صورة مركبة لمحمد مرسي (يمين) وأحمد شفيق

يترقب المصريون نتائج أول انتخابات رئاسية منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك التي كانت مقررة اليوم الخميس بعد تأجيل موعدها كما أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية حاجتها إلى مزيد من الوقت للنظر في الطعون.


القاهرة: أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية في مصر مساء الاربعاء تأجيل موعد إعلان نتائج الانتخابات المقرر غدا الخميس، الى موعد لم تحدده وذلك لحاجتها الى quot;مزيد من الوقتquot; للنظر في الطعون، بحسب ما افاد مصدر رسمي.

وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط ان اللجنة quot;قررت (...) تأجيل إعلان نتيجة جولة الاعادةquot; في الانتخابات الرئاسية الى حين استكمال النظر في الطعون المقدمة.

وقالت اللجنة الانتخابية في بيانها quot;قررت اللجنة الاستمرار في نظر طعون المرشحين واستكمال فحصها (...) وهو ما يتطلب مزيدا من الوقت قبل إعلان النتيجة النهائيةquot; للانتخابات.

واوضحت اللجنة ان الطعون المقدمة quot;تزيد عن 400 طعنquot; وابرزها من وجهة نظر محامي المرشحين quot;وجود عدد غير قليل من بطاقات الاقتراع في الصناديق تزيد او تقل عن عدد الناخبين الحاضرين في اللجان (...) وما تردد عن تصويت بعض المتوفين وتكرار التصويت من بعض الناخبين وتوجيه الناخبين (...) وعبث بالعديد من بطاقات الاقتراع عقب طباعتهاquot; وقبل وصولها للقضاة المشرفين على الانتخابات.

وتتواصل في ميدان التحرير في القاهرة التظاهرات المطالبة بإسقاط الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري الحاكم. كما بدأ الآلاف إعتصاما مفتوحا للضغط من أجل إلغاء الإعلان وتسليم السلطة كاملة إلى الرئيس المنتخب.

ودعا quot;مجلس أمناء الثورةquot; في مصر إلى اعتصام مفتوح في ميدان التحرير وميادين المحافظات حتى تسليم السلطة للرئيس المنتخب. كما دعا المجلس القوى الثورية والسياسية وشباب الألتراس إلى تناسي كل الخلافات السياسية والفكرية والتوحد خلف هدف واحد وهو تسليم السلطة كاملة للرئيس المنتخب انتخابا حرا من الشعب المصري.

وأعرب المجلس ndash; في بيان اصدره الاربعاء- عن قلقه البالغ على مستقبل البلاد خاصة بعد ما وصفه بـquot;الإجراءات غير القانونية والمخالفةquot; لكل الأعراف الديمقراطية التي أجمع عليها العالم الحر، والتي quot;انتزعها لنفسه المجلس العسكري دون وازع من ضمير أو استناد لشرعية دستورية أو ثوريةquot; بحسب البيان، في إشارة إلى منح المجلس العسكري سلطة التشريع لنفسه في الإعلان الدستوري المكمل بعد قرار حل البرلمان.

ويتألف مجلس امناء الثورة من مجموعة من الشخصيات العامة سميت بـ quot;الحكماءquot;، وعدد من شباب الثورة، وقد تأسس في فترة ثورة يناير، ومن أهم أعضائه: صفوت حجازي ومحمد البلتاجي وعبدالله الأشعل، وعدد من شاب الثورة.

ومن جانبها،شددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء على ضرورة ان يسلم المجلس العسكري في مصر السلطة الى الفائز في اول انتخابات رئاسية في البلاد منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في شباط/فبراير 2011.

وجاء اعلان تأجيل النتائج فيما يترقب المصريون نتائج اول انتخابات رئاسية منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك الذي دخل في غيبوبة وكان الأربعاء في مستشفى تابع للقوات المسلحة نقل اليه على عجل ليلة الثلاثاء الاربعاء من مستشفى سجن طره في القاهرة التابع لوزارة الداخلية.

وكان من المقرر ان تعلن اللجنة الانتخابية الخميس في مؤتمر صحافي نتائج الدور الثاني الحاسم من الانتخابات الرئاسية التي نظمت يومي 16 و17 حزيران/يونيو بعد فحص الطعون التي قدمها مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي ومنافسه آخر رئيس وزراء في عهد مبارك احمد شفيق. واعلن كل من المرشحين انه الفائز.

وكان مبارك (84 عاما) نقل مساء الثلاثاء من مستشفى سجن طره جنوب القاهرة الى مستشفى قريب تابع للقوات المسلحة، وقد دخل في غيبوبة ووضع تحت جهاز التنفس الاصطناعي، بحسب ما ذكرت مصادر طبية وعسكرية ليلا لوكالة الأنباء الفرنسية.

وقال مصدر طبي ليل الثلاثاء الاربعاء quot;انه لم يتوف سريرياquot; كما اعلنت قبيل ذلك وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية. واعلنت القناة العامة للتلفزيون ليلا انه سيتم اصدار بلاغ quot;قريباquot; عن الوضع الصحي للرئيس السابق الذي اصيب بجلطة في المخ.

ولم يصدر أي بلاغ حتى مساء الاربعاء. وصحة مبارك التي كانت من الاسرار خلال فترة رئاسته هي موضع العديد من التخمينات والانباء المتضاربة منذ الاطاحة به تحت ضغط انتفاضة شعبية في شباط/فبراير 2011.

ويشتبه الكثير من المصريين في ان الامر لا يخلو من التلاعب بغرض استدرار العطف حيال الرئيس السابق كمقدمة لتخصيصه بمعاملة مميزة، غير ان الكثيرين من بينهم يرون انه اصبح جزءا من الماضي. وقال احسان وهو متعاطف مع الاسلاميين quot;مبارك اصبح من الماضي بالنسبة الينا. يجب ان ننظر الى الامام ونهتم بالتحديات التي نواجههاquot;.

وتدهورت صحة مبارك خصوصا بعد ايداعه السجن قبل اكثر من اسبوعين، واشارت مصادر امنية الى اصابته بانهيار عصبي حاد وصعوبات في التنفس وتوتر شديد. وطلبت اسرته نقله الى مستشفى خارج السجن كما كان الحال قبل الحكم عليه في الثاني من حزيران/يونيو بالسجن المؤبد لمسؤوليته في مقتل مئات المتظاهرين ابان الانتفاضة على نظامه في بداية 2011.

واعلنت وزارة الداخلية الاربعاء ان نجلي مبارك جمال وعلاء أعيدا الى السجن بعد مغادرة والدهما مستشفى سجن طره حيث كانا يرافقانه ويقيمان معه في مستشفى السجن بناء على توصية اطباء. وجاءت تطورات الوضع الصحي لمبارك في مناخ من التوتر والشك بشأن quot;الريسquot; الجديد.