مجموعة من المراقبين الدوليينفي جولةفي ريف دمشق- 18 أبريل 2012

فيما تؤكد الأمم المتحدة أنها تعمل بأسرع ما في وسعها لنشر 300 مراقب في سوريا، يرى مراقبون أن أي تأخير في إرسالهم ممكن أن يجهض خطة المبعوث كوفي أنان. وبوجود المراقبين على الأرض يمكن أن تستأنف المعارضة تظاهراتها التي كانت سمة الانتفاضة ضد نظام الأسد.


لندن: أعلنت الأمم المتحدة أنها تحتاج إلى شهر كامل لنشر أفراد بعثة المراقبين البالغ عددهم 300 مراقب في سوريا. ويرى مراقبون أن هذا التأخير يمكن أن يجهض خطة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان، المهزوزة أصلاً، لحل الأزمة السورية المستمرة منذ اكثر من عام.

وكان مجلس الأمن الدولي وافق يوم السبت الماضي على إرسال 300 مراقب غير مسلح إلى سوريا للاشراف على الالتزام بوقف إطلاق النار الذي كان من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ في 12 نيسان (أبريل). ولكنّ 12 مراقبا فقط يعملون الآن على الأرض.

وتأمل المعارضة السورية في أن تتمكن بعثة المراقبين من وقف سفك الدماء الذي كلف أكثر من 9000 قتيل منذ اندلاع الانتفاضة في آذار (مارس) 2011، كما تشير أرقام الأمم المتحدة.

وبوجود المراقبين على الأرض في سوريا يمكن ان تستأنف المعارضة تظاهراتها الجماهيرية الحاشدة التي كانت سمة الانتفاضة ضد نظام الأسد في أيامها الأولى قبل ظهور مجموعات معارضة مسلحة، كما تلاحظ صحيفة quot;كريستيان ساينس مونترquot;.

ولكن استمرار حمام الدم والوقت المطلوب قبل ان تتمكن بعثة المراقبين الدولية من النهوض بمهمتها، يمكن ان يسدل الستار على خطة أنان قبل الأوان. ونقلت الصحيفة عن الناشط احمد الذي يقيم مختفيا في شمال لبنان انه لا يفهم لماذا تحتاج الأمم المتحدة إلى كل هذا الوقت لإرسال 300 مراقب فقط.

وحذر من أن كل يوم تأخير يكلف مزيدًا من الضحايا. وتؤكد الأمم المتحدة أنها تعمل بأسرع ما في وسعها وأن أي تأخير سببه مصاعب لوجستية.

وقال الناطق باسم قسم عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة كيران دواير إن المنظمة الدولية تتحرك بسرعة لنشر جميع أعضاء بعثة المراقبين. وأوضح أن الأمم المتحدة ليس لديها قوات دائمة وانها تعمل مع الدول الأعضاء التي تسهم بأفراد من قواتها المسلحة في بعثة المراقبين في سوريا. وتابع quot;نحن نوفر ايضا الدعم اللوجستي بما في ذلك إعداد مواقع متعددة لتمركز المراقبين في انحاء البلادquot;.

وقال دواير انه لا يستطيع ان يحدد موعدا لانتشار جميع اعضاء بعثة المراقبين الثلاثمئة. وكانت تقارير افادت بأن السلطات السورية وضعت شروطا على جنسيات المراقبين ولكن دواير أكد ان التفاهم الأولي الذي توصلت اليه الأمم المتحدة مع دمشق الاسبوع الماضي بشأن بعثة المراقبين quot;لم يحدد أي اشتراطات تتعلق بالجنسيةquot;.

وتواجه الأمم المتحدة ضغوطا بسبب استمرار سفك الدماء للإسراع بنشر مراقبيها. وقدم أنان تقريرًا الى مجلس الأمن قال فيه إن هناك أنباء ذات مصداقية عن دخول قوات النظام مناطق زارها المراقبون الدوليون في وقت سابق، وقتلها أشخاصًا فيها.

وأعرب وزير الخارجية الفرنسي الن جوبيه عن شعوره بالاحباط لتأخر نشر المراقبين محذرًا من أن خطة أنان في مأزق. وقال جوبيه إن الأمور ليست على ما يرام وأن خطة أنان تتعثر ولكن ما زالت هناك فرصة لدوره شريطة نشر المراقبين الثلاثمئة على وجه السرعة.

واضاف جوبيه انه يريد ان يرى انتشار المراقبين في غضون اسبوعين قائلا إن تقرير أنان الى مجلس الأمن في 5 ايار/مايو سيكون quot;لحظة الحقيقةquot;.