شاع مقطع فيديو يصور الأنبا روفائيل وهو يطلب من الأقباط التصويت بـ quot;لأquot; على الدستور. استنكر ناشطون أقباط هذا التوجيه السياسي من جانب سلطة دينية، فيما أكد مصدر أن هذا الفيديو متصل بالاستفتاء على التعديلات الدستورية في آذار (مارس) 2011.


القاهرة: بينما تتصاعد الأزمة السياسية في مصر، وفيما تنفي الكنيسة تدخلها سياسيًا في عملية الإستفتاء على الدستور، يتداول النشطاء على شبكة الإنترنت مقطع فيديو للأنبا روفائيل، المرشح السابق لمنصب البابا، وهو يخطب في جمع من الأقباط، طالبًا منهم الذهاب إلى صناديق الإقتراع والتصويت ضد الدستور، لأنه يؤسس لدولة إسلامية. فأثار ذلك ردود فعل رافضة لهذا المسلك، ولا سيما أنه يعدّ تدخلًا من الكنيسة في الشأن السياسي، ويعمق الهوة بين التيار الإسلامي والأقباط.
quot;لأquot; قبطية
قال الأنبا رافائيل، المرشح السابق لمنصب البطريرك، في مقطع الفيديو المتداول: quot;التعديلات الدستورية دي في منتهى السوء، لا تخدم بناء دولة حديثة مدنية، بالعكس ستؤدي إلى تكوين دولة دينية إسلاميةquot;.
وتابع موجهًا حديثه إلى من يجلسون أمامه: quot;إحنا من دورنا وواجبنا، إحنا نطلع بكل قوة ونقول لأ، وأرجوكم تقولوا لكل أصدقائكم وأقاربكم، كبير وصغير بعيد قريب، يعني لو ليكم قرايب بالصعيد قلوا لهم بالتليفونات، كلو يخرج يوم السبت، ويقول لأquot;.
يأتي هذا المقطع المرئي تأكيدًا لإتهامات التيار الإسلامي للكنيسة بحشد الأقباط للتصويت ضد الدستور. غير أن ناشطين أقباط رفضوا هذا السلوك الكنسي، وقال نادر الصيرفي، المتحدث باسم رابطة أقباط 38، لـquot;إيلافquot; إن موقف الكنيسة من الجمعية التأسيسية للدستور معروف بالرفض، مشيرًا إلى أنها إنسحبت من الجمعية التأسيسية إحتجاجًا على مسودة الدستور. لكنه إستنكر إقدام قيادات الكنيسة على حشد الأقباط وتوجيههم سياسيًا، معتبرًا أن ذلك أمر مرفوض تمامًا.
الثانية كما الأولى
أوضح الصيرفي أن رابطة أقباط 38 ترفض الدستور، واصفًا إياه بالدستور الطائفي الذي يرسخ لدولة دينية إسلامية. وقال: quot;الدستور الحالي يفرق في التشريع بين المواطنين المصريين على أساس طائفي، واضعًا الشريعة الإسلامية للمسلمين والشريعة اليهودية لليهود والمسيحية للأقباط، وهذا الأمر ليس له مثيل في أي دولة في العالم، بما فيها السعودية التي تطبق فيها الشريعة الإسلامية، ولا إيطاليا حيث يعيش بابا الفاتيكانquot;.
وتوقع الصيرفي أن تصب نييجة المرحلة الثانية من الإٍستفتاء في صالح الموافقة على الدستور، غير أنه أبدى إندهاشه من نتيجة المرحلة الأولى. قال: quot;عندما أمشي في الشارع أو أجلس في المقهى، أرى أن المصريين يرفضون الدستور، وبالرغم من ذلك جاءت نتيجة المرحلة الأولى بالموافقة بنسبة 57 بالمئة، متوقعًا أن تكون نتيجة المرحلة الثانية كما في الأولىquot;.
من دون حجر
قال مصدر كنسي لـquot;إيلافquot; إن هذا الفيديو يعود إلى شهر آذار (مارس) 2011، أثناء الإستفتاء على التعديلات الدستورية، بعد إسقاط نظام حكم مبارك. وأشار إلى أن موقف الكنيسة معروف للعامة والخاصة من التعديلات الدستورية في ذلك الحين، ومعروف موقفها من الدستور الحالي بعدما إنسحبت من الجمعية التأسيسية.
ولطالما نفت الكنيسة تدخلها في توجيه الأقباط سياسيًا، مشيرة إلى أنها تشجعهم على المشاركة السياسية الفعالة فقط. وكان البابا تواضروس الثاني دعا جميع المصريين للمشاركة فى الاستفتاء على مسودة الدستور الجديد.
وقال فى بيان له عشية الإستفتاء على الدستور: quot;من حقوق المواطنة الاشتراك فى أي استفتاء أو انتخاب يجري فى بلادنا مصر المحبوبة، وفي أي وقت، لذلك أشجع جميع المصريين للمشاركة فى استفتاء السبت 15 كانون الأول (ديسمبر)، والأمر متاح أمام كل مصري ليقول رأيه بحرية ومسؤولية من دون حجر من أحدquot;.
أضاف: quot;ننتهز هذه الفرصة لنؤكد أننا نصلي باستمرار من أجل سلامة بلادنا مصر، وليمنح الله الحكمة لكل مسؤول فيها، وليعم الأمان كل ربوعها، وليحفظها شعبًا وأرضًا ووطنًا للجميعquot;.
أفلسوا فكريًا
قال الناشط القبطي مينا ثابت، عضو الهيئة التأسيسية للتحالف المصري للأقيات، لـquot;إيلافquot; إن الكنيسة تسعى بكل قوة للخروج من المعادلة السياسية، مشيرًا إلى أن هذا الأمر بدا واضحًا في ظل قيادة البابا تواضروس الجديدة.
ووصف ثابت الإتهامات المتكررة من جانب الإخوان للكنيسة بالتدخل في الحياة السياسية، بالفشل في إدارة الصراع السياسي، ومحاولة لتحويله إلى صراع طائفي.
ولفت ثابت إلى أن الإخوان تعاني من إفلاس فكري، quot;فليس لديها رؤية لإدارة الدولة، وتحاول نقل الصراع السياسي إلى طائفي، وفشلت في هذا الأمر، والدليل على ذلك أن 44 بالمئة من المصريين رفضوا الدستور، بالرغم من تزوير النتائجquot;.