اليوم وقفة عرفة، أكبر أيام الحج، يشهد وقوف نحو مليون ونصف المليون من حجاج بيت الله الحرام هذا العام، قبل انتقالهم إلى مزدلفة بعد المغرب ومبيتهم هناك.


الرياض: يقف اليوم على جبل عرفات أكثر من مليون ونصف المليون من حجاج بيت الله الحرام، يؤدون فريضة الحج هذا العام. فقد بدأوا توافدهم إلى المشعر الحرام منذ الصباح، في أكبر يوم من أيام الحج، لأن الوقوف بعرفات هو أول أركان الفريضة المقدسة، عشية الأضحى المبارك.

فمنذ فجر اليوم، التاسع من ذي الحجة، ترك الحجاج مشعر منى الذي قضوا فيه ليلتهم، واتجهوا إلى عرفة، الذي يعرف أيضًا بجبل الرحمة، قاطعين ستة كيلومترات في الحافلات أو في قطار المشاعر، أو سيرًا على الأقدام.

واليوم يقف الحجاج فوق الجبل مرددين التلبية، أي quot;لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لكquot;، بحراسة الآلاف من رجال الشرطة السعوديين والطوافات التي تسهر على أمنهم من السماء.

حين يدخل موعد صلاة الظهر، يؤدي الحجاج صلاتهم في مسجد نمرة، ليتوجهوا بعد المغرب إلى مشعر مزدلفة، فيمضون ليلتهم هناك.

تقليص عدد الحجاج

أدت التوسعة الجارية للحرم المكي الشريف إلى خفض السلطات السعودية أعداد الحجاج، إذ يتجاوز عددهم في العادة 3 ملايين حاج، وهذا ساهم في انسياب حركة الحجاج بين مشعر وآخر.

فقد أعلن الأمير خالد الفيصل، رئيس لجنة الحج المركزية أمير منطقة مكة، أن زهاء مليون ونصف المليون من الحجاج يؤدون المناسك في موسم الحج هذا العام، بينهم 1.379 مليون حاج من خارج السعودية، و117 ألفًا من داخل المملكة، ممن يحملون تصاريح الحج. إلا أن أعداد الذين يحجون من مكة المكرمة ومن المناطق المجاورة لها، فضلاً عن حجاج الداخل، ترفع أعداد الحجاج بشكل غير رسمي.

ويذكر أن السلطات السعودية قلصت أعداد حجاج الخارج بنسبة عشرين بالمئة، وحجاج الداخل خمسين بالمئة، بسبب استمرار أعمال التوسيع الضخمة للحرم المكي الشريف، وبسبب الخوف من تفشي فيروس كورونا.

وأعلنت وزارة الصحة السعودية عدم تسجيل أي إصابة بهذا الفيروس في صفوف الحجاج، بعدما أسفر عن وفاة 60 شخصًا في العالم، 51 منهم في السعودية.

100 ألف شرطي

ولضمان أمن الحجاج، وضعت السلطات السعودية42 ألف كاميرا للمراقبة في مكة وبقية المشاعر المقدسة، تتمتع بتقنية عالية لتستطيع التقاط الصور لمسافة ستين كلم دائريًا.

كما رصدت نحو مئة ألف عنصر من الشرطة، مؤكدة أنها لن تتساهل حيال أي تظاهرات أو تحركات من شأنها صرف الحجيج عن تأدية المناسك.

وقال اللواء منصور التركي، المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية في مؤتمر صحافي: quot;لن نسمح بأي حال من الأحوال بأي فعل أو عمل يمكن أن يؤدي إلى تعريض سلامة الحجاج إلى أي مخاطر، أو إعاقتهم أو تعطيلهم عن أداء نسكهمquot;.

إلى ذلك، خصصت السلطات السعودية 25 مستشفى، ونحو 70 مركزًا طبيًا، والعديد من آليات الدفاع المدني لخدمة الحجاج.