تجسّد نورا الشامي الواقع المرير الذي تعيشه فتيات اليمن، اللواتي تزوجهن أسرهن في سن صغيرة. وتزوجت نورا من ابن عمها الذي يكبرها بحوالي عشرين عاماً.



القاهرة:نورا الشامي ... امرأة شابة تجسد مأساة فتيات ونساء يمنيات كثيرات، يتم تزويجهن بالإكراه من جانب أسرهن، إما لضيق الحال وإما طمعاً في المال.
ووافقت أسرة نورا على إتمام زواجها من أحد أبناء عمها من بعيد، وهو في الثلاثين من عمره، نظراً لرغبة والديها في إخراجها من مستنقع الفقر.
وفي مقابلة أجرتها مع صحيفة الغارديان البريطانية، تحدثت نورا عن تجربة زواجها وهي في سن الـ 11 عاماً، وتطرقت إلى تفاصيل صادمة بخصوص الاعتداءات الجنسية التي تعرضت لها على يد هذا الزوج العنيف على مدار أكثر من 10 أعوام.
وأوضحت في بداية حديثها أنها فرحت كأي فتاة صغيرة بالعُرس الذي أقيم لها على مدار ثلاثة أيام في مدينة الحديدة الساحلية، خاصة وأنها كانت ترتدي فستاناً جميلاً لكل يوم، لكن فور انتهاء الاحتفالات، سرعان ما وجدت نفسها في عالم تحاصرها فيه الانتهاكات البدنية والنفسية من كل حدب وصوب، دون أن تتمكن من الهرب.
وأضافت في سياق حديثها مع الصحيفة quot;بدأت تتسلل إليّ مشاعر الخوف والرعب بمجرد انتهاء حفل الزفاف. فقد كان عمره ثلاثة أضعاف عمري وكان ينظر إلى الزواج باعتباره وسيلة للتصرف مثل الحيوان المحروم. وعندما نقلوني بالسيارة إلى المنزل الذي سأمكث فيه برفقة زوجي ووالده، دخلت في نوبة ارتجاف وصراخquot;.
وحين بادر الزوج، وهو موظف، بخلع ملابسه، لاذت بالفرار وهي مرعوبة وتجنبت بشتى السبل الممكنة ممارسة الجنس معه لمدة 10 أيام. وعند دعوتها لممارسة العلاقة الزوجية، أصيب جسمها بحالة من الصدمة وتم نقلها إلى المستشفى.
ووصفت نورا كيف كان يعاملها زوجها كما لو كانت quot;هدفاً جنسياًquot;، وأنه لم يكن هناك من يرغب بتقديم يد العون لها لكونها زوجته قانونيًا.
وواصلت نورا، التي تبلغ من العمر 35 عاماً، حديثها بالقول إنها أُجهِضَت مرتين في غضون عام واحد، قبل أن تلد صبياً اسمه إيهاب عندما كانت في الـ 13 عاماً، وفتاة اسمها أحلام في العام التالي، وصبياً آخر اسمه شهاب في عمر 15 عاماً.
وأشارت إلى أن زوجها لم يكن يمارس العنف عليها فقط، بل كان يمارسه أيضاً على أولاده، وتتذكر حين ضرب ابنته ذات العامين على قدميها حتى نزفت وتم نقلها للمستشفى.
ورغم نجاحها بعد ماراثون طويل في الحصول على الطلاق، إلا أنها أكدت أنها اصطدمت بواقع آخر قاسٍ متعلق بتوفير سبل العيش لأبنائها الثلاثة ولوالديها. ومع هذا، أشارت إلى أنها كانت حريصة على إظهار صمودها وقوتها. وبدأت كذلك بنقل تجربة زواجها وهي طفلة إلى باقي الأشخاص لكي يعرفوا ظروفها ومدى التأثيرات السلبية البدنية والنفسية التي تتعرض لها مثل هذه الزيجات.