بنزرت (تونس): زار سجناء سياسيون تونسيون سابقون، من اسلاميين وقوميين عرب ويساريين، خلال عهدي الرئيسين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، الاحد سجن برج الرومي الذائع الصيت بولاية بنزرت (50 كلم شمال العاصمة).
وفتحت ابواب هذا السجن المحفورة ذكراه في الجانب المظلم من ذاكرة التونسيين، امام منظمات غير حكومية والصحافيين وذلك بدعوة من وزير العدل نور الدين البحيري (اسلامي).
واكد الوزير quot;انها لحظة حرية. وهذا رمز لوحدة جميع التونسيين بمختلف اتجاهاتهم السياسية ضد القمع والظلمquot;.
وفي قبو السجن الذي كان حصنا للجيش الفرنسي وبني في 1932 في زمن الاستعمار الفرنسي لتونس، قدم الوزير باقات ورد للمساجين السابقين وبينهم بالخصوص شيوخ من المناضلين العروبيين واليوسفيين ضد حكم بورقيبة (1956-1987) ومناضلي اليسار في سبعينات القرن الماضي ايضا في عهد بورقيبة والمساجين الاسلاميين خلال عهد بن علي (1987-2011).
ودعا الوزير ضيوفه الى تلاوة الفاتحة على ارواح المفقودين quot;الذين ساهموا بكفاحهم ومعاناتهم على امد التاريخ في قيام الثورةquot; في كانون الثاني/يناير 2011.
وبين المدعوين سجناء سابقون قدموا من جنوب البلاد ووسطها حيث معقل الزعيم العروبي صالح بن يوسف خصم بورقيبة الذي تم اغتياله بعيد استقلال تونس في المانيا.
وكان انصار بن يوسف (اليوسفيون) شكلوا منظمة ورفعوا في الاونة الاخيرة دعوى ضد رئيس الوزراء المؤقت السابق الباجي قائد السبسي.
ويؤكد المبروك كرشيد رئيس منظمة الدفاع عن اليوسفيين انه quot;في 1965 كان قائد السبسي وزيرا للداخلية وامر حينها بنقل المساجين السياسيين الى قبو التعذيب ببرج الروميquot;. وتطالب هذه الجمعية بتعويض ضحايا القمع من اليوسفيين وكشف اماكن دفن من تم قتله منهم وتكريمهم.
وقال الطاهر شقروش المناضل اليساري الذي كان تعرض للضرب والتعذيب في هذا القبو quot;هذه لحظة مؤثرة جداquot;.
ولم يعد هذا القبو الاشبه بحفرة شقت في الصخر، يستخم اليوم . ويستقبل السجن اليوم 500 سجين في عنابر quot;اكثر انسانيةquot;. غير ان عدد العاملين في السجن بدا غير كاف وايضا تجهيزاتهم.
واعلنت السلطات انها ستغلق هذا السجن وتحوله الى متحف.
التعليقات