح وضع العراق إلا عندما تزال الطائفية وتزال المحسوبية، ويزال هؤلاء الحرامية واللصوص والمرتشون، ويأتي اناس مخلصون يحبون بلدهم ويبنون بغداد التي تعيش خرابا الآنquot;.

من جهتها، قالت الصحافية افراح شوقي: quot;الاجتماع الوطني صار كأنه العقدة الوطنية التي لاترضى ان تحل وقد تأجل لاكثر من مرة... وما دامت الاطراف المشاركة فيه ليست لديها القناعة الحقيقية بإمكانية الحل، فأعتقد ان الركون الى طرف ثالث في تقريب وجهات النظر واقصد بها دعوة بارزاني كونها مبادرة جديدة وتضعف المبادرات الاخرى التي بدت هشة بسبب تأجليها اكثر من مرةquot;.

وتابعت شوقي: quot;وهذا يمكن أن يحل قضايا خلافية ليست بين الكتل السياسية فحسب، وانما بين كتلتي دولة القانون ممثلة بشخص رئيس الوزراء نوري المالكي تحديدا وبين الكتلة الكردية ممثلة بمسعود بارزاني بعد الخلافات الاخيرة التي نشبت بينهما، ولايمكن ان ننسى ان مبادرة بارزاني عبر اتفاق اربيل الشهير هي التي أنجبت الحكومة الحالية، واعتقد ان اربيل ستكون هي المحطة الامثل لحل كل مشاكل الفرقاء ان كانت هناك رغبة حقيقية في تقريب وجهات النظر ووضع الحلول الممكنة لحل الازمات العالقة، وبعكسه لن تتمكن مبادرة بارزاني او غيرها او حتى الاجتماع الوطني من حل المشاكل العالقة، ما لم تتعهد كل الكتل بسياسة توافقية متكافئة لحل الازمات ترتكن فيها الى الدستور العراقي واتفاق اربيل الكاملquot;.

اما الصحافي حيدر عاشور فقال إن أساس الخلطة السياسية الحالية انها تمت في كردستان، واذن بارزاني عنصر مهم من عناصر مؤتمر اربيل الذي يدعو الان اليه، لانه الباني لأساسه ، إذن.. الخلطة كردية، ومعنى هذا ان يهيمن اقليم كردستان على كل العمليات السياسية في العراق وخاصة بغداد، فالاكراد يريدون ان تكون بغداد بالنسبة لهم كردستان الثانية، اي ان يكون رأيهم مفروضا على السياسي العراقي في بغداد، ولكن هذا لايمكن بوجود حكومة معتدة بنفسها وبوجود أحزاب وكتل وتجمعات ومنظمات عديدة، وكل هذه مقراتها في بغداد، لذلك لا بد ان تكون بغداد هي مكان الاجتماع الوطني او اي اجتماع اخر، لان القرار لابد ان يخرج من بغداد، وهنا على الذين يريدون الانتماء الى العراق ان يأتوا الى بغداد ومن يشعر ان انتماءه لغير بغداد فعليه أن لا يأتيquot;.

وأضاف: quot;انا اؤيد ان يعقد الاجتماع الوطني في بغداد حصرا وبالشفافية المطلوبة من كل القادة السياسيين ، وهؤلاء اذا ما أتوا بقلوب صافية ونيات طيبة بعيدا عن التصعيد الاعلامي والشذوذ السياسي ، حيث كل طرف يسعى لأن يربح لنفسه ولا يقبل بالخسارة.. فأتمنى ان يجلسوا هكذا ويطرحوا رؤاهم السياسية بقلوب عراقية ، واعتقد اذا كان الدستور العراقي هو الحكم بينهم فسوف يتفقون وتنتهي الازمات ويبنون بلدهم بناء حقيقيا.. وأعتقد ان الزمن المقبل سوف لن يرحم اي سياسي يبخس حق العراق والعراقيينquot;.

الصحافي باسم حبس قال من جانبه: quot;أعتقد أن الاتجاه لعقد إجتماع وطني في العاصمة بغداد، هو الحل الأنسب للقضايا العالقة بين quot;الفرقاءquot; السياسيين وهم يشكلون حكومةquot;الشراكةquot; الوطنية، دعوات الإنفراد لن تفضي إلى حلٍ بين الفرقاء السياسيين ودعوة بارزاني ستزيد المشهد تعقيداً وستنتج من مزيدٍ من الخلافات والانقسامات بين الفرقاء،لذا الجلوس على طاولة الحوار الوطني في العاصمة وتحت خيمة تضم الجميع هو الحل الأنسب لإنهاء الجدل الحاصل بين الفرقاء السياسيين في البلاد وإنهاء الأزمة الحالية. وأضاف: أرى أن الأزمة في طريقها الى الحل لان الجميع يريد التفرغ للانتخابات المقبلةquot;.