أدى نشر جريدة وول ستريت خبر قصف تركيا منطقة قرب الحدود لإشعال فتيل النقاش في تركيا حول أخلاق الإعلام.

انقرة: بعد نشر جريدة وول ستريت خبر قيام تركيا بقصف منطقة قريبة من الحدود بطائراتها وقتل أربعة وثلاثين شخصا، بدأ الرأي العام في تركيا مناقشة هذا الخبر ونقل الصحافيون المناقشات الجارية إلى صحفهم.
بدأت الصحافية في جريدة مليات أصلي أيضن تاش باش مقالتها بجملة: (التقرير الذي نشرته صحيفة وول ستريت مخجل لنا جميعاً، ولو لم نخجل منه في البداية فيجب أن نخجل منه الآن)، وتستمر في مقالتها قائلة:
في حين أننا لم نقم بالبحث عن الحدث الذي وقع بالقرب منا...
طائرة تركية تنفذ احدى الغارات
quot;يجب أن نخجل كصحافيين لعدم قيامنا بالبحث في الحدث الذي وقع بالقرب منا، في حين أن جريدة أجنبية قامت بإرسال صحافي لمسافة تبعد آلاف الكيلومترات للتقصي عن مأساة أولودره، وقد قامت الجريدة بتقصي الحقائق من واشنطن ومن أولودره التي وقعت فيها مجزرة أيضاً، وعثرت على ما يجب العثور عليه. أول من يجب أن يخجل هي الحكومة التي تدعي أن الدولة أصبحت ذات شفافية، فلم يتم حتى هذه اللحظة تقديم أي تصريح عن الطائرات التي تسببت في مجزرة أولودره أو تقديم أي معلومة عن النظام الذي تعمل به المخابرات أو عن السلسلة التي تقوم بتقديم الأوامر، ولم تتمكن العائلات في أولودره من النظر إلى الملفات.quot;
البنتاغون يقدم تصريحاً ونحن صامتون..
quot;والجيش...عندما تكون المسألة هي تقديم توضيح عما جرى فإن رئاسة الأركان التي تدعي أنها وفية للديمقراطية، ترى نفسها مسؤولة أمام مراكز القوة وليس الرأي العام. البنتاغون يقدم تصريحاً وهم صامتون. هل من الصعب أن يقوم مسؤول عسكري بتقديم تصريح وأجوبة على الإستفسارات والطريقة التي يعمل بها البرداتور والهرون (الاول هو طائرة أميركية دون طيار والثاني طائرة إسرائيلية الصنع)، إلى جانب المراحل التي تم المرور بها حتى اتخاذ القرار كما هو الحال في أي بلد حضاري؟ جريدة وول ستريت كتبت ما حدث واكتشفنا أن المعلومات جاءت من الولايات المتحدة، كما أننا تعرفنا إلى الطريقة التي يعمل بها النظام، إلا أن الأميركيين خرجوا من الصورة بعد ظهور المشاهد، ولا يعلم أحد عما حدث عقب ذلك.quot;
دميرتاش : الصحافيون على علم ولكنهم لا يفصحون..
أفاد صلاح الدين دميرتاش، زعيم حزب السلام والديمقراطية، الذي له شعبية كبيرة في المناطق الكردية بخصوص هذا الموضوع قائلاً :
quot;الصحافيون على علم، إلا أنهم لا يتحدثون..أنا أعلم أن هناك صحافيين مقربين من الحكومة ويعلمون بما حدث ولا يكتبون أي شيء عنه.الصحافيون على دراية أكثر بما حدث من الوزراء أنفسهم، إلا أنهم لا يودون الحديث عن الموضوع حتى لا يضعف وجود حزب العدالة والتنمية.quot;
وردود الأفعال الرسمية
تباينت ردود الافعال للمسؤولين الرسميين في الحكومة التركية تجاه التقرير الذي تم نشره في وال ستريت جورنال. ووجه معظم المسؤولين الاتراك انتقادات إلى تقرير الصحيفة، مدعيا أن المعلومات الواردة في الصحيفة لا تستند الى المعلومات الصحيحة وهناك أشياء متناقضة.
وأفاد رئيس لجنة التحقيق البرلمانية لحقوق الإنسان ايهان سفر إن الخبر ضعيف ومتناقض قائلا إن الصور موجودة عنده ولا نشك فيها أبداً مشيرا إلى أن مصادر الصور موجودة أيضًا. واستطرد اوستون قائلا: quot;هذه المعلومات التي أوردتها الصحيفة الاميركية قد تكون نشأت من الادعاءات والاشاعات. ولم تكن هناك تصريحات رسمية تفيد بأن المخابرات التركية تلقت صورا من الطائرات الأميركية دون طيار بل اننا اخذنا هذه الصور من طائرات هيرون التي اشتريناها من اسرائيل. كانت الطائرات التركية بدون طيار قد بدأت بالفعل التقاط الصور قبل تسع ساعات من ارسال الطائرات الاميركية بدون طيار صورا الى الطرف التركيquot;.
وأفاد نائب رئيس الوزراء التركي بكير بوزداغ بأن الاخبار والمعلومات المورودة في الصحيفة الاميركية ليست مؤكدة مذكرا انه لم يدل لا المسؤولون الاميركيون ولا الاتراك أي تصريحات رسمية بهذا الشان. وقال بوزداغ إن النقاش ما زال يدور حول الموضوع وان التحقيق الاداري قد بدأ من قبل رئاسة الاركان وبدأ التحقيق العدلي أيضا، مشيرا الى ان التحقيقات ستسلط الضوء على النقاش الدائر حول هذا الموضوع.
ومن أهم الاسماء داخل حزب السلام والديمقراطية حسيب قبلان وجه انتقادات لاذعة الى حكومة حزب العدالة والتنمية والجيش كما ادعى ان مصادر الاستخبارت التركية غير وطنية بل تعتمد على الخارج، وأن هذه النقطة بالتحديد هي التي تكمن وراء معظم المشاكل في تركيا. وقال قبلان إن التصريحات الرسمية تنفي التقارير التي قدمت وزارة الدفاع الى اللجنة البرلمانية لحقوق الإنسان، مستندا إلى المعلومات التي أخذتها من رئاسة الاركان التركية.

وأكد قبلان انه يفهم من تقرير جريدة وال ستريت جورنال ان الاستخبارات قد اتت من الولايات المتحدة في الوقت الذي كانت الاوامر من الحكومة التركية. وافاد قبلان أنه على السلطات القضائية ان تفتح تحقيقا تشمل المسؤولين الذين أعطوا أوامر لقصف المدنيين الابرياء في القوات الجوية التركية بمن فيها الطيارون.