أطفال سوريون يتظاهرون ضد الأسد

شهدت مناطق عدة في سوريا تصاعدًا في أعمال العنف الأربعاء، وتكبدت القوات النظاميّة الخسائر الأكبر منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ قبل ثلاثة أسابيع. وأسفرت الاشتباكات في ريف حلب ودمشق عن مقتل 21 من القوات النظامية وعنصرين منشقين.


دمشق: قتل 15 عنصرًا نظاميًا من بينهم ضابطان فجر الأربعاء في كمين نصب لهم في ريف حلب الشمالي الذي شهد اشتباكات ليلية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان له quot;قتل فجر اليوم 15 من قوات الأمن السورية بينهم ضابطان كبيران برتبة عقيد و13 من عناصر الامن وذلك إثر كمين نصب لهم على طريق بلدة الراعيquot;. وكانت البلدة شهدت ليلا اشتباكات أسفرت عن مقتل عنصرين منشقين.

وتجددت العمليات العسكرية في الأيام الماضية، بحسب ناشطين في مناطق ريف حلب، بعد ان كانت قد توقفت هذه العمليات واسعة النطاق خلال الأسابيع الماضية، مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في الثاني عشر من نيسان/ابريل.

وفي ريف دمشق، اضاف المرصد quot;استشهد مواطنان برصاص القوات النظامية السورية عندما كانا في حافلة صغيرة في مدينة داريا التي شهدت اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء اصيب خلالها خمسة من قوات الامن السورية بجراحquot;.

كما دارت اشتباكات عنيفة في مدينة حرستا ليلا واستمرت حتى الفجر بين القوات النظامية من جهة، وجنود انشقوا عنها ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة من جهة أخرى أسفرت عن مقتل ستة جنود نظاميين، بحسب المرصد.

ونفذت قوات الأمن السورية حملة مداهمات واعتقالات في حرستا والزبداني، وانتشارا امنيا وعسكريا في بلدتي سقبا وكفربطنا. وتشهد مناطق ريف دمشق عمليات مستمرة للقوات النظامية لا سيما في مدينتي دوما وحرستا.

وفي محافظة دير الزور (شرق)، أفاد المرصد بتعرض قرية الدحلة لقصف القوات النظامية، فيما تعرضت مدينة القورية لحملة اعتقال ومداهمات وحرق لمنازل بعض النشطاء. وفي درعا (جنوب)، قتل مواطن بنيران القوات النظامية في منطقة اللجاة، فيما سمع صوت اطلاق رصاص كثيف في داعل.

وتأتي هذه التطورات رغم وجود مراقبين دوليين في مناطق عدة من سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار الذي يشهد خروقات متصاعدة اسفرت يوم امس عن مقتل 34 شخصا على الاقل غالبيتهم من المدنيين، وفقا للمرصد السوري. وأعلن مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة ايرفيه لادسو الثلاثاء أن انتهاكات وقف إطلاق النار حتى الان quot;مصدرها الجانبانquot;، اي قوات النظام والمعارضة المسلحة.

ورفض المسؤول تحديد وتيرة هذه الانتهاكات، مشيرا الى ملاحظة المراقبين الاربعة والعشرين المنتشرين في البلاد احتفاظ القوات النظامية بأسلحة ثقيلة مثل المدافع والاليات المدرعة quot;في غالبية الاماكن حيث هم موجودونquot;، وهو ما يتنافى مع خطة المبعوث الدولي كوفي انان.

من جهتها، اتهمت منظمة هيومن رايتش ووتش الاربعاء السلطات السورية بارتكاب quot;جرائم حربquot; في محافظة ادلب (شمال غرب)، متحدثة عن قيامها بقتل 95 شخصا واحراق وتدمير مئات المنازل في عملية عسكرية سبقت دخول وقف إطلاق النار.

