فاليري تريرفيلر مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند

تواجه شريكة الرئيس الفرنسي الجديد الصحافية فاليري تريرفيلر مأزقاً مهنياً صعباً، إذ أصبحت مضطرة إلى ايجاد وسيلة لدعم شريكها الرئيس فرانسوا هولاند مع الحفاظ على حياديتها ومهنيتها كصحافية.


بيروت: لم تتوقع الصحافية التي غطت الساحة السياسية الفرنسية لعشرين سنة، أن تصبح يوماً سيدة فرنسا الأولى، وتقول فاليري تريرفيلر شريكة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند quot;أكاد أستغرق في الضحك كلما فكرت في الموضوعquot;.

في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ quot;نيويورك تايمزquot; إلى أن السيدة الأولى لم تتوقع أن ينتهي بها الحال جنباً إلى جنب مع رئيس فرنسي، خاصة عندما وقعت في حب هولاند quot;الرجل الذي لا يكاد يمتلك أي مقومات رئاسيةquot;. كما ملأت المقالات والتحليلات التي تناولت افتقار هولاند إلى مقومات الرئاسة والكاريزما صحف العالم في الفترة الأخيرة.

يشار إلى أن تريرفيلر ليست زوجة هولاند، لكنهما يرتبطان بعلاقة عاطفية ويصفها هولاند بأنها quot;حب حياتهquot;، وسبق وأن تزوجت مرتين في حياتها وانتهى الزواجان بالطلاق.

رفيقة الرئيس الألماني الحالي صحافية أيضاً، وتسكن القصر الرئاسي معه، وبالتالي، فإن وجود حبيبتين وليس زوجتين في قصرين رئاسيين أوروبيين هو quot;مؤشر على مدى تغير النظرة الأوروبية للعائلةquot;.

تقول تريرفيلر quot;في فرنسا، السيدة الأولى ليس لديها صفة رسمية، وليست مناطة بها أي مهام. نظرتي إلى الحياة هي أن لا أطلب أي شيء من هولاند، لأنه ليس أباً لأولادي، وليس عليه إعالتي مادياًquot;.

وكانت تريرفيلر قد صرّحت لصحف فرنسية بأنها لا تزال تفكر في طريقة حياتها القادمة في ظل التغيرات الجديدة، لكن صحفاً فرنسية أخرى مثل quot;إيلquot; نقلت عنها عزمها الاستمرار في عملها الصحافي.

وقد أبدى هولاند ورفيقته بعض المخاوف من إشكالات بروتوكولية مثل زيارة بلدان عربية وإسلامية، حيث إن العلاقات خارج إطار الزواج غير مقبولة هناك، ولذلك فقد برزت في الآونة الأخيرة نداءات في فرنسا وألمانيا بضرورة أن يتزوج كل من الرئيس الفرنسي والألماني عشيقته، إلا أن ذلك لا يبدو أنه سيحصل في القريب العاجل.

وقد أبدت تريرفيلر مخاوفها من فكرة الزواج بالرئيس، وقالت إنها تنظر إلى تجارب سابقة قد لا تكون مشجعة، خاصة أنها quot;ترى نفسها امرأة لامعةquot; بحسب الصحافي لورين بن الذي تابع أخبار هولاند وعشيقته أثناء الحملة الانتخابية.

من جهته، يقول فيليبلابرو، نائب رئيس قناة التلفزيون quot;ديركت8quot; Direct 8 إن فاليري quot;مزيج مثير جداً للاهتمام من الكبرياء والقوة والضعفquot;، مشيراً إلى أنها تهتم للغاية بالحفاظ على هويتها الخاصة، وتحب وظيفتهاquot;.

وظّف لابرو سيدة فرنسا الأولى في العام 2005، بعد فترة قصيرة من دخولها في علاقة عاطفية مع هولاند. ويقول: quot;لم أكن أعرف على الإطلاق أن السيدة تريرفيلر كانت على علاقة بهولاند عندما وظفتها، لكننا اتفقنا مع مدير القناة على أن لا شيء سيمنعها من القيام بواجباتهاquot;.

لكن على الرغم من ارتباطها به، لم تكن تريرفيلر تتوقع أن تصبح شريكة الرئيس الفرنسي، لذلك بدت عليها الصدمة على المسرح يوم الأحد الماضي في بلدة تول عندما كان هولاند يلقي خطاب النصر.

التقت تريرفيلر هولاند في العام 1988، وأصبح الاثنان أصدقاء في عام 1997، عندما كانت تغطي لقاء الحزب الاشتراكي في باريس وتزوجت من زميل له، دينيس تريرفيلر.

وتقول السيدة الأولى: quot;كان هناك شيء أكثر من صداقة بيننا. كنا نتشارك شغف الحياة السياسية، ونتحدث لساعات طويلة على الهاتفquot;، وفقاً لما نقل عنها في كتاب صدر مؤخراً حول السيدات الأوليات في فرنسا.

تصف تريرفيلر، التي تربي ثلاثة أبناء في سن المراهقة وتحاول إبعادهم عن أعين الجمهور، نفسها في المقابلة على أنها امرأة عادية تصارع من أجل التوفيق بين حياتها المهنية والخاصة.

وقالت quot;أعيش المصاعب ذاتها التي تواجهها العديد من الأمهات العاملات، وأشعر بالذنب مثلهن لأني اضطر أحياناً للابتعاد من أجل العملquot;، وتضيف: quot;كنت آخذ إجازة يوم الاربعاء لرؤية أولادي وإعداد طعام الفطور لهم، كما انني رفضت عرضاً بالعمل كمراسلة أجنبية حتى أبقى بجانبهمquot;.

وعلى الرغم من الدفء والوئام بين هولاند وعشيقته الذي يجمع على وجوده كل من يعرفهما، إلا أن خوف تريرفيلر على مستقبلها المهني وطريقة حياتها التي تعودت عليها، تضع أمامها خطوطاً حمراء قد تمنعها من الزواج بهولاند.

تقول تريرفيلر quot;لم أترب على أن أخدم الزوج. بنيت حياتي كلها على فكرة الاستقلاليةquot;.