أنتخب من جديد الرئيس الارمني المنتهية ولايته سيرج سركيسيان باكثرية 58 في المئة من الاصوات، في انتخابات تعتبر اختبارا للديموقراطية في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة بعد الصدامات الدامية التي وقعت خلال انتخابات 2008.


يريفان: حصل سركيسيان (59 عاما) على 58 في المئة من الاصوات ومنافسه الاساسي وزير الخارجية السابق رافي هوفانيسيان (54 عاما) على 32 في المئة، وفق الاستطلاع الذي اجراه معهد غالوب.

وحاز كل من رئيس الوزراء السابق هرانت باغراتيان والمعارض السوفياتي السابق باروير هايريكيان على ثلاثة في المئة.

وشهدت الحملة الانتخابية هجوما على المرشح هاريكيان الذي جرح بالرصاص في كتفه في 31 كانون الثاني/يناير، بينما بدأ مرشح آخر اضرابا عن الطعام.

واشرف على الانتخابات اكثر من 600 مراقب دولي، وبلغت نسبة المشاركة حتى الساعة 15,00 ت غ 49,81 في المئة.

ورفضت المشاركة في هذه الانتخابات ثلاثة من كبرى احزاب المعارضة تشغل 48 من 131 مقعدا في البرلمان.

وصباحا، ندد هوفانيسيان بquot;مخالفاتquot; وتحدث عن quot;رشاوىquot; لشراء اصوات quot;والتصويت عدة مراتquot;.

وقالت الحملة الانتخابية لهوفانيسيان في بيان quot;تلقينا قرابة الساعة 18,00 مئات الرسائل عن انتهاكات كبيرة للقانون الانتخابي مثل ملء صناديق الاقتراع بالاصوات والترهيب وشراء الاصواتquot;.

بدوره، دان باغراتيان quot;مخالفات كبيرةquot;، مؤكدا انه quot;لا يستبعد تحركات احتجاجية بعد الاقتراعquot;.

ورفضت الشرطة الارمنية هذه الاتهامات وقالت انها quot;تلفيقات واضحةquot;.

وقال سركيسيان بعد الادلاء بصوته في يريفان quot;اصوت من اجل مستقبل ارمينيا ومن اجل خير مواطنينا وعائلاتهمquot;.

وتامل السلطات ان تجري الانتخابات بدون اي حوادث حتى تتمكن من تحسين حظوظها في اندماج هذا البلد الصغير من جنوب القوقاز البالغ عدد سكانه ثلاثة ملايين نسمة ولا يملك موارد طاقة مثل جيرانه.

وفي 2008، تسبب فوز سركيسيان بالانتخابات الرئاسية التي احتجت عليها المعارضة، في تظاهرات تحولت الى مواجهات بعد تدخل الشرطة واسفرت عن عشرة قتلى.

وفي 2012، وجهت منظمة الامن والتعاون في اوروبا انتقادات للانتخابات النيابية التي فاز بها الحزب الجمهوري بزعامة سركيسيان بسبب انعدام الديموقراطية.

وتلطخت نهاية الحملة الانتخابية بهجوم على مرشح هو باروير هايريكيان الذي اصيب بجروح في كتفه لدى اطلاق الرصاص عليه في 31 كانون الثاني/يناير.

وينفذ مرشح اخر هو اندرياس غوساكيان الذي يدير اذاعة خاصة، اضرابا عن الطعام منذ نحو شهر مطالبا بان يسحب سركيسيان ترشحه لجعل الانتخابات اكثر quot;ديموقراطيةquot;.

وهيمنت على الحملة الانتخابية المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها هذا البلد في ظل نسبة بطالة مرتفعة وتفشي الفساد.

وبحسب البنك الدولي، فان 36 بالمئة من الارمن يعيشون تحت خط الفقر. وخلال العقدين الماضيين، غادر حوالى مليون ارمني البلاد هربا من البطالة وبحثا عن مستقبل افضل في الخارج.

وما يزيد من حدة هذه المشكلات الاقتصادية مشكلة اغلاق الحدود مع اذربيجان وتركيا بسبب خلاف جغرافي.

وتتنازع اذربيجان وارمينيا منذ مواجهة مسلحة لدى سقوط الاتحاد السوفياتي، السيطرة على ناغورني قره باخ، وهي منطقة اذربيجانية انفصالية تسكنها اكثرية من الارمن.

من جهة اخرى، تختلف تركيا، حليفة اذربيجان التي يتحدث سكانها اللغة التركية، وارمينيا حول مسألة الابادة الارمنية إبان الامبراطورية العثمانية (1915-1917).