القاهرة: بينما اتفق هذا الأسبوع الرئيس الأميركي باراك أوباما ومرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة المقبلة، ميت رومني، على ضرورة أن تغزو القيم الاقتصادية والسياسية الأميركية العالم، فإنهما قد اختلفا بشكل كبير بشأن الطريقة التي يتعين على الولايات المتحدة المثقلة بالديون، والمجهدة بعد حروب دامت لأكثر من 10 أعوام، أن تتواصل من خلالها مع باقي دول العالم كي تتمكن من تحقيق ذلك الهدف الأساسي.

وقد برز هذا الاختلاف بصورة واضحة خلال خطابين متعلقين بالسياسة الخارجية ألقاهما أوباما ورومني في نيويورك، ما تسبب في تسليط الضوء بشكل أكبر على موضوع القوة والمصالح الدولية الأميركية، قبيل ستة أسابيع فقط من بدء الانتخابات.

ومن منطلق دعمه للاستثنائية الأميركية، فقد استمر رومني في تحديد نهج أكثر صرامة مع العالم عن نهج أوباما. وأكد على أهمية مكافأة الحلفاء التقليديين مثل إسرائيل ومعاقبة بدلاً من تشجيع الدول صعبة الإرضاء وتبني مواجهة عسكرية محتملة مع إيران. وفي المقابل، قدم أوباما، الذي اتهمه رومني بالاعتذار عن القيم الأميركية، أقوى دفاع له حتى الآن عن حرية التعبير وحقوق الإنسان في كلمته بالجمعة العامة للأمم المتحدة أول أمس.

كما أكد أن الدبلوماسية والشراكات لا تزال النهج المفضل بالنسبة له فيما يتعلق بالترويج لتلك الحقوق حول العالم والتعامل مع خصوم كإيران. ومضت الصحيفة تنقل عن كارل اندرفارث، أحد مساعدي وزير الخارجية إبان فترة حكم الرئيس بيل كلينتون ويعمل الآن كمستشار بارز لدى مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، قوله: quot;من الواضح تماماً من قراءة وسماع ما يتعين على كلا المرشحين أن يقولاه، من الناحية البلاغية على الأقل، أنه سيكون هناك تغييراً كبيراً في حالة فوز رومنيquot;.

وأضاف اندرفارث، الذي لا يعمل مع أي من الحملتين الانتخابيتين، أن قدراً من quot;غرورquot; إدارة الرئيس جورج بوش سوف يعود لسياسة أميركا الخارجية تحت حكم رومني.

وتابع اندرفارث: quot;وقد حاول أوباما أن يخفف من حدة ذلك، لكنه واجه انتكاسة بسبب إقدامه على هذا الأمرquot;. وأعقبت الصحيفة بقولها إن حملة أوباما تتركز بشكل كبير حتى الآن على الاقتصاد، وأنه يُنظَر إلى السياسة الخارجية بشكل كبير باعتبارها موطن قوة للرئيس الذي وقف وراء عملية تصفية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

غير أن الصحيفة لم تغفل أن تنوه كذلك إلى أن الاضطرابات التي وقعت مؤخراً في العالم الإسلامي، والتي برزت في الهجوم الذي تم شنه على القنصلية الأميركية في بنغازي بليبيا ما أسفر عن مقتل السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين، قد عرضت أوباما لمخاطر سياسية، وهو ما استغله منافسه ميت رومني، وظل يتحدث عنه باعتباره ضعف من جانب أوباما في التعامل مع بقية دول العالم.

وأشارت الصحيفة إلى أن المناهج الفلسفية المتناقضة لكل من رومني وأوباما، التي برزت واضحة هذا الأسبوع، جاءت لتتفق إلى حد بعيد مع التجارب التي مروا بها في حياتهما.