إيران تصرّ على تخصيب اليورانيوم رغم مطالب المجتمع الدولي

تضاءلت الآمال حول استعداد ايران لتخفيض تخصيب اليورانيوم، بعد أن انتهت محادثات 5+1 في بغداد من دون أي نتائج تذكر، وقال رئيس وكالة الطاقة الذرية الايرانية فريدون عباسي إن ايران تخصب اليورانيوم وفق احتياجاتها، ولن تطلب موافقة من أحد للقيام بذلك.


لندن: انتكست الآمال التي عُقدت مؤخرا على استعداد ايران للتوصل الى حل وسط مع القوى الدولية بشأن برنامجها النووي بعد ان انتهت محادثات 5 + 1 في بغداد دون أن تتمخض عن نتائج يُعتد بها.

وشدد المسؤولون الايرانيون لهجتهم هذا الاسبوع قائلين إن الجمهورية الاسلامية لن توقف تخصيب اليورانيوم أو تخفضه الى اقل من 20 في المئة التي يقول الغرب إنها الحافة التي يمكن عندها رفع نسبة التخصيب لإنتاج سلاح نووي.

وكان مطلب القوى الدولية في بغداد تركز على تجميد تخصيب اليورانيوم ولكن ايران رفضت ودخلت المحادثات طريقا مسدودا.

ودعا رجال دين محافظون ومنظمات طلابية وصحف مؤيدة للمحافظين في ايران الى انسحاب طهران من المحادثات المقرر استئنافها في موسكو في 18 حزيران (يونيو) بمشاركة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد المانيا.

وقال رئيس وكالة الطاقة الذرية الايرانية فريدون عباسي في مؤتمر صحافي يوم الأحد ان ايران تخصب اليورانيوم وفق احتياجاتها، ولن تطلب موافقة من أحد للقيام بذلك. وأكد عباسي quot;ان الوفد الايراني المفاوض لن يتزحزح عن موقفه إذا استمر الجانب الآخر في الحديث بهذه الطريقةquot;.

كما أعلن عباسي أن إيران ستبني محطتين نوويتين أخريين في عام 2013. وتراجع عن إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق الذي كان سبب التفاؤل قبل محادثات بغداد. وكانت الوكالة الدولية أعلنت ان ايران ستتيح للمفتشين الدوليين زيارة موقع بارتشين العسكري، الذي قالت الوكالة ان انشطة نووية مريبة تجري فيه. وقال عباس ان ايران لن تسمح للمفتشين بدخول الموقع إلا إذا قدمت الوكالة وثائق تثبت انه اجرى أنشطة ممنوعة.

وكتب حسين شريعة مداري، مستشار المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، افتتاحية يوم السبت قال فيها ان استمرار ايران في تواصلها مع القوى الدولية، لن يخدم quot;إلا حاجة العدو الى المفاوضاتquot; وسيكون من الأفضل ان تقاطع ايران محادثات موسكو وأي محادثات لاحقة.

ويقول حتى سياسيون ومحللون معتدلون إن على ايران ألا تتنازل وأن تفرض اعتراف الغرب بها قوة نووية لأغراض سلمية، كما جاء في افتتاحيات صحف ايرانية محلية.

وكتب الدبلوماسي الإصلاحي محمد صادق خرازي في صحيفة quot;شرقquot; إن على الغرب بدلا من تشديد الضغط على ايران بلا طائل quot;ان يعترف بمكانة ايرانquot;.

وتؤشر الخطابية الجديدة إلى ابتعاد عن موقف ايران خلال الأسابيع التي سبقت مفاوضات بغداد عندما خفف المسؤولون الايرانيون من حدة تصريحاتهم وحتى اشاروا الى امكانية الاتفاق على حل توافقي وسط تخفيض ايران في اطاره نسبة التخصيب الى 5 في المئة مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية القاصمة التي فرضها الغرب.
ويؤكد التغير المفاجئ في اللهجة، سعة البون بين مطالب ايران ومفاوضي القوى الدولية الست. كما يشير الى خيبة أمل ايران لأن محادثات بغداد لم تسفر عن تخفيف العقوبات.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن الخبير في الشؤون الايرانية في جامعة دينفر الاميركية نادر هاشمي quot;ان ايران تريد جدولا زمنيا واضحا لحل هذا النزاع والافلات من وضع اقتصادي كارثي، ولا دافع لديهم غير ذلكquot;.

ويتركز مقترح المجتمع الدولي لايران على تجميد تخصيب اليورانيوم وتصدير مخزونها الحالي الى بلد ثالث والسماح للمفتشين الدوليين بزيارة منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض. وبالمقابل تتسلم ايران قطع غيار لطائراتها المدنية ومساعدة لتطوير تطبيقات غير عسكرية في استخدام الطاقة النووية.

ويشعر الايرانيون الاعتياديون بخيبة أمل لفشل المحادثات وينحي البعض باللائمة على النظام لرفضه وضع مصلحة البلد والشعب فوق مصالحه الخاصة، فيما يحمِّل البعض الآخر الغرب مسؤولية الفشل.
وأبدى كثير من الايرانيين قلقهم من استمرار العقوبات وما يترتب عليها من ضائقة اقتصادية ومعاناة معيشية. وشهدت العملة الايرانية تقلبا بعد المحادثات مباشرة وانخفض سعر الريال الايراني مقابل الدولار في سوق العملات غير الرسمية.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن موظفة في وزارة الثقافة قولها quot;ان مستقبلنا يبدو قاتما الآن وان هذه المفاوضات لن تصل الى أي نتيجة لأن موقف حكومتنا موقف ايديولوجي وليس براغماتيا والغرب ايضا ليس عادلاquot;.