دمشق: بعد فترة هدوء وجيزة عرفتها مدينة درعا، مهد الثورة السورية، لم تلبث المدينة المنتفضة أن عادت إلى التظاهر والاحتجاج مستغلة وجود المراقبين الدوليين وتجولهم في المدينة. وكان لافتاً أن الاحتجاجات بدأت تتصاعد مؤخراً من مخيم النازحين الفلسطينيين الذي يقع في مدينة درعا، والمعروف عن تداخله الديمغرافي مع السكان السوريين، الأمر الذي أثار حفيظة النظام السوري ومخاوفه من احتمال انخراط الفلسطينيين البالغ عددهم نحو نصف مليون لاجئ في الحراك الشعبي ضده، وما يعنيه ذلك من خسارة ورقة (فلسطين) التي لطالما راهن عليها.

الناشط الفلسطيني أحمد أبو الريش، تم اغتياله أمس، وسرت إشاعات عن أن مختطفيه هم جماعة من الجيش السوري الحر، الأمر الذي نفاه المجلس الوطني السوري تماماً، واتهم باغتياله قوات الأمن السورية.

وفي بيان تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، أدان التيار الوطني السوري المنضوي في المجلس الوطني، اغتيال الناشط الفلسطيني، وجاء في البيان: quot;تلقّى التيّار الوطني السوري، وسائر الأحرار في سوريا، نبأ استشهاد الناشط الفلسطيني أحمد أبو الرّيش، على أيدي رجال النظام السوري القاتل. ففي محاولة مكشوفة لإثارة الفتنة في منطقة حوران بشكلٍ عام، ودرعا بشكلٍ خاصّ، وهي منطقة خالية من التنوّع الطائفي، ولم تقع فيها أيّ فتنة طائفيّة أو عرقيّة يستفيد منها النظام في تمزيق وحدة الصفّ الشعبي ضدّه. عمد النظام السوري إلى خطف الناشط الفلسطيني أحمد أبو الرّيش من مخيّم الفلسطينيين في درعا، واتهم الجيش الوطني الحرّ باختطافه!quot;

وأكد البيان انكشاف المؤامرة التي لفت اغتيال الناشط الفلسطيني، quot;ولقد انكشفت جريمة النظام من تلقاء نفسها، عندما قام فرع فلسطين في المنطقة بتسليم جثمان الشهيد إلى ذويه مذبوحاً، على الطريقة التي بات يعرف القاصي والداني أنَّها الطريقة التي يمارسها النظام المجرم في تصفية معارضيه والانتقام منهمquot;.

وكشف التيار الوطني أن الناشط الفلسطيني كان يسهم في الحراك السوري الشعبي وأحد نشطائه إلى جانب إخوانه السوريين، quot;إنَّ التيّار الوطني السوري، إذ يكبر في الشهيد مساهماته الكبيرة والعالية في الثورة السورية، وإذ يعلن عن أنَّ الثوّار السوريين قد افتقدوا برحيله أحد أهم أبطالهم، ليسأل المولى تعالى له الرّحمة، ولأهله وذويه الصبر والسلوان. وأن ينزل بالمجرمين القتلة المأجورين أقصى العقاب في الدنيا والآخرة. والنصر للثورة السورية المباركة، والرّحمة للشهداء الأحرارquot;.