عندما خرجت باكستانية عن ثقافة أهلها ورفضت الزواج المدبّر لتقترن برجل أحبته، رفعت أسرتها أولا شكوى قانونية على أهل العريس باختطافها. ثم بلغ بها الأمر حد اتهام العريس نفسه بأنه امرأة متنكرة تريد المتاجرة بابنتها في سوق البغاء.


اتخذت وقائع محاكمة تدور حول زواج فتاة باكستانية laquo;عن حبraquo; منعطفا دراميا حادا عندما زعم أفراد عائلتها أن عريسها امرأة في الواقع. وطلبت فحصًا طبيًا عاجلاً لإثبات زعمها هذا.

مبنى المحكمة العليا في لاهور

ونقلت الصحافة البريطانية عن الباكستانية أن هذا التطور غير المألوف حدث يوم الثلاثاء الماضي داخل محكمة لاهور العليا. وكانت المحكمة تنظر في طلب بنقض دعوى من أهل العروس، عائشة، جاء فيها أن laquo;العريسraquo;، شاهزاد بات، وأهله اختطفوا ابنتهم لأجل عقد قرانها عليه بدون موافقتهم.

وخلال جلسات المحكمة نفت عائشة عبر محاميها أن تكون قد اختطفت كما زعم أهلها، وقالت إنها عقدت قرانها على شاهزاد برضائها الكامل. وأكدت للقاضي أنها ترغب في مواصلة العيش مع زوجها. وهكذا بدا أن القضية عادية في بلاد تنحو إلى الزواج المدبّر بين الأهل وأن عائشة حاولت فقط كسر هذه القاعدة بعقد قرانها على رجل تربطها به علاقة حب حقيقية.

لكن عمّها، عارف، نقل القضية برمتها إلى مستوى آخر مدهش عندما قال إن laquo;شاهزاد باتraquo; إنما هو اسم مستعار لامرأة تدعى laquo;سونيا باتraquo;. ومضى يقول إن سونيا هذه تترأس عصابة من أهلها وتتنكر في زي رجل للإيقاع بالبنات قبل إجبارهن على العمل مومسات.

ولم يكتف عارف بهذا الزعم فأبرز وثيقتين قال إن إحداهما شهادة ميلاد سونيا في ولاية غوجارات على بعد 100 كيلومتر من لاهور، والثانية شهادة إكمالها المدرسة الابتدائية. وقال إن الوثيقتين تثبتان بما لا يدع مجالا للشك أن العريس هو هذه المرأة التي تتنكر في زي الرجال وتسمى نفسها شاهزاد.

ثقافة الزواج المدبّر محفوفة بالدراما على الدوام

وطلب عارف من المحكمة قطع الشك باليقين والتحقق من مزاعمه بإجراء فحص طبي على شاهزاد فورا للتحقق من جنسه. وإزاء تلك المزاعم المدهشة قال القاضي، منظور مالك، إن تلبية طلب الفحص الطبي ليس من اختصاص محكمته وإنما يعود إلى الشرطة التي سجلت لديها أسرة عائشة شكواها.

وأمر القاضي شرطة المحكمة بتوفير أقصى درجات الحماية لشاهزاد وزوجته خارج مبنى المحكمة. وهنا نقل الصحافيون عن شاهزاد نفسه قوله إنه رجل وليس امرأة وليس بحاجة لإثبات هذا. وقال إن أهل عروسه ادعوا ذلك فقط لأنه تزوج بها عن حب وبدون موافقتهم. ومن جهتها قالت عائشة إنها لا تريد العودة إلى دار أبويها لأنها لا تحب العيش معهما.