كشف تقرير قُدم إلى الأمم المتحدة إمكانية أن يواجه الملحدون في عدد من دول العالم عقوبة الإعدام بسبب معتقدهم، إلى جانب إجراءات أخرى تنم عن تمييز منهجي ضدهم.


لندن: قُدم تقرير إلى الأمم المتحدة جاء فيه أن الملحدين وذوي النزعة الانسانية والمفكرين الأحرار يواجهون تمييزًا واسع النطاق في أنحاء العالم مع تجريم آرائهم وحتى استهدافهم بعقوبة الاعدام.

وقال الاتحاد الانساني والأخلاقي الدولي في تقريره إن الالحاد ممنوع بحكم القانون في عدد من الدول التي يُفرض على مواطنيها أن يعتنقوا ديانة بالاكراه. وأكد الاتحاد الذي يضم 120 منظمة في 45 بلدًا quot;أن حكومات تمارس تمييزًا واسعًا ضد الملحدين والانسانيين وغير المتدينين في انحاء العالمquot;.

وبحسب الوثيقة التي قدمها الاتحاد إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان فإن quot;الملحدين يمكن أن يواجهوا عقوبة الاعدام بسبب معتقدهمquot; في أفغانستان وإيران وجزر المالديف وباكستان والسودان انتهاكًا لاتفاقيات ومواثيق حقوق الانسان الدولية.

وتابع التقرير أن بلدانًا عديدة أخرى تتخذ اجراءات quot;تجرم عمليًا الالحاد والتعبير عن معتقدات الحادية ومظاهرهاquot; أو تؤدي إلى تمييز منهجي ضد ذوي مثل هذا التفكير الحر.

التهديد بالإعدام

وأصدرت ثلاث دول اعضاء في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان هي باكستان وموريتانيا وجرز المالديف تشريعات تنص على عقوبة الإعدام لمن يكفر بالاسلام وهي تهمة يمكن أن توجه إلى الملحدين الذين يجاهرون بأفكارهم.

وقالت صحيفة الغارديان إن التقرير قُدم لدى افتتاح الدورة الربيعية لمجلس حقوق الانسان على خلفية جهود جديدة تبذلها دول إسلامية في الأمم المتحدة من أجل فرض حظر عالمي شامل على إهانة الأديان وخاصة ما تسميه quot;رهاب الاسلامquot;.

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في كلمة القاها أمام أعضاء المجلس أن هناك quot;اتجاهًا متصاعدًاquot; من رهاب الاسلام quot;ونحن ندين كل أشكال التحريض على الكراهية والتمييز الديني ضد المسلمين واصحاب الديانات الأخرىquot;.

تجريم إهانة الأديان

وكان مسؤول رفيع في منظمة التعاون الاسلامي التي تضم 57 بلدًا أعلن في وقت سابق هذا الشهر أن المنظمة ستركز على التوصل إلى اتفاق على تجريم اهانة الدين في المحادثات القادمة مع الدول الغربية.

وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في كلمة القاها في مجلس الأمن الدولي إن الجامعة تريد اعتماد اطار دولي ملزِم لضمان quot;احترام الدين ورموزهquot;.

quot;الكفر بالدينquot;

ويحتج الاتحاد الانساني والأخلاقي الدولي ومنظمات حقوقية غير حكومية أخرى بأن حكومات عديدة في الدول الاسلامية تستخدم هذه اللغة ومفهوم quot;الكفر بالدينquot; في بلدانها لإخضاع الملحدين واتباع الديانات الأخرى على السواء.

ونقلت صحيفة الغاردين عن تقرير الاتحاد الانساني والأخلاقي الدولي إلى الأمم المتحدة أن عددًا من الحكومات quot;تلاحق الأشخاص الذين يعبرون عن شكهم في الدين أو معارضتهم له بصرف النظر عما إذا كان هؤلاء يندرجون في عداد الملحدينquot;.

وقال التقرير إن دولاً اسلامية مثل بنغلاديش والبحرين ومصر واندونيسيا والكويت وتونس وتركيا صعدت ملاحقتها للتعبير quot;الكافرquot; عن نقد الدين في مواقع التواصل الاجتماعي مثل فايسبوك وتويتر. وتُمثَّل منظمة التعاون الاسلامي بخمس عشرة دولة في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان، كلها من آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط مشكلة زهاء ثلث عضوية المجلس.