يعيش أمن لبنان أكثر أيامه اهتزازًا، إذ تتسع رقعة التوتر لتشمل غالبية المناطق، على وقع تبادل التهديدات بين أحمد الأسير وحزب الله وأصوات القنابل الصوتية، وفي ظل معلومات عن سيارتين مفخختين موجودتين في طرابلس.

بيروت: إستأثر المشهد الأمني في لبنان اليوم بكل اهتمام. فمن صيدا إلى طرابلس مرورًا ببيروت، إستنفرت الأحداث الامنية اللبنانيين ووتّرت يومهم. ونقل عن قائد الدرك العميد جوزيف الدويهي قوله إن هناك من نسّق ووحد تحرّك الإسلاميين في المناطق اللبنانية ظهرًا، كما أكدت المراجع الأمنية لـ quot;إيلافquot; أمرًا واحدًا: quot;الوضع شديد الخطورة ولا يحتمل أي توتر إضافيquot;.
مسجد ونفق
في بيروت، حصلت مشادة كلامية بين مجموعة من الشبان ادّعوا أنهم مسلحون وبين مدير الأوقاف في دار الفتوى الشيخ هشام خليفة، الذي كان يلقي خطبة الجمعة في مسجد محمد الأمين وسط بيروت. ووفق مشاهدات لـquot;إيلافquot;، بدأت المشادة الكلامية عندما دخل أربعة شبان إلى المسجد وأخبروا الشيخ بأنه ممنوع عليه ذكر أي شيء يتعلق برئيس الحكومة السابق سعد الحريري. ولما حاولوا تخطي المصلين للوصول إلى المنبر وإنزال الشيخ أثناء إلقائه الخطبة، سادت حال من الفوضى داخل المسجد. وعندها، بادر الشبان إلى التهديد باستعمال سلاحهم.
استدعى المصلون عناصر الجيش المنتشرة أصلًا في وسط بيروت، فطوّق الجيش المسجد وأخرج الشبّان الأربعة، بينما أكمل الشيخ خطبته. ونفت قيادة الجيش لاحقًا دخول أي شخص مسلح إلى حرم مسجد محمد الأمين.
وعلى باب المسجد، قال الشيخ خليفة: quot;إن ما حصل يشير إلى وجود نهج متطرف رافض للآخر داخل فريق سياسي معين، وهذه الحال يمكن أن تتكرر مع أي شخص آخر، فبعد حقن الناس من الطبيعي أن يحصل تنفيس في مكان ماquot;.
وليس بعيدًا من وسط بيروت، ألقت سيارة مجهولة قنبلة صوتية عند نهاية نفق سليم سلام، الذي يربط وسط بيروت بطريق المطار، واتجهت بسرعة نحو منطقة المدينة الرياضية.
إعتصام الاسير
جذب المشهد في صيدا، جنوبًا، الأنظار مع تنفيذ إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ السلفي احمد الاسير إعتصامه في محيط المسجد، داعيًا أنصاره إلى التظاهر في المنطقة المذكورة من دون الاخلال بالامن.
يذكر أن اعتصام الأسير ومناصريه يأتي احتجاجًا على إستئجار عناصر من حزب الله شقتين في مبنى قريب من المسجد، وتحويلهما إلى مركز عسكري للحزب تنقل الأسلحة منه وإليه. لكن الاعتصام انتهى من دون أي حادث أمني ومن دون أن ينفذ الأسير تهديده بإخلاء الشقق بالقوة.
وكانت القوى الأمنية اللبنانية نفّذت انتشارًا كثيفًا في المدينة، واستدعت خلال اليومين الماضيين تعزيزات غير مسبوقة، وأعلنت منطقة الاعتصام منطقة عسكرية تخوّفًا من اندلاع مواجهات بين الأسير وأنصاره من جهة وعناصر حزب الله من الجهة المقابلة.
أخبرت مصادر أمنية quot;إيلافquot; أن الأسير استجاب للطلبات وللاتصالات التي تلقاها من المسؤولين التي طلبت منه تنفيس الاحتقان، لأن البلد لا يحتمل مزيدًا من التوتر، لافتة إلى أن الجو الأمني في لبنان دخل فعليًا دائرة الخطر الفعلي.
وقالت المصادر: quot;أي حادث، مهما كان صغيرًا، يمكن أن يؤدي إلى كارثة في ظل هذه الأجواء، والأمور غير مطمئنة، وهذا يبقي القوى الأمنية في استنفار وإرهاق داخليquot;.
وفي دعم لاعتصام الأسير، نفذ مناصروه في الشمال بعد اداء صلاة الجمعة اعتصامًا عند مستديرة العبدة - عكار، تضامنًا معه وتأييدًا لطروحاته ومواقفه.
سيارتان مفخختان
في غضون ذلك، أكدت المصادر الأمنية لـquot;إيلافquot; أن إجراءات أمنية مشددة فرضت في طرابلس تخوفًا من وقوع حوادث أمنية بعد تلقيها معلومات عن تعميم وزّع في مساجد المدينة يفيد بوجود سيارتين مفخختين في طرابس.
وأشارت المصادر الأمنية إلى أن لا معلومات عن نوع السيارتين أو مواصفاتهما، لافتة إلى مخاوف جدية من تواجدهما في مناطق سكنية مكتظة.
وقالت المصادر: quot;لا يمكن للجهات الرسمية الآن تاكيد وجود السيارتين أو نفيه، لذلك تتعاطى القوى الأمنية مع هذا التحذير بجدية مطلقة، لتفادي وقوع كوارث أمنية لن يكون تدارك تبعاتها ممكنًاquot;.