ترحيل الأكراد من منازلهمبالإكراه يدل على هشاشة النسيج العراقي

تبين حوادث استهداف الأكراد في العراق، هشاشة الترابط الاجتماعي عقب الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية قبل 9 سنوات، حيث تتوافد العائلات الكردية الى مدينة خانقين بحثا عن الأمان، في دليل على سوء العلاقة بين حكومة المالكي وإقليم كردستان.


بيروت:اعتبرت صحيفة الـ quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية، أن حوادث استهداف الأكراد في المناطق غير الكردية تمثّل مؤشراً حيوياً إلى هشاشة النسيج والتوافق الاجتماعي في العراق، عقب الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على هذا البلد قبل تسع سنوات.

وأشار مسؤولون عراقيون في مدينة خانقين العراقية إلى استمرار توافد العائلات الكردية إلى هذه المدينة بحثاً عن الأمان، علما بأن خانقين هي مدينة في شرق العراق وتقع تحت سيطرة حكومة بغداد المركزية إدارياً، لكن القوات المتمركزة فيها هي قوات كردية تنتمي إلى إقليم كردستان في شمال العراق.

وبغض النظر عن الطريقة التي يتم فيها إخراج الأكراد من منازلهم، سواء بالتهديدات الإرهابية أو بالأمر القضائي، يظل الأمر مؤشراً حقيقياً إلى مدى تدهور العلاقة بين حكومة بغداد برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي وحكومة إقليم كردستان العراق في الشمال.

ويعود الخلاف في العراق إلى أسبابٍ مالية ويتمحور حول اقتسام النفط والثروة، إلا أن الأمر لا يخلو من عمق تاريخي يرتكز على طموح وحلم كردي قديم في إقامة دولة قومية مستقلة. لكن الكاتب يرى أن هذا الأمر يطرح تساؤلات جدية حول مستقبل العراق الموحد.

ويرى مسؤولون أميركيون أن الأزمة التي اندلعت بعد صدور أمر إلقاء القبض على نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، الذي ينتمي إلى الطائفة السنية ولجأ إلى إقليم كردستان، أعمق من مجرد توتر بين حكومة المالكي ذات الغالبية الشيعية والعراقيين السنة والأكراد.

ويختلف وضع الأكراد العراقيين عن السنة العراقيين، فالأكراد لديهم قوات أمنية وموارد طبيعية، ونقاط حدودية وسفراء وحتى سياسة خارجية مستندة إلى الأمر الواقع. وتعطي كل هذه العوامل الأكراد قوة أكبر في المطالبة باستقلال أكبر عن بغداد.

وأدت آخر فصول المواجهة بين بغداد وإقليم كردستان إلى وقف الإقليم للصادرات النفطية مدعياً أن بغداد لم تسدد مستحقات شركات النفط العاملة في الإقليم، وردّت بغداد على لسان مسؤولين بالتهديد بقطع مليارات الدولارات التي تستلمها كردستان كحصة من الموازنة العراقية المركزية، والتي نسبتها 17% من الميزانية العامة التي بلغت هذا العام مائة مليار دولار.

وكان رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني قد أبدى مخاوفه من استخدام الحكومة المركزية لطائرات أف-16 التي ستتسلمها من واشنطن في قصف أهداف كردية. أما محمد إحسان، ممثل حكومة الإقليم في بغداد فقد صرح بالقول quot;لا يشرفني العمل مع هذه النوعية من الناسquot;، قاصداً بذلك ساسية حكومة المالكي.

وأشارت الـ quot;نيويورك تايمزquot; إلى مشاعر التوتر العرقي التي تعصف بالمناطق المختلطة مثل مدينتي خانقين وجلولاء في محافظة ديالى العراقية، مشيرة إلى أن العرب والأكراد أصبحوا أهدافاً لعمليات إرهابية لمجموعات مجهولة تقول إنها تقاتل من أجل مصالح فئتها.

ويخشى المسؤولون الأميركيون من أن القيادات الكردية تفكر في السعي إلى اتفاق لبيع النفط لتركيا، في محاولة لتأمين الإكتفاء الذاتي على المستوى الإقتصادي. ومن شأن مثل هذا الاتفاق غير القانوني أن يتم بحلول عام 2014، حيث من المتوقع أن تستكمل كردستان خط أنابيب النفط الخاص بها.

واعتبرت الصحيفة أن الأكراد في العراق أسرى ذكريات الحرب الطائفية الوحشية، ولذلك يتشبثون بالهوية العرقية بدلاً من المواطنة، لأنهم لم يقدروا على نسيان أيام القمع المؤلمة في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

quot;كيف يمكننا أن ننسى؟quot; يتساءل بكير كريم، وهو عضو في البرلمان الكردي في أربيل الذي وصف العراق بأنه quot;دولة وهميةquot; تم إنشاؤها من قبل البريطانيين بعد الحرب العالمية الأولى وأن الأكراد دائماً تعرضوا للإضطهاد والتعذيب.
وأضاف: quot;إذا كنت ستسأل أي كردي ما إذا كان يريد الاستقلال عن العراق، فسيجيبك بالموافقة من دون اي ترددquot;.