حجاب برفقة أفراد من الجيش السوري الحر في درعا

القاهرة: تفاصيل مثيرة أحاطت بواقعة انشقاق رئيس الوزراء السوري السابق، رياض حجاب، خاصة وأن تلك العملية بدأت بخداعه لمرافقيه مساء يوم الأحد الماضي، حين أخبرهم بأنه سيتناول وجبة الإفطار في منزل شقيقه في العاصمة السورية دمشق.

وأشار مرافقوه إلى ذلك الخداع الذياستمر على مدار 48 ساعة، حيث اختبأ في بيوت آمنة في إحدى المدن السورية الحدودية، مع استمرار القصف المدفعي في الخارج، بينما جعل العالم بأسره وكذلك النظام في سوريا يعتقدون أنه قد هرب بالفعل.

وبعد يومين من إصدار الثوار ومتحدث باسم حجاب مجموعة تقارير تؤكد خبر انشقاقه وسفره إلى الأردن، أعلنت الحكومة الأردنية بعد ظهر يوم أمس أن حجاب وأسرته الكبيرة تمكنت في حقيقة الأمر من عبور الحدود والقدوم إلى هناك صباح أمس.

وفي مقابلات أجريت معهم يوم أمس الأربعاء، وصف الثوار والمتحدث باسم حجاب ذلك التشويش الذي أحاط بعملية انشقاقه بأنه تطور مقصود وفعّال في مؤامرة متطورة تم تنظيمها من جانب الجيش السوري الحر من أجل خداع النظام الحاكم في سوريا.

وفي المقابلة التي أجريت معه من إحدى الفنادق في العاصمة الأردنية عمان، قال محمد عطري وهو المتحدث باسم حجاب: quot;بسبب إعلان خبر الانشقاق، قلّ القصف، وكذلك قلّت يقظة السوريين. فالشيء الأهم هو أن رئيس الوزراء، أو رئيس الحكومة، قد انشق، بغض النظر عن التوقيت الذي وصل فيه إلى الأراضي الأردنيةquot;.

واعتبرت في هذا السياق صحيفة واشنطن بوست الأميركية أنه ومع وصول حجاب إلى هناك، فقد بات رسمياً أبرز مسؤول حكومي سوري يبتعد عن المحاولات التي يبذلها الرئيس بشار الأسد من أجل سحق الثورة المدنية المطالبة برحيله عن السلطة.

وأعقبت الصحيفة بتأكيدها أن انشقاقه جاء ليرفع الروح المعنوية للمجموعات الثورية داخل وخارج البلاد، وتسبب كذلك في إثارة تكهنات بأن حجاب قد يظهر باعتباره مرشحاً توافقياً لقيادة الحكومة الانتقالية في حال سقط نظام الأسد في الأخير.

هذا ولم يكشف الأردن، الذي لطالما كافح من أجل تجنب إثارة غضب جارته الشمالية الأكثر قوة، عن أي تفاصيل متعلقة بهروب حجاب، باستثناء تأكيد خبر وصوله هو وعائلته في الساعات الأولى من صباح أمس وأنهم يتواجدون في مكان آمن في عمان.

هذا وقد سبق للمملكة الأردنية الهاشمية أن أدارت وجهها لجيرانها في السابق، ومنحت من قبل حق اللجوء لمنشقين آخرين. حيث سبق لها عام 1995 أن استقبلت حسين كامل المجيد، وهو جنرال عراقي وزوج لإحدى بنات الرئيس الراحل صدام حسين، الذي جلب معه كشوفات عن برنامج العراق الخاص بالأسلحة البيولوجية.

وقد قتل كامل خلال عملية تبادل لإطلاق النار استمرت على مدار 13 ساعة في العام الذي تلا عودته من الأردن إلى العراق بعد حصوله على ضمانات بأنه سيصفح عنه.

وعاود عطري ليقول إن حجاب وزوجته وأبناءه يقيمون في أماكن خصصها لهم الديوان الملكي الأردني وأن باقي أفراد الأسرة يتواجدون في بيوت آمنة في العاصمة عمان. وأشار في السياق نفسه إلى أن رئيس الوزراء السابق يُقيِّم حالياً الموقف وسوف يعلن في خلال أيام ما إن كان سيبقى في الأردن أم سيتوجه الى بلد آخر كقطر أو تركيا.

هذا وقد اندلعت يوم أمس اشتباكات عنيفة بين الثوار والجنود النظاميين في حي صلاح الدين في حلب، العاصمة التجارية لسوريا وأكبر مدنها من حيث المساحة، في الوقت الذي تستخدم فيه القوات الحكومية صلاح الدين كطريق عبور لوسط المدينة.

وفي مقابلة أجراها مع الصحيفة بواسطة برنامج quot;سكايبquot;، قال محمد سعيد وهو أحد الناشطين المتواجدين في حلب: quot;تُستَخدم كل أنواع الأسلحة في حي صلاح الدينquot;.

فيما أشارت وكالة الأنباء التركية من جهتها إلى أن ما لا يقل عن 2400 سوري عبروا الحدود إلى داخل تركيا بين عشية وضحاها. وأوضح وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، لدى زيارته معسكر للاجئين افتتحه الأردن الأسبوع الماضي، أن 600 سوري تمكنوا من عبور الحدود إلى داخل البلاد في الليلة السابقة وحدها.