أثنت الإدارة الأميركية على جهود لبنانوتحمله عبئًا كبيراً عن طيب خاطر في سبيلتقديم الملاذ الآمن لما يزيد على 800 ألف لاجئ سعوا إلى الهروب من العنف في سوريا.


نصر المجالي: حثت الإدارة الأميركية المجتمع الدولي quot;على التفكير بشكل خلّاق واستباقي حول كيفية العمل سوية مع لبنان لتوفير هذا المزيج المعقد من المساعدات بطريقة مستدامةquot;.

وقالت آن ريتشارد، مساعدة وزير الخارجية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة، quot;ليست هناك الآن أية قرية أو مدينة واحدة في لبنان لم تتأثر بوجود اللاجئين السوريينquot;. وأشارت إلى أن تدفق اللاجئين إلى لبنان الصغير يعادل تدفق 75 مليون إنسان - أو ضعفي عدد سكان كندا - إلى الولايات المتحدة.

ولفتت ريتشارد خلال مناقشات جرت في 29 تشرين الأول/أكتوبر في مركز ويلسون للأبحاث في واشنطن إلى أن لبنان أبقى حدوده مفتوحة أمام جميع الفارين من النزاع في سوريا. وتابعت: quot;إن التزام لبنان الثابت بالمبدأ الإنساني الدولي للحماية يحتذى كمثال للمنطقةquot;. ولكنها لاحظت أن لبنان quot;دفع ثمنًا باهظًا نتيجة لكرمهquot;.

وأفادت دراسة حديثة أجراها البنك الدولي أن 170 ألف لبناني إضافي دفعوا إلى براثن الفقر منذ بداية الأزمة السورية. ومع ذلك، كما قالت ريتشارد، فإن الحكومة اللبنانية فتحت مستشفياتها ومستوصفاتها أمام اللاجئين السوريين، وسمحت لأطفال اللاجئين بالالتحاق بمدارسها المكتظة أصلاً بالطلاب.

وطأة ثقيلة
وحسب تقرير على موقع وزارة الخارجية الأميركية، فإن ريتشارد قالت إن البنية التحتية للبنان بدأت ترزح تحت الوطأة الثقيلة لهذا العبء.

وقالت المسؤولة الأميركية: quot;ولهذا السبب قدمنا مساعدات تزيد قيمتها على 254 مليون دولار إلى مختلف المنظمات في لبنان لتقديم الغذاء، والمأوي، والرعاية الطبية، والمياه النظيفة، ودعم التعليم، وتقديم الاستشارات النفسية، والملابس الدافئة، والبطانيات، وليس للاجئين المحتاجين فحسب، إنما أيضًا إلى المجتمعات الأهلية اللبنانية المضيفة للاجئينquot;.

وأوضحت ريتشارد، quot;إن هذه المساعدة ساعدت على تزويد تحسينات أساسية لعائلات لبنانية استقبلت السوريين في منازلها، وتحتاج دعمًا لترميم مطابخها وحماماتها وغرف الجلوس والنوم لاستيعاب ضيوفهاquot;.

تأمين التعليم والصحة
وذكرت ريتشارد أن التمويل الأميركي يؤمّن شراء الكتب واللوازم المدرسية، وتدريب المعلمين، ونشاطات ما بعد المدرسة، ومعدات جديدة لملاعب المدارس للاجئين والأطفال اللبنانيين على حد سواء.

وأضافت quot;إننا نموّل أيضًا مشاريع لتحسين إمدادات المياه والصرف الصحي في المجتمعات المحلية، كي تتسنى لجميع اللبنانيين واللاجئين على حد سواء إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة والعيش في بيئة صحيةquot;. وأشارت ريتشارد إلى أن نظام الأسد الوحشي قتل أكثر من 100 ألف إنسان، وأجبر 2.2 مليون سوري على النزوح إلى خارج البلاد.

وجاء في كلمة ريتشارد أيضًا أن quot;معظم اللاجئين يتمنون من كل قلبهم بأن يعودوا يومًا ما إلى منازلهم في سورياquot;. ولكن النزاع آخذ في التوسع، محطمًا آمال معظم اللاجئين بالعودة إلى ديارهم والعيش بسلام. وهذا يعني أنه ينبغي على المجتمع الدولي إيجاد السبل لمساعدة الشعب السوري والمجتمعات المضيفة الكريمة، في الوقت الذي يتواصل فيه العمل الشاق بالسعي إلى حل سياسي سلمي للأزمةquot;.

تعاون غير مسبوق
وأشادت ريتشارد quot;بالتعاون غير المسبوقquot; بين الوكالات الإنسانية والاقتصادية والإنمائية التي تعمل الآن في لبنان، وأثنت على المساعدات المالية والجهود الدبلوماسية التي تقدمها الكويت وغيرها من الحكومات في جميع أنحاء العالم. ولكنها رأت أنه لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعيّن القيام به.

ولفتت إلى أنه quot;ينبغي علينا أن نأخذ في الاعتبار احتياجات التنمية على المدى الطويل في لبنان بالترافق مع الاستجابة لاحتياجات الإغاثة في حالات الطوارئ quot;وذلك لأننا لا نستطيع فقط تجنب وقوع كارثة إنسانية مرتبطة بتدفق السوريين، إنما نساعد أيضًا على تجنب توريط لبنان في دوامة من عدم الاستقرار، التي قد تنجم من الانهيار الاقتصادي والاضطرابات الاجتماعية نتيجة تدفق اللاجئين إليهquot;.

وأشادت ريتشارد بـquot;الجهود الرائدةquot; التي قامت بها الحكومة اللبنانية مع البنك الدولي والأمم المتحدة لتقييم الاحتياجات ووضع quot;خارطة الطريقquot; للتدخلات من أجل توجيه استجابة المجتمع الدولي.

وفي الختام، أشارت ريتشارد إلى أنه في 25 أيلول/سبتمبر في اجتماع مجموعة الدعم الدولي للبنان في نيويورك، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري التزام الولايات المتحدة بدعم لبنان عبر هذه الأزمة من خلال الإعلان عن تقديم مساعدات إضافية قدرها 30 مليون دولار.