البروفيسور بيتر هيغز

قال البروفيسور البريطاني بيتر هيغز الذي أدت نظريته الى اكتشاف بوزون هيغز انه لا يملك ادنى فكرة عن التطبيقات العملية للجسيم، لكونه لا يدوم إلا لفترة قصيرة جدا.


لندن: اعترف الفيزيائي البريطاني الذي أدت نظرياته إلى اكتشاف بوزون هيغز بأنه ليست لديه quot;أدنى فكرةquot; عن التطبيقات العملية التي يمكن أن يمتلكها هذا الجسيم.

وقال البروفيسور بيتر هيغز إن حياة ما يُسمى quot;جسيم الربquot; الذي يشكل لبنة بناء الكون لا تدوم إلا لجزء من ثلاثة ترليونات جزء من الثانية.

ورفض هيغز الإجابة عن السؤال عما إذا كان اكتشاف الجسيم يثبت عدم وجود الله قائلا إن تسمية quot;جسيم الربquot; كانت نكتة أطلقها أكاديمي آخر حين وصفه بـ quot;ذلك الجسيم لعنة الله عليهquot; لصعوبة العثور عليه.

وكان هيغز البالغ من العمر 83 عاما يتحدث في أول لقاء مع وسائل الإعلام منذ اكتشاف بوزون هيغز قبل أيام في صادم هادرون الكبير في جنيف.

ويساعد بوزون هيغز في تفسير الكتلة التي تكتسبها الجسيمات الأساسية المكونة للذرة، وهي خاصية تتيح للجسيمات الإرتباط في ما بينها وتكوين نجوم وكواكب بدلاً من الانطلاق عشوائيا في الفضاء بسرعة الضوء.

وقال هيغز الذي كان يتحدث في جامعة أدنبرة الاسكتلندية، حيث نشر نظريته عن وجود جسيم بوزون في عام 1964، إن الجسيم لا يبقى إلا برهة قصيرة جدا قد تكون جزءا من 3 ترليونات جزء من الثانية. وأضاف quot;لا أعرف كيف يمكن تطبيق ذلك على أي شيء ذي فائدةquot;.

وأوضح هيغز أن العلماء يلاقون صعوبة في إيجاد فائدة في جسيمات تدوم حياتها فترة أطول بكثير من بوزون هيغز قبل أن تتحلل. وأضاف أن بعض الجسيمات التي تدوم حياتها جزء من مليون جزء من الثانية أو نحو ذلك تُستخدم في التطبيقات الطبية.

وقال البروفيسور هيغز quot;أما كيف يمكن أن يكون هناك تطبيق لهذا الشيء الذي يعيش حياة قصيرة جدا فليس لدي أي فكرةquot;.

ولكن صحيفة الديلي تلغراف، نقلت عن آلن ووكر زميل هيغز في كلية الفيزياء والفلك في جامعة أدنبرة أن اكتشاف الإلكترون أيضا اقترن بمثل هذا الغموض واللايقين.

وقال هيغز إن إيمانه لم يتزعزع قط بأن وجود quot;جسيم الربquot; سيتأكد طيلة السنوات الثماني والأربعين، التي مضت منذ نشر فكرته التي قوبلت بالشك في الوسط العلمي.

وأشار هيغز إلى انه في البداية لم يعتقد أن الجسيم سوف يُكتشف في زمن حياته وأكد انه تلقى اتصالا من البروفيسور المعروف ستيفن هوكنز الذي خسر مئة دولار، عندما راهن على عدم وجود الجسيم مع عالم آخر.

ولم يظهر على هيغز ما ينم على التباهي أو الشماتة بل قال بتواضع العالِم quot;من اللطيف أن يكون المرء مصيبا بعض الأحيانquot;. وأضاف أنه من غير المعهود أن يحمل جسيم اسم عالم واقترح أن تعاد تسميته بحرف ايتش H فقط.

واتضح أن هيغز احتفل باكتشاف الجسيم الذي أُطلق عليه اسمه بعلبة بيرة، ولكن من المتوقع أن ينال جائزة أكبر من علبة بيرة هي جائزة نوبل للعلوم.

وتواجه لجنة نوبل مأزقا في هذا الشأن، لأن هناك خمسة علماء أحياء أسهموا في تحقيق هذا الإختراق العلمي، ولكن جوائز نوبل العلمية تُمنح تقليديا إلى ثلاثة أشخاص في أقصى الأحوال.

ورفض البروفيسور التعليق على الرأي الداعي إلى التساهل في هذا التقليد قائلا إن الأمر عائد إلى اللجنة نفسها.

وقال البروفيسور هيغز إن وجود هذا الجسيم يتسم بأهمية بالغة لفهم الطريقة التي تعمل بها النظرية في عناصرها الأخرى، بحيث كان من الصعب عليه أن يصدق أن الجسيم قد لا يكون موجودا.

وأشار إلى أنه لولا تطور التكنولوجيا وبناء آلات ذات طاقة عالية لتأخر اكتشاف الجسيم إلى ما بعد مماته.

وقال البروفيسور هيغز ان الحكومة البريطانية لا تستثمر موارد كافية في العلم ولكن جامعة ادنبرة اعلنت تخصيص 750 الف جنيه استرليني كبداية لإنشاء مركز جديد باسم مركز هيغز للفيزياء النظرية.

وقال أستاذ الفيزياء الرياضية ريتشارد كينواي إن بوزون هيغز هو quot;القطعة الأخيرة لحل اللغزquot; في فهم الجسيمات الأساسية ولكن هذه الجسيمات لا تشكل إلا 4 في المئة من مادة الكون.