وصل الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إسرائيل اليوم أملا بتخفيف التوتر مع نتنياهو بشأن النووي الإيراني فيما ينتظر منه الفلسطينيون الالتزام بحل النزاع في مواجهة خطر انهيار حل الدولتين ومؤسساتهما الوليدة.


القدس: صرح مسؤول اميركي انه من المقرر ان يعود وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى القدس السبت للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عقب الزيارة التي يقوم بها الرئيس باراك اوباما حاليا.

وذكر مسؤول في وزارة الخارجية quot;من المرجح ان يلتقي الوزير كيري مع رئيس الوزراء نتانياهو السبت لبحث نتائج زيارة الرئيس بعد توقف في رام الله وعمانquot;.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته انه من المقرر ان يلتقي المسؤولان في القدس quot;لمناقشة الخطوات المقبلة بشان القضايا الرئيسيةquot;.

وقال كيري انه يريد استكشاف سبل انعاش عملية السلام في الشرق الاوسط المتوقفة منذ انهيار المبادرة الاميركية الاخيرة في اواخر 2010.

واعلنت السلطة الفلسطينية اليوم الاربعاء أنها اتخذت إجراءات أمنية مشددة في رام الله وخاصة في محيط منطقة الرئاسة بمناسبة زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما.

وقال مدير الاعلام في حرس الرئاسة الفلسطينية العقيد غسان نمر في تصريح صحافي إنه quot;سيتم غدا الخميس اغلاق منطقة مقر القيادة الفلسطينية ومناطق مجاورة لرام الله لتأمين زيارة الرئيس أوباماquot;.

واضاف ان quot;الرئيس الاميركي سيصل الى مقر الرئاسة الفلسطينية بطائرات مروحية وسيتنقل بسيارات مصفحة تابعة للرئاسة الاميركيةquot;، مشيرا الى ان quot;وفدا قوامه 150 صحافيا إضافة الى رجال أمن اميركيينquot; سيرافق أوباما.

واوضح أن quot;موكب اوباما مكون من ثلاثين مركبة ستنقله من مقر المقاطعة الى مركز شباب البيرة حيث يلتقي مجموعة شبابية فلسطينية تحت حماية أجهزة الامن الفلسطينيةquot;.

وأكد ان quot;سيارات الامن الفلسطيني والشرطة الفلسطينية ووحدة التدخل في الحرس الرئاسي هي التي سترافق الرئيس الاميركي داخل مدينة رام اللهquot;.

وقال العقيد نمر إن quot;المربع الامني الذي سيتم إغلاقه خلال زيارة اوباما يمتد من مدخل شارع نابلس المعروف في منطقة بيت ايل شرق رام الله الى مقر الرئاسة حتى مركز شباب البيرة في المدينةquot;.

واضاف انه quot;سيحظر التحرك والتنقل في المنطقة الامنية او خروج المواطنين منها خلال فترات محدودة، تبدأ من الساعة 9,00 حتى الساعة 16,00 من الخميسquot;.

واوضح ان quot;العمل سيتعطل في المؤسسات التي تقع ضمن المربع الامني في المناطق المغلقةquot; التي تضم عددا كبيرا من الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة والمدارس.

واعلنت وزارة التربية والتعليم quot;تعطيل الدراسة في كافة مدارس مدينتي رام الله والبيرة الخميس بسبب الاجراءات الامنية التي سترافق زيارة اوباماquot;.

وقال العقيد نمر ان quot;آلافا من قوات حرس الرئاسة والشرطة وقوى الامن سيتواجدون في الشوارع لا سيما في المناطق التي تحولت الى مربعات امنيةquot;.

وتابع ان quot;التحضيرات والترتيبات الأمنية لزيارة اوباما تتم بالتنسيق مع كافة الاجهزة الامنية التي بدأت منذ ليل الثلاثاء الاربعاء الانتشار في كافة المناطق والمفترقاتquot;.

واكد ان quot;الامن الفلسطيني سيعمل على توفير كافة الاحتياجات اللازمة للمواطنين القاطنين داخل المربع الامني في حال حدوث أي طارئ وستكون أرقام هواتف لحالات الطوارئquot;.

