يقول السودان إنه سيسمح لوسائل الإعلام بالدخول لمناطق تشهد معارك، لكنه أكد في الوقت ذاته ان بعض القيود ستفرض كونها ضرورية من أجل امن البلاد.


الخرطوم: وعد مسؤولون سودانيون كبار الاثنين الصحافيين بتسهيل دخولهم الى ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق لكنهم اكدوا في الوقت نفسه ان بعض القيود ضرورية من اجل امن البلاد.

وتفرض السلطات السودانية رقابة شديدة على دخول المراسلين والدبلوماسيين والعاملين في مجال المساعدات الانسانية منذ بدء تمرد الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال في جنوب كردفان في حزيران/يونيو من العام الماضي، ثم في النيل الازق في ايلول/سبتمبر.

وفي منطقة دارفور (غرب) التي تشهد اعمال عنف مستمرة منذ بدء حركة تمرد قبل تسع سنوات، يتوجب على الصحافيين الحصول على تصاريح خاصة لزيارة الاقليم لكن هذه التصاريح نادرا ما تمنح.

وقال نائب الرئيس الحاج آدم يوسف في اجتماع مع صحافيين اجانب quot;نحن مستعدون لتنظيم رحلات لكم الى جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفورquot;.

مقاتل سودان

وقال المراسلون الذين يحتاجون الى تصريح للسفر خارج الخرطوم، انهم يواجهون صعوبة في ذلك وفي تغطية الاحتجاجات ضد الحكومة التي بدأت منتصف حزيران/يونيو.

وكان صحافيون بينهم عدد من الاجانب اوقفوا خلال الاحتجاجات على الحكومة. وقد اقتحم عناصر أمن مكتب وكالة فرانس برس واجبروا مراسلا على حذف صور واحدة من التظاهرات.

وقال وزير الاعلام السوداني احمد بلال عثمان في الاجتماع نفسه quot;انا ملتزم تمكينكم من الحصول على معلومات بشأن اي قضيةquot;. واضاف quot;نحن مستعدون لتسهيل وصولكم الى النيل الازرق وجنوب كردفانquot;.

من جهته، اكد نائب الرئيس انه من غير المسموح للصحافيين تصوير التظاهرات quot;غير القانونيةquot;، مؤكدا ان الاعلام quot;سلاحquot; والحكومة لا تستطيع السماح باستخدامه لمصالح الذين يريدون تدمير الدولة.

وتابع ان quot;اي دولة لها قوانينها من اجل امنهاquot;.

وكانت حكومات غربية ومنظمات للدفاع عن حقوق الانسان عبرت عن قلقها من ملاحقة الحكومة لمحتجين وصحافيين.

وحذرت الامم المتحدة لاشهر من تدهور الوضع الانساني في منطقتي القتال جنوب كردفان والنيل الازرق، لكن الخرطوم بررت بالمخاوف الامنية، فرض قيود مشددة على تحركات وكالات المساعدات الانسانية.

ووقعت الخرطوم الاسبوع الماضي مذكرة تفاهم مع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية للسماح بدخول المساعدات الانسانية الى جنوب كردفان والنيل الازرق، بما في ذلك في المناطق الواقعة تحت سيطرة المتمردين.

ووقع متمردو الجيش الشعبي لتحرير السودان-شمال مذكرة مماثلة.

وكانت الامم المتحدة قالت الاربعاء الماضي ان اكثر من 650 الف سوداني تاثروا بالحرب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق سواء بدفعهم للنزوح من ديارهم بسبب الحرب او بالاثر المباشر من القتال.

وقال منسق الامم المتحدة للشؤن الانسانية بالسودان مارك كتس quot;التقديرات الاولية تشير الى ان 520 الف شخص نزحوا بسبب الحرب في جنوب كردفان و145 الفا في النيل الازرقquot;.

وعبرت المنظمة الدولية عن املها في ان يؤدي الاتفاق الاخير الذي وقع من الحكومة السودانية لوصولها للمتأثرين من النزاع بعد ان ظلت لاشهر غير قادرة على الوصول اليهم.