صار المغربي الانكليزي محمد صبيحي أول مسلم ينافس تحت العلم البريطاني في ألعاب الأولمبياد. ولأن هذه المناسبة التاريخية تتصادم مع صوم رمضان، فقد قرر كفّارة إفطاره الشهر بإطعام 1800 من فقراء موطن أبيه.


محمد صبيحي انكليزي من أصل مغربي، حقق حلم حياته عندما اختير للانضمام الى صفوف المنتخبات الأولمبية البريطانية ضمن فريق التجذيف، وصار بذلك أول مسلم يحظى بهذا الشرف. على أنه واجه فورًا مشكلة أن المنافسات تتصادم مع شهر رمضان وأن الصوم سيجرده من أهم سبله الى الفوز وهي الطاقة العالية.

صبيحي أثناء التدريبات

ونقلت laquo;ميل اون صندايraquo; البريطانية عن صبيحي (24 عامًا) قوله إنه فكر أولا في تأجيل صيامه و قضائه في فترة ما بعد الألعاب. وعندما شاور إمام مسجد بهذا الشأن، قال له هذا المفتي إن خيار التأجيل والقضاء يعني أنه سيلزم نفسه بصوم شهر كامل عن كل يوم يفطره. وبعبارة أخرى فإن بوسعه تأجيل رمضان كاملاً لكن كفّارته ستستغرق سنوات من الصوم.
وراح صبيحي يبحث عن مخرج آخر من مشكلته الى أن سمع بقصة حارس مرمى المنتخب القومي المغربي سابقًا والمدرّب الكروي، بادو زكي، الذي لم يصم رمضان طوال سنوات انخراطه في صفوف laquo;ريال مدريدraquo; الاسباني. وكان، على سبيل كفّارة إفطاره، يعود الى المغرب فيطعم آلاف الفقراء.

فطلب صبيحي الى أحد أقربائه في طنجة - موطن أبيه - أن يستفتي علماءها المسلمين في الأمر. فأتاه الجواب أن بوسعه إطعام ستين مسكينًا عن كل يوم يفطره. وهكذا - وفقًا للصحيفة - فسيتيح حلم الذهب الأولمبي في لندن 2012 وجبات مجانية لـ1800 مغربي يعيشون في الفقر.

وسيدفع صبيحي ثمن هذه الوجبات ألفي جنيه أو 3200 دولار على دفعتين متساويتين. وستكون الأولى لجمعية Walou4us (لا شيء لنا) التي تعنى برفاه الأطفال المشردين في المغرب، والثانية لأسرته فتتكفل بإطعام قرابة ألف فقير نيابة عنه.

يذكر أن صبيحي واحد من نحو ثلاثة آلاف رياضي مسلم يشاركون في اولمبياد لندن وسيتعاملون مع صيام رمضان بشتى الوسائل، كلٌ على نحوه. وتبعًا لمنظمي الألعاب فقد اتُخذت كل الإجراءات التي طلبها اولئك الذين يعتزمون الصوم بما فيها السحور في القرية الأولمبية وأن تكون وجبة الإفطار متوفرة على المائدة مع أذان المغرب أينما كان المنافس الصائم.
ويقول صبيحي: laquo;القرار الذي اتخذته يناسبني تماما وأنا محظوظ لأنني قادر على الكفّارة بالزكاة. واتصور أن غيري قرر فعل الشيء نفسه لأنه قادر على ذلك، وأن آخرين سيسيرون على طريق مختلف... كلٌ وقرارهraquo;.

وصبيحي من أم انكليزية نشأ في ضاحية سيربتون اللندنية، مقاطعة ساري. فاكتشف موهبته في التجذيف، وهو في الخامسة عشرة من العمر، أحد laquo;كشّافة الرياضيينraquo; عندما كان يزور مدرسته في المنطقة. ومهد هذا الأخير الطريق له لدراسة العلوم الرياضية في كلية سنت ميري الجامعية في تويكينهام اللندنية.

ويقول صبيحي إنه صام شهرًا في 2010 بغرض معرفة الأثر الذي يحدثه هذا في جسد الرياضي، فكان مدهشًا حقًا. ويقول: laquo;وزني عادة حوالي 105 كيلوغرامات. وكنت التهم وجبة هائلة في السحور على أمل أن تمدني بالطاقة لبقية اليوم. ولكن بحلول المساء كنت أفقد نحو 11 رطلاً بأكملها. هذا لا يتفق مع متطلبات المنافسة الشرسة في الأولمبياد، ولهذا قررت الزكاة بدلاً من الصومraquo;.