|
العميد المنشق مناف طلاس |
اتهم العميد السوري المنشق مناف طلاس الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس بشار الأسد بتغيير ملامح شخصية الأخير، ودافع طلاس عن حب الأسد لشعبه، رافضا في الوقت نفسه تكرار السيناريو العراقي أو الليبي في سوريا.
دبي: أكد العميد السوري المنشق، مناف طلاس، أن الرئيس بشار الأسد هو شخص متواضع ويحب شعبه، إلا أن الأوضاع الحالية التي تعصف في البلاد ونصائح الدائرة الضيقة التي حوله غيرت ملامح شخصيته، في الوقت الذي أكد فيه طلاس أهمية عدم تكرار السيناريو العراقي والأفغاني من خلال السماح بالتدخل العسكري الخارجي على الأراضي السورية.
وقال طلاس في مقابلة مع CNN : quot;كان الرئيس بشار الأسد صديقي، وهو متواضع ويحب الشعب السوري، إلا أن الأزمة غيرته، وأصبح لديه ردود فعل عدائية لما يحصل من حوله.quot;
وأضاف طلاس: quot;أعتقد أن الرئيس السوري ينتهز الوقت الإضافي الممنوح له دوليا، والنظام السوري ذكي حيث يعرف أنه لا يوجد قرار دولي يجبره حاليا على التنحي، وحالما يعي الرئيس بشار الأسد أن هناك قرارا دوليا بصدد الصدور، سيقوم بالتنحي.quot;
وأشار طلاس الى أن quot;بشار الأسد يعلم أن هناك قوى إقليمية تسانده، وأقصد هنا إيران وروسيا، وكل شيء سيتغير في حال علم الأسد أن هناك قرارا دوليا سيجبره على التنحي، عندها أنا متأكد أنه سيتنحى.quot;
وأعرب طلاس عن اعتقاده بأنه لا يجب أن يحدث تدخل أجنبي في سوريا،قائلا quot;القوى الغربية دائما ما تذكر أن قوة الجيش السوري هي السبب في التردد للتدخل، وهو أمر ليس صحيحاquot;.
وأضاف طلاس quot;لن يكون خطرا، لكننا لا نريد أن نكرر التجربة العراقية أو الأفغانية أو الليبية فنحن نريد للشعب السوري أن يحرر نفسه بنفسهquot;، معتبرا أن الافتقاد للإرادة السياسية هو الذي يبقي صديقه السابق الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، وأشار إلى أن كل شيء سيكون مختلفا بمجرد أن يدرك الأسد أن المجتمع الدولي قرر بالفعل أنه وقت التنحي، قائلا quot;إنه سيتنحى.. أنا متأكد من ذلكquot;.
وحول موقف العلويين من الانشقاق قال طلاس quot;ما يقال للعلويين هو أن الإسلاميين سيتولون الحكم - وهم يعتبرون كفارا في نظر الإسلاميين وهذا ما يخيفهم، لكن عندما يكون هناك مشروع لسوريا يمكن أن يشمل كافة الأحزاب فإن العلويين سينشقونquot;.
