أفادت تقارير بأن المزاعم التي تحدثت عن سيطرة القاعدة على المنطقة الحدودية بين سوريا وإسرائيل مبالغ فيها قليلاً، وأن القاعدة لم تصل بعد إلى الحدود السورية.


أكد مسؤول بارز في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن مرحلة ما بعد الأسد في سوريا قد بدأت بالفعل، رغم أن الرئيس السوري لا يزال متشبثاً بالحكم، موضحاً أنه ورغم ما يبدو من أن الأسد لا يزال باقياً في سدة الحكم، إلا أن الأمور بدأت تنسحب من بين يديه.

تكفي الإشارة إلى أحدث التقارير التي نشرتها مجلة الإيكونوميست البريطانية عن آخر التطورات الحاصلة في دمشق، والذي جاء تحت عنوان quot;البلد التي كانت تعرف سابقاً بسورياquot;.

جاءت واقعة اختطاف مراقبين أمميين حاملين الجنسية الفيليبينية يوم الأربعاء الماضي لتشكل أدلة إضافية بخصوص الطريقة التي فقد من خلالها النظام السوري سيطرته على الأوضاع.

مبررات للخطف
ويملك الخاطفون، من المنتمين إلى فصيل إسلامي متشدد، الأسباب التي تبرر لهم القيام بخطف قوات حفظ سلام أممية، والتي من بينها أنهم ما زالوا يتعرّضون للقصف من جانب الجيش السوري، وسط مرتفعات الجولان قرب إسرائيل.

وحاول الخاطفون من وراء ذلك أن يدفعوا بالقوات الموالية للأسد للانسحاب من المنطقة، والتوقف عن أعمال القصف التي يستهدفون بها القرية التي يتواجدون فيها.

غير أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية أشارت إلى أن الهجوم الذي شنّ على المراقبين، والذي يبدو كمحاولة تهدف إلى كسر كل مظاهر العلاقات مع الأمم المتحدة، لم يكن الخطوة الأولى من جانب الأطراف المتحاربة ضد الهيئة الأممية الدولية.

كما أسفر هجوم آخر عن إصابة هجوم نمساويين، وسرقة مركبات تابعة للأمم المتحدة، إضافة إلى صدور تقرير حديث بخصوص اختفاء عامل أممي آخر. كما قامت اليابان بترحيل مواطنيها من هضبة الجولان في العام الماضي بسبب احتدام القتال.

الإشراف على اتفاق الفصل
أضافت الصحيفة أنه ليس هناك ما يدعو إلى قدر كبير من الأهمية للأعمال التي تقوم بها قوة مراقبة الفصل الأممية هذه الأيام. حيث تتلخص مهمتها في الإشراف على اتفاق الفصل بين القوات بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان، وليس منع حدوث حرب أهلية، ولهذا من الواضح أنه لم يكن بوسعها منع حدوث المجازر الفظيعة.

مع هذا، فإن إسرائيل تريد استمرار القوات، من منطلق أن تواجدها يساعد على إبقاء المعارك بعيدة عن الحدود. لكن هناك تراجع ملحوظ في العمليات التي يقوم بها المراقبون، ومن الواضح أن تلك الحوادث الأخيرة لن تؤثرفي معنويات القوات الأممية.

ومضت الصحيفة تقول إن ما تردد عن نجاح القاعدة في السيطرة على المنطقة الحدودية الفاصلة هي مزاعم مبالغ فيها نوعاً ما، فالفصائل التي تتبنى هناك بعض أفكار بن لادن تفتقد وحدة قيادة موحدة، وهي ليست سوى مجموعة مختلطة من المنظمات التي تهيمن على قرى عدة، وهي منشغلة فقط بمحاربة قوات الجيش السوري.

وأوضح مسؤولون إسرائيليون أن الأطراف المتحاربة في سوريا تتصارع مع بعضها البعض، ما تسبب بحدوث شلل لا يسمح لأي من الجانبين بتحقيق نصر حاسم.

هذا وتفتقر المعارضة إلى القدر الكافي من التنظيم، الذي يؤهّلها لشنّ عملية لإلحاق الهزيمة بالرئيس وأتباعه، وذلك بينما يسيطر الأسد فعلياً على حوالى ربع البلاد فقط، معظم العاصمة دمشق، ومنطقة علوية على شريط ساحلي في شمال غرب البلاد.

وبينما ما زال الثوار السوريون يواصلون جهودهم القتالية المستميتة، فإن الأسد لايزال باقياً على قيد الحياة فقط، لأن الثوار لم يجمعوا ما يكفي من القوة للسيطرة على دمشق، وإجبار الرئيس وقواته على التوجّه صوب الجيب العلوي الموجود على الساحل.