انهيار الأمن في ليبيا سيؤدي الى كثرة تهريب الأسلحة

حذّرت أماندا دوري، نائبة وزير الدفاع الأميركي وأبرز المعنيين بالسياسة الأفريقية من تداعيات انهيار الأمن في ليبيا، والتي ستؤدي الى تدفق للمسلحين والأسلحة الى مناطق أخرى، وخلق فرصة للقاعدة في المغرب الاسلامي.



القاهرة: حذر أبرز مسؤول معني بالسياسة الأفريقية في وزارة الدفاع الأميركية من أن انهيار الأمن في ليبيا سمح بحدوث تدفق كبير للمسلحين والأسلحة إلى مناطق أخرى مضطربة شمال القارة.

وأوردت في هذا السياق صحيفة quot;واشنطن تايمزquot; الأميركية عن نائبة مساعدة وزير الدفاع الأميركي، أماندا دوري، قولها:quot; تسبب تدفق المسلحين والأسلحة الليبية في خلق فرص للقاعدة في المغرب الإسلامي لبث الفوضى وإنشاء ملاذات آمنة جديدة وموسعةquot;.

وخلال حديثها في مؤتمر أقيم تحت رعاية المركز الأفريقي للدراسات الإستراتيجية قبل أيام قليلة، ركزت دوري في حديثها على الوضع المضطرب في مالي، حيث نجحت قوات الجيش المتمردة والمسلحون الإسلاميون في فرض هيمنتهم على جزء كبير من البلاد.

وجاءت تلك التطورات لتبرز اهتمام أميركا العسكري المتزايد بالأحداث التي تشهدها القارة السمراء، في الوقت الذي بدأ ينفذ فيه البنتاغون استراتيجية للتصدي للمتمردين والجماعات الإرهابية المنتشرة في جميع أنحاء القارة. ووفقاً لما ورد بتقييم التهديد العالمي للعام 2012 الخاص بأجهزة المخابرات الأميركية، فإن الجماعات الإرهابية الموجودة في أفريقيا مثل الشباب في الصومال والقاعدة في المغرب الإسلامي في الجزائر وبوكو حرام في نيجيريا سوف تتجاوز بقايا تنظيم القاعدة quot;الأساسيquot; في باكستان، من حيث التهديدات التي تطال المصالح الأميركية، كما ستسعى الى الاستحواذ على فرص لضرب أهداف غربية في المناطق التي تنشط فيها.

وعاودت دوري لتقول إنه ولمواجهة ذلك التهديد، يعمل البنتاغون حالياً بصورة وطيدة مع وزارة الخارجية وعشر دول أخرى شريكة لبناء قدرات تعنى بمواجهة الإرهاب إقليمياً.

وأضافت في تلك الجزئية قائلةً :quot;التعاون الإقليمي وتقاسم المعلومات بين الجيوش سيكونان أكثر أهمية من ذي قبل في الوقت الذي نتصارع فيه مع تحديات ذات صلة بتدفق الأسلحة والأشخاص من ليبيا إلى مناطق المغرب العربي والساحل الأكبر في المساحةquot;.

وتابعت الصحيفة بلفتها إلى الإستراتيجية التي يسعى من خلالها البنتاغون إلى تعميق الشراكات الأمنية مع الدول الأفريقية والمنظمات الإقليمية لمواجهة التهديدات والتحديات.

وقالت دوري: quot;تتلاقى مصالح الولايات المتحدة وأفريقيا في عدة جوانب هامة. وتكون الولايات المتحدة أكثر أماناً حين يكون أصدقاؤنا وحلفاؤنا حول العالم في أمانquot;. ولفت كذلك مسؤولون من وزارة الدفاع الأميركية إلى الأمر الذي أصدره مؤخراً الرئيس باراك أوباما بخصوص أفريقيا وطالب فيه بالتركيز على تقوية المؤسسات الديمقراطية وحفز الاستثمار والنمو الاقتصادي وتعزيز التطوير ودفع السلام والاستقرار.


وأشارت الصحيفة إلى أن التعليقات التي أدلت بها دوري بهذا الخصوص كانت الأولى التي يدلي بها أي مسؤول من وزارة الدفاع بشأن السياسة والإستراتيجية الجديدة في أفريقيا. وأكدت دوري أن تلك الإستراتيجية تدعو الولايات المتحدة الى الاستفادة من خبراتها في مجال أمن الحدود وأمن الطيران والبحرية وأمن الإنترنت والصفقات المالية، لمواجهة التحركات غير الشرعية للأشخاص والأسلحة والمخدرات والأموال.


وأضافت: quot;سوف نركز جهودنا على تعطيل وتفكيك ومن ثم في الأخير هزيمة القاعدة، والفروع التابعة لها، والأنصار المؤيدين لها في القارة الأفريقية وغيرها من الأماكنquot;.


من جانبه، قال بيتر فام، مدير مركز مايكل أنصاري لأفريقيا التابع لمجموعة التفكير الأميركية quot;أتلانتيك كاونسلquot;، إن الإستراتيجية الجديدة تعتبر في واقع الأمر استمراراً لمجموعة منوعة من البرامج بدأها الرئيسان بيل كلينتون وجورج بوش من أجل تعميم ونشر القدرات والإمكانات العسكرية وعمليات حفظ السلام في القارة الأفريقية.