القاهرة: قال البابا تواضروس الثاني، بابا الأقباط في مصر، إنه يرفض دعاوى الانفصال، وتأسيس دولة قبطية في مصر، التي يروّج لها بعض الأقباط في المهجر.

وفي حوار مطول مع وكالة الأناضول للأنباء تنشره كاملاً غدًا الأحد، قال البابا تواضروس، الذي تم تنصيبه بطريركًا لأقباط مصر (الأرثوذكس) في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إن quot;من يروّج لذلك مختل، وكلامه غير صحيح، فالكنائس والأديرة منتشرة على طول مصر، والكنيسة جزء لا يتجزأ من مصر، التي لن تتقسم، وستظل موحدة منذ عهد (الفرعون) مينا وإلى الأبدquot;.

وبمناسبة عيد الميلاد لدى المسيحيين الأقباط الأرثوذكس، الذي يوافق الاثنين المقبل، أوضح البابا أن quot;مصر تحتاج الفرحquot; في ذكرى الميلاد، فهي بداية سنة جديدة نستبشر فيها كل خير، مشيراً إلى تخصيص عظته في قداس عيد الميلاد غدًا ndash; الأحد ndash; للحديث عن ضرورة quot;الفرحةquot; والاستبشار بمستقبل أفضل لمصر.

عن وضع الأقباط في ظل حكم التيار الإسلامي في مصر، رأى البابا تواضروس أنه quot;لا يمثل أزمةquot; باعتبار أن بعض quot;النعرات الطائفية بإطلاق لفظ مسلم ومسيحي على المصريين عمرها 30 سنة فقط على الأكثرquot; وليست وليدة اليوم.

وحول الدستور الجديد الذي تم إقراره في الشهر الماضي في استفتاء شعبي، قال البابا إن الكنيسة quot;تتحفظ على بعض المواد في الدستور، لأنها لا تتسق مع المواطنةquot;.

وبين أن المادة الثانية، التي تنص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع، quot;تحظى بقبول مجتمعي منذ وضعها عام 1971، لكن وضع مادة مفسرة للشريعة جعله (الدستور) يخاطب جزءًا في المجتمع دون الكل، ولذا انسحب ممثلو الكنائس من الجمعية التأسيسيةquot; التي وضعت هذا الدستور.

وأشار إلى أنه يتطلع من المجلس التشريعي الحالي إلى إقرار قانوني دور العبادة، الذي يسهل عملية بناء وترميم الكنائس، والأحوال الشخصية الموحد لغير المسلمين.

وأوضح أن وضع الأقباط والمرأة والشباب علي رأس القوائم الانتخابية الخاصة بالبرلمان المقبل إجراء من شأنه الإسهام في زيادة عدد الأقباط في مجلس النواب، كما يمكن تخصص دوائر بعينها للأقباط فقط، معتبرًا في الوقت نفسه ترشح الأقباط على قوائم بعض الأحزاب الإسلامية quot;ديكور لا أكثرquot;.

وعن رأيه في التجربة التركية تحت قيادة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، قال إنه شخصيًا quot;معجب بالتجربة التركية، فهي ترقي من نفسها وتتقدم، وطبعا الإدارة فاصلة بين الدين والدولة منذ كمال أتاتورك حتى من يذهب إليها للسياحة يثنون عليها، وهناك شكل من أشكال الانفتاحquot;. ورأى أن quot;تركيا تعتبر في أوروبا معادلة لمصر في أفريقيا، وأن الاثنين على طرفي البحر الابيض المتوسطquot;.