وأضاف quot;النظام السوري والحلقة الضيقة حول الرئيس يحكمون الطائفة العلوية من خلال تخويفهم، وبمجرد اتضاح الصورة المستقبلية، سنلاحظ انشقاق العلويين والمسيحيين والدروز وباقي أطياف المجتمع السوري، وعليه لابد من إيصال الصورة الحقيقية للأقليات السورية بأن مكانهم موجود في المجتمع السوري الجديد.quot;
وأشار طلاس الى أن quot;أبناء الطائفة العلوية سينشقون عن النظام حالما يصدر قانون دولي، ولكن لابد من أنتتضح صورة المستقبل، ومعرفة المخرج الآمن، وما يخيف العلويين حاليا هو وصول الإسلاميين إلى السلطة، حيث إنهم سيعتبرون كفارا، وحالما تتضح صورة وطنية وقرار دولي يشمل المجتمع السوري، عندها سينشق العلويون.quot;
وألقى العميد طلاس الضوء على أهمية إعادة تنظيم الجيش السوري الحر مؤكداquot;ضرورة إعادة هيكلة الجيش السوري الحر، لاحتوائه على عناصر متطرفة، ولابد من السماح لأبناء الطائفة العلوية بالانضمام إلى الجيش الحر بالإضافة إلى تقديم الدعم والمساندة العسكرية للجيش الحر ليكون متكافئا في قتاله مع القوات النظامية.quot;
وبين طلاسquot; أنه وحالما يعلم النظام السوري أن الجيش الحر لديه أسلحة قوية، ويحدث هناك توازن قوى، سيقوم النظام بالتنحي، أنا متأكد من ذلك.quot;
وأشار طلاس إلى أنه quot;منذ بداية الأزمة رفضت الطريقة التي يتعامل بها النظام مع الأزمة، حيث إنني رفضت القيام بأي أعمال قتل أو أذية للمتظاهرين الذين يحملون مطالب شرعية والتي أراد النظام السوري تحطيمها، وعليه رفضت تنفيذ هذه الأوامر وقطعت علاقتي بالرئيس بشار الأسد لأنني علمت أن ما يقوم به سيقوده إلى نفق مظلم ولن يتمكن من تحقيق أي شيء.quot;
وبين طلاس أنه quot;بحكم مركزي العسكري وصلتي القريبة من الرئيس بشار الأسد، قيل لي إذا ما لزمت الصمت سأكون في مأمن، وبالفعل لزمت الصمت، إلا أن الأوضاع الأمنية بدأت بالتطور ولم أعد أحتمل ذلك، ولم أعد أحتمل رؤية القتل المتواصل للمدنيين الأبرياء، وهم يطالبون بحقوق عادلة ومشروعة.quot;
ونوه طلاس: quot;صمتي كان عبارة عن طريقة لأوصل فيها عدم موافقتي على ما يقوم به بشار الأسد بحق شعبه، وكان لابد لي من الخروج خارج سوريا لأتمكن من مساعدة الشعب السوري من الخارج.quot;
وقال quot;آخر مرة قمت بالتواصل مع الرئيس بشار الأسد كانت في يونيو/ حزيران العام 2011، حيث قلت له لابد من أن تقدم شيئا للشعب، وأن هذه الثورة حقيقية ولابد لك من السير مع التيار، ولابد من التفاعل مع هذا الحراك الداخلي من خلال دعم الديمقراطية في البلاد، إلا أنه رفض كل ذلك، وقادته الحلقة الضيقة التي حوله إلى التعامل مع هذه الأزمة بالطريقة الحالية.quot;
ويعتبر طلاس أرفع ضابط سوري ينشق عن النظام، وأعلن مؤخرا أن خروجه من سوريا بعد انشقاقه تولته اجهزة الاستخبارات الفرنسية. وقال طلاس في مقابلة مع قناة quot;بي اف امquot; الاخبارية ان quot;اجهزة فرنسية ساعدتني في الخروج من سوريا وانا اشكرهاquot;.
وطلاس هو نجل وزير الدفاع السوري الاسبق مصطفى طلاس وكان قد أكد أن انشقاقه ليس حديثا وقال في تصريحات سابقةquot;اعلنت انشقاقي عن النظام في شهر اذار/مارس. منذ بدء الثورة، التقيت الثوريين والمتمردين وشعرت منذ الايام الاولى، منذ الاشهر الاولى، بان النظام يكذب على الجميع. لهذا السبب انشققت اولا وبقيت في مكتبيquot;.
ودعا طلاس أكثر من مرة المجتمع الدولي الى تسليح المتمردين، وقال quot;حتى الان، حقق الشعب السوري انتصارات كثيرة وينبغي دعمه ومساعدته وتسليحهquot;.
التعليقات