وجاء في بيان للمنظمة quot;بينما كان الدبلوماسيون يناقشون تفاصيل خطة انان للسلام، كانت الدبابات والمروحيات السورية تهاجم بلدات ادلب واحدة تلو الأخرىquot;. وفي التداعيات الاقتصادية للأزمة، توقع رئيس صندوق النقد الدولي للشرق الاوسط وشمال افريقيا واسيا الوسطى مسعود احمد انكماش اجمالي الناتج المحلي لسوريا هذه السنة بشكل ملحوظ.

وعزا احمد التراجع المتوقع في الاقتصاد خصوصا الى العنف والعقوبات على القطاع النفطي السوري.

ويفترض ان يصل عدد المراقبين في سوريا الى 300 بحسب خطة كوفي انان التي تنص على وقف العنف بإشراف أممي، وسحب الاسلحة الثقيلة من المدن، والسماح بدخول المساعدات والتظاهر السلمي، والافراج عن المعتقلين السياسيين، والبدء بحوار حول مرحلة انتقالية.

ورفضت السلطات السورية منح ثلاث تأشيرات لمراقبين دوليين، بحسب ايرفيه لادسو الذي لم يدل بتفاصيل عن جنسيات هؤلاء المراقبين ولا عن الاسباب التي ذكرتها دمشق. إلا أن دمشق أشارت الى أن الاختلاف يتعلق بجنسية المراقبين ولم تثر موضوع رفض التأشيرات.

وافاد المتحدث باسم بعثة الامم المتحدة في دمشق خالد المصري لوكالة فرانس برس ان quot;فيليب لارازيني، نائب وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس، يلتقي اليوم الاربعاء نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد للتنسيق مع الحكومة لتقييم الاحتياجات الانسانية والمباشرة بتوزيعهاquot;.

واضاف المصري ان لارازيني، الذي زار امس عدة بلدات في ريف دمشق منها بلودان والزبداني والنبك وحرستا، سيلتقي اليوم ايضا رئيس منظمة الهلال الاحمر العربي السوري عبد الرحمن العطار.

الجنرال مود: وجود المراقبين الدوليين في سوريا quot;يهدّئquot; الوضع

إلى ذلك، قال رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا اليوم الاربعاء ان لبعثته quot;تأثيرا مهدئاquot; للوضع الميداني، الا انه أقرّ ان وقف اطلاق النار quot;هشquot; وليس قويا. ورفض رئيس البعثة الجنرال روبرت مود في تصريح لشبكة تلفزيون quot;سكاي نيوزquot; البريطانية من دمشق، في اول مقابلة تلفزيونية له، الانتقادات بان بعثة المراقبة الدولية في سوريا تعمل ببطء.

وقال الجنرال النروجي ان عدد المراقبين المنتشرين على الارض في سوريا سيتضاعف خلال الايام المقبلة. واضاف quot;هذا ليس امرا سهلا ونحن نرى من خلال الاعمال والانفجارات واطلاق النار، ان وقف اطلاق النار هش فعلا، وليس قوياquot;.

وتابع الجنرال مود (53 عاما) quot;ولكن ما نراه ايضا على الارض هو انه في المناطق التي يتواجد فيها مراقبونا، يكون ل(وجودهم) تأثير مهدئ، كما اننا نرى ان العاملين على الارض يأخذون النصائح من مراقبيناquot;. ومني الجيش السوري الاربعاء بأكبر خسائر له منذ وقف اطلاق النار حيث قتل مسلحون 20 جنديا في انتهاك لوقف إطلاق النار الذي بدأ قبل ثلاثة اسابيع وتقول الأمم المتحدة انه ينتهك من الجانبين.

وقال الجنرال مود انه بانتهاء يوم الاربعاء سينتشر 59 مراقبا في دمشق، مؤكدا انه يهدف الى مضاعفة هذا العدد خلال الايام المقبلة مع وصول المزيد من الطائرات التي تحمل الجنود والعربات والمعدات. واضاف quot;اعداد الناس والمعدات الموجودة حاليا على الارض هي تماما كما نريد أن نراها، ولذلك فإن تسريع الوتيرة ومضاعفة العدد والانتشار خلال الايام القليلة المقبلة، هو ما يناسبنا تماماquot;.