تزامناً مع كشف الجيش السوري الحر عن وجود تنسيق بين السلطات الأردنية وقوات الجيش الحر بتقنين أعداد اللاجئين منذ عشرة أيام، أكدت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أنها لا تمنع اللاجئين السوريين من دخول المملكة.


عمّان: تصاعدت تساؤلات في الأيام الأخيرة عن منع السلطات الأردنية دخول لاجئين سوريين إلى أراضي المملكة، لكن مصادر رسمية في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة نفت ذلك من جانبها مشيرة إلى دخول العديد من اللاجئين منذ يوم الثلاثاء.

وقال مصدر مسؤول في القوات المسلحة الأردنية إننا في بعض الأحوال نضطر للمنع وخاصة في وجه من quot;يدخل المملكة ويعود إلى سوريا ثم يحاول الدخول إلى الأردن مرة أخرىquot;. وكانت وسائل إعلام تناقلت مقطع quot;فيديوquot; يظهر جنودًا أردنيين يمنعون لاجئين سوريين من دخول المملكة بتاريخ 27 آيار (مايو) الجاري، وفقًا لما قال أحد المتحدثين في المقطع.

وكانت الحكومة الأردنية نفت أكثر من مرة إغلاق الحدود الأردنية السورية، لأنها quot;مؤمنة بدورها القومي، ولتوقيعها على اتفاقيات دولية تمنعها من ذلكquot;. ووفق التصريحات الحكومية، فقد دخل المملكة ما يزيد على المليون و 200 الف لاجئ سوري، منذ اندلاع الأزمة السورية قبل عامين.

وأوضحت تصريحات حكومية أن (58641) لاجئاً سوريًا عادوا طواعية إلى بلادهم منذ اندلاع الأزمة. وتابع المصدر العسكري في تصريح لموقع (عمون) أن أمن الوطن فوق كل اعتبار، وأن كل شيء يتوقف عنده، مشدداً quot;نسمح بالدخول، على ألا يكون اللاجئون كـ(البحارة)quot;.

والبحارة لفظ يطلق على quot;التجّار الأردنيين والسوريين الذين كانوا يشترون البضاعة قبل الأحداث ويدخلون ويعودون في اليوم أكثر من مرة عبر الحدودquot;.

ووفقًا لتقارير صحافية فقد سجلت بعض الأيام الماضية انخفاضًا في اعداد اللاجئين بشكل غير مسبوق، وصل في أحد الايام إلى الصفر. وتجاوزت أعداد اللاجئين السوريين في المملكة منذ اندلاع الازمة في سوريا نصف مليون لاجىء ، من بينهم 120 -160 ألفاً في مخيم الزعتري شمال شرق البلاد.

مذكرة لمجلس الأمن

وكانت الحكومة الأردنية رفعت إلى مجلس الأمن مذكرة لمناقشة تداعيات الأزمة السورية عليه بعد تواصل تدفق اللاجئين اليه ما أنهك بنيته التحتية، وهدد سلمه الاجتماعي، وفقاً لتصريحات رسمية متتالية.

ومن جهتها، أكدت مصادر رسمية في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، دخول 1429 لاجئاً سورياً عبر الشيك الحدودي بين سوريا والأردن ليل الثلاثاء، عقب تراجع كبير في أعداد القادمين خلال الأسبوع الماضي.

وجاءت تأكيدات المفوضية وسط تباين المعلومات بشأن وجود قرار بتحديد دخول اللاجئين من قبل السلطات الأردنية ، مقابل تصريحات رسمية تنفي تغيير سياسة المملكة اتجاه اللاجئين.

وقال مدير التعاون والعلاقات الخارجية في المفوضية، علي بيبي إن 1429 لاجئًا دخلوا المملكة ليل الثلاثاء، مبررًا تراجع أعدادهم الأسبوع الماضي لوجود اشتباكات داخل الحدود السورية، وتعذر وصول اللاجئين إلى المملكة.

وبيّن بيبي أن أعداد اللاجئين الذين قدموا للمملكة منذ بداية العام الجاري 2013 بلغ نحو 250 ألف لاجىء، قائلاً إن هذا العدد يشكل عبئًا وتحديًا كبيرًا أمام الموارد المخصصة لإعانة اللاجئين.

كما بين في تصريح لشبكة (سي ان ان) أن عدد اللاجئين السوريين المدرجين على قوائم الانتظار للتسجيل في سجلات المفوضية يبلغ نحو 490 ألف لاجىء ، قائلاً إنها النسبة الاعلى بين دول الجوار، فيما بيّن أن عدد المسجلين بلغ 405 آلاف لاجىء.

تصريح الحمود

ومن جهته، أكد منسق شؤون المخيمات أنمار الحمود للموقع، أن تباين أعداد اللاجئين مرده إلى الاوضاع الأمنية في الداخل السوري، فيما أكدت الحكومة الأردنية ذلك على لسان الناطق الرسمي في وقت سابق عدم وجود أي قرار بمنع دخول اللاجئين أو إغلاق الحدود.

بالمقابل، كشف قائد عمليات المنطقة الجنوبية للجيش الحر في سوريا المقدم ياسر العبود، عن وجود تنسيق بين السلطات الأردنية وقوات الجيش الحر بتقنين أعداد اللاجئين منذ عشرة أيام. وقال العبود إن هناك اتفاقاً بين السلطات الأردنية والجيش الحر على تمرير quot;50quot; لاجئًاquot; يوميًا من كل نقطة من النقاط الحدودية الثلاث غير الرسمية التي يتدفق منها اللاجئون عادة.

وأضاف العبود لـ (سي ان ان):quot; الحديث عن إعاقة دخول اللاجئين السوريين بسبب الاشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي داخل الاراضي السورية الحدودية مع الأردن غير صحيح لأن غالبيتها مناطق محررة..هناك اتفاق بيننا وبين السلطات الأردنية وتم إبلاغنا بأن المنع موقتquot;.

أما بشأن عدد اللاجئين السوريين العائدين إلى سوريا، قال العبود إن عددهم يتجاوز 300 لاجىء يوميًا.