وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري

يعيد العراق اليوم في القاهرة طرح مبادرته لحل الأزمة السورية التي كان طرحها في مؤتمر دول عدم الانحياز، بعد أن كان النظام السوري رحّب بها ورفضها المجلس الوطني السوري المعارض.


أمستردام: من المقرر أن يطرح وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري اليوم الأربعاء مبادرة بلاده لحل الأزمة السورية أمام مندوبي جامعة الدول العربية في القاهرة.

وكانت المبادرة العراقية محور لقاء وفد الكونغرس الأميركي ضم السيناتور جون ماكين والسيناتور جوزيف ليبرمان والسيناتور ليندزي غراهام الذي وصل بغداد أمس الثلاثاء والتقى وزير الخارجية العراقية ورئيس الوزراء نوري المالكي. وتشهد سوريا منذ نحو 18 شهراً أحداث عنف بين النظام والمعارضين المسلحين تسببت حتى الان بمقتل نحو عشرين ألف شخص عسكريين ومدنيين.

وقال بيان صدر ليلة أمس عن مكتب رئيس الوزراء العراقي وصل لـ quot;إيلافquot; نسخة منه أن quot;رئيس الوزراء دعا خلال لقائه وفد الكونغرس الأميركي إلى ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي من أجل التقارب والحد من الانقسام الحاصل حول بعض قضايا المنطقة لاسيما الأزمة في سوريا التي أكد أنها تحتاج الى تفاهم بين حلفاء النظام وحلفاء المعارضة من أجل التوصل الى حلول سلمية يمكن أن تجنب سوريا المزيد من المآسي والكوارثquot;.

وأضاف البيان أن quot;العراق الذي قدم مبادرة محددة بهذا الشأن يضع كل إمكاناته من أجل إنجاح اي مجهود ينقذ سوريا من الوضع الحالي ويضعها على طريق الحل الحقيقيquot;.

من جانبهم أكد أعضاء الكونغرس ضرورة استمرار التواصل والتشاور بين البلدين حول مختلف القضايا والتحديات التي تواجهها المنطقة. وشددوا على استعدادهم لتقوية هذه العلاقات ، مؤكدين تقارب وجهات النظر مع ما قدمه رئيس الوزراء من رؤيا حول مجريات الاوضاع في المنطقة.

وأفاد مقربون من رئاسة الوزراء أن الوفد الأميركي أكد وجود تطابق في عدد من نقاط المبادرة العراقية ووجهات النظر الأميركية حول الأزمة السورية.

قال ممثل العراق لدى الجامعة العربية الدكتور السفير قيس العزاوي في تصريح خاص لـquot; لشبكة الإعلام العراقيquot; شبه الرسمية إن quot;وزير الخارجية سوف يكون رئيساً للجنة متابعة قمة بغداد، إضافة إلى أنه سيكون عضواً في اللجنة الوزارية الخاصة بمعالجة الأزمة السورية برئاسة قطر وسوف يقدم العراق مبادرته التي طرحها في قمة عدم الانحياز الخاصة بالأزمة السورية وحلها بطريقة سلمية وعدم السماح بتسليح المعارضة السورية وغيرها من بنود المبادرة التي لاقت اهتمامًا كبيرًا من جميع الدول المهتمة بحل الأزمة السورية بطريقة سلميةquot;.

وكان رئيس الوزراء العراقي عرض مبادرة لحل الأزمة السورية على مؤتمر دول عدم الانحياز السادس عشر الذي عقد في طهران نهاية الشهر الماضي وتتلخص في quot;تشكيل لجنة من دول عربية وإقليمية يتم اختيارها بالتنسيق مع الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ودول عدم الانحياز لإقناع الأطراف المعنية في الأزمة السورية بالوصول إلى أفضل الصيغ لتأسيس نظام ديمقراطي يلبي تطلعات الشعبquot;.

وتتضمن المبادرة اختيار شخصية سورية مقبولة لدى الجميع للتفاوض مع المعارضة بهدف الوصول الى حل للأزمة.

وتدعو المبادرة إلى وقف العنف من جميع الأطراف ودعوة البلدان لعدم التدخل في الشأن السوري الداخلي. كما تدعو المبادرة كافة الاطراف في سوريا الى الجلوس إلى طاولة حوار وطني، ويكون الحوار السوري تحت إشراف الجامعة العربية.

وتشمل المبادرة أيضًا quot;دعوة مختلف الاطراف المؤثرة في سوريا من أجل قبول مشروع تشكيل مفوضية مستقلة للانتخابات، وإجراء انتخابات تحت إشراف دولي وعربيquot;، كما تدعو كذلك إلى quot;جهود المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، من أجل تقبل الحل السلميquot;.

وتتضمن مبادرة المالكي دعوة الى تبني quot;ميثاق اقليمي ودولي يتعهد عدم السماح بالتطرف الديني أو القومي أو الطائفي، واعتماد المواطنة أساسًا لتشكيل الحكومة الانتقالية في سوريا. وقد رحبت دمشق عبر وزيرخارجيتها وليد المعلم بالمبادرة العراقية لحل الأزمة السورية.

لكن المجلس الوطني السوري المعارض رفض المبادرة العراقية، وفق ما صرّح به مدير المكتب الإعلامي للمجلس محمد السرميني خلال انعقاد مؤتمر دول عدم الانحياز حيث أوضح أن quot;مبادرة المالكي شأنها شأن المبادرات السياسية السابقة لا ترقى إلى مستوى التضحيات التي يقدمها الشعب السوريquot;، متهما الحكومة العراقية بالعمل إلى جانب إيران لدعم النظام السوري بالمال والسلاح.

يذكر أن اجتماعات الدورة الثامنة والثلاثين لجامعة الدول العربية تنطلق اليوم الاربعاء في القاهرة ويركز جدول أعمالها على الأزمة السورية ومن المتوقع أن يعيد الرئيس المصري محمد مرسي خلال كلمته الترحيبية طرح المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية أيضاً.

وتشهد سوريا أعمال عنف وقتل وخطف يومي بين القوات المسلحة النظامية والمعارضين المسلحين المطالبين بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد الذي رفض تلك الدعوات رغم تعرض نظامه لحصار دولي سياسي واقتصادي.

وفشلت محاولات الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية في صدور قرار من مجلس الامن الدولي ضد النظام السوري بما في ذلك التدخل العسكري لاسقاطه على غرار ما حصل في العراق وليبيا، بسبب وجود الفيتو الروسي والصيني اللذين يُتهمان بدعم النظام السوري، لكنهما يصران على أن أي قرار أممي يشرع التدخل العسكري سيجلب كوارث للمنطقة ويعلنان عن دعمهما لمساع حوار سياسي بين الطرفين المتنازعين.