وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما تهنئة لليهود في مختلف أنحاء العالم بمناسبة عيد (هانوكا) مستخدمًا التعبير العبري quot;هاغ سامياخquot;، أي عيد سعيد.


قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه هو وزوجته ميشال قررا الانضمام إلى أفراد الجالية اليهودية في أميركا وفي دولة إسرائيل وحول العالم، quot;في الوقت الذي نعمل فيهسوية لبناء مستقبل مشرق ومفعم بالأمل. فمن أسرتنا إلى أسرتكم أقول (بالعبرية) هاغ سامياخ (عيد سعيد)quot;.

ويعرف quot;هانوكاquot; بعيد الأنوار كذلك هو عيد يهودي يحتفل به اليهود لمدة 8 أيام ابتداء من الخامس والعشرين من شهر كيسليف حسب التقويم العبري، ويتراوح موعده حسب التقويم الميلادي بين الأسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) والأسبوع الأخير من شهر كانون الأول (ديسمبر).

وهو من الأعياد اليهودية الصغيرة، حيث لا يعتبر عطلة بل فترة سعيدة فقط، تتميز بالامتناع عن الحداد والتعبير عن الحزن، والقيام ببعض الطقوس الدينية الخاصة. وقال الرئيس الأميركي في رسالة التهنئة: للمرة الأولى منذ أواخر العقد 1800-1809، وللمرة الأخيرة خلال فترة الـ70 ألف عام القادمة يصادف أول يوم من أيام عيد الأنوار الثمانية عيد الشكر.

ثانكسغيفوكا

وأضاف: وهو حدث من الندرة البالغة بحيث أطلق البعض على هذا اليوم تسمية quot;ثانكسغيفوكاquot;، وهو دمج اسمي عيد الشكر (بالإنكليزية) وعيد الأنوار (هانوكا). وقال: وفي الوقت الذي نتلاقى فيه مع أحبائنا حول مائدة الديك الرومي أو الشمعدان أو الاثنين معًا، فإننا نحتفي بوقت سعيد لتقديم الشكر على المعجزات- الكبرى والصغرى منها.

وقال أوباما: ومثل المهاجرين الأوائل الإنكليز الذين قدموا إلى هذه البلاد، شكل المكابيون محور قصة الحنوكا التي روت التضحيات المهولة التي قام بها المكابيون من أجل ممارسة ديانتهم بسلام.

وختم الرئيس الأميركي قائلاً: وفي وجه صعوبات بدا أنه من الصعب تخطيها استعاد هؤلاء موطنهم التاريخي. لكن معجزة حنوكا حلت بعد تلك الانتصارات التي تحققت قبل قرابة 2200 عام. فقد تم تطهير المعبد اليهودي ووقفه كمكان مقدس كما أن الزيت الذي كان كافيًا للإنارة لما لا يزيد على يوم واحد دام 8 أيام. ومع إضاءة أول شمعة حنوكا نتذكر أن واجبنا لا يقتصر على تأمين نعمة الحرية بل الإفادة من هذه النعمة إلى أقصى حد بمجرد تحقيقها.

شمعة كل يوم

ويشار الى أن الاحتفال بـ(هانوكا) عيد الأنوار يستمر ثمانية أيام وتوقد في مساء كل يوم من أيامه شموع بأعداد متزايدة كل يوم في شمعدان معد خصوصاً لذلك الغرض. تتم إضاءة شمعة واحدة في اليوم الأول، ثم شمعة ثانية في مساء اليوم الثاني، وهكذا حتى تكتمل إضاءة الشموع الثماني.

وتتلى عند إيقاد تلك الشموع صلاة شكر للإله لنصرته اليهود في عهد الأسرة الحشمونية (المكابيين) في تمردهم على الدولة السلوقية حاكمة المشرق حينها، تحت قيادة انطيوخوس الرابع عام 167 ق.م، وقد قام اليهود بهذا التمرد الذي استمر ثلاث سنوات، لما تعرضوا من تعذيب وتدنيس لمقدساتهم إثر تحالفهم مع البطالمة أعداء الدولة السلوقية التابعين لها.

ويرتبط معنى اسم هانوكا وهو quot;تدشينquot; باللغة العبرية، ويشير هذا الاسم إلى تدشين هيكل سليمان من جديد بعد ترميمه على يد الحشمونيين إثر نجاح التمرد.

تدشين الهيكل

وردت قصة تدشين الهيكل في سفر المكابين الأول (4: 51-57) وفي كتاب quot;تأريخ اليهودquot; للمؤرخ اليهودي الروماني يوسيفوس فلافيوس (الفصل ال12)، أما التلمود فيذكر هذه القصة ويضيف إليها شرحًا لعدد أيام العيد، حيث يقول إن أيام العيد الثمانية تشير إلى معجزة حدثت للحشمونيين عند تدشين الهيكل واستمرت 8 أيام.

وحسب التلمود لم يبقَ في الهيكل ما يكفي من الزيت الصالح لإيقاد الشمعدان المقدس، ورغم ذلك فإنه أنار الهيكل 8 أيام بالكمية القليلة من الزيت الباقي حتى تم تخضير الزيت الجديد.

وكذلك يذكر التلمود سببًا آخر للاحتفال بالعيد عندما لاحظ آدم للمرة الاولىتقليص ساعات النهار في ذروة الشتاء، فخاف ودعا إلى الله ليعيد نور الشمس، وبعد مرور 8 أيام لاحظ أن النهار يمتد من جديد فقرر جعل هذه الأيام موعد فرح وشكر لله.

ويذكر التراث اليهودي سببين للاحتفال بعيد الأنوار، السبب الرئيسي هو إعلان المعجزة التي حدثت لليهود حسب التراث اليهودي بعد نجاح التمرد على الدولة السلوقية.