ووصل باراك أوباما إلى إسرائيل في أول زيارة له كرئيس للولايات المتحدة أملاً بتخفيف التوتر مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وتضييق الاختلافات حول قرب الخطر النووي الايراني.

وهبطت الطائرة الرئاسية الاميركية quot;اير فورس وانquot; في مطار بن غوريون قرب تل ابيب بعيد الساعة 12:15 (10:15 تغ). وكان في استقبال اوباما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس شيمون بيريز بالاضافة الى السفير الاميركي في اسرائيل دان شابيرو.

وأشاد الرئيس الإسرائيلي بدعم اوباما quot;الثابتquot; لاسرائيل. وقال بيريز في خطاب استقبال اوباما في مطار بن غوريون قرب تل ابيب ان quot;عالما من دون صداقتكم سيدعو الى عدوان ضد إسرائيل. في اوقات السلم وفي اوقات الحرب، دعمكم لاسرائيل ثابتquot;.

بدوره، شكر نتنياهو الرئيس الاميركي لدفاعه عن حق إسرائيل في الدفاع عن وجودها خلال استقبال الرئيس الاميركي في مطار بن غوريون قرب تل أبيب. وقال نتنياهو بعد وقت قصير من وصول اوباما quot;شكرا لك للدفاع عن حق إسرائيل بالدفاع بشكل جليّ عن حقها في الوجودquot;.

من جانبه، أكد الرئيس الأميركي أنّ التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل quot;أبديquot; وشدد على ان quot;السلام يجب أن يأتي الى الاراضي المقدسةquot;.

وقال أوباما بعيد وصوله إلى مطار بن غوريون في اول زيارة له كرئيس للولايات المتحدة الى الدولة العبرية quot;يجب أن يأتي السلام الى الاراضي المقدسة. لن نفقد الامل برؤية اسرائيل في سلام مع جيرانهاquot;.
وأضاف quot;تحالفنا ابدي. انه للابدquot;.

وتأتي زيارة أوباما الرسمية الاولى له في ولايته الثانية بينما تبدأ الحكومة الاسرائيلية الجديدة عملها. وستكشف عن نوايا أوباما بتحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وعلى مدار اربعة ايام، سيلتقي أوباما المسؤولين الاسرائيليين ويزور الضفة الغربية ليلتقي الفلسطينيين الذين يعتقدون انه لم يف بتعهداته السابقة حول العمل من اجل حل الدولتين.

وسيجتمع مع العاهل الاردني عبد الله الثاني في عمان. ويفترض أن يعاين أوباما قاعدة للنظام الاسرائيلي المضاد للصواريخ quot;القبة الحديديةquot; الذي تموله الولايات المتحدة.

كما سيتوجه أوباما بعد ذلك الى القدس للقاء الرئيس شيمون بيريز قبل ان يستقبله نتنياهو الذي شهدت العلاقات معه فتورا متزايدا في الفترة الاخيرة. ومن المقرر ان يتوجه أوباما ايضا الى المتحف الوطني الاسرائيلي للاطلاع خصوصا على مخطوطات البحر الميت التي تملكها اسرائيل منذ حرب 1967.

والجمعة، سيضع أوباما اكليلا على ضريحي مؤسس الصهيونية تيودور هرتزل ورئيس الوزراء اسحق رابين قبل ان يزور نصب محرقة اليهود (ياد فاشيم). وسيتوجه أوباما بعد ذلك الى الاردن للقاء الملك عبد الله الثاني قبل ان يقوم بجولة سياحية صباح السبت في البتراء.

وكشف استطلاع للرأي نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الثلاثاء ان 36 بالمئة من الإسرائيليين يعتبرون أوباما مناصرا للفلسطينيين اكثر من تأييده لإسرائيل بينما قال 26 بالمئة منهم انه يفضل إسرائيل على الفلسطينيين.

واشار استطلاع آخر للرأي أجراه معهد الديمقراطية الاسرائيلي ان 51 بالمئة من اليهود الاسرائيليين يعتبرون أوباما محايدا في موقفه تجاه اسرائيل بينما لا يثق 53,5 بالمئة به ليحافظ على ما يعتبرونه مصالح اسرائيل الحيوية. وسيحاول أوباما استمالة اسرائيل بخطاب سيلقيه امام مئات من الشبان الاسرائيليين الخميس.

والهدف الاساسي من الزيارة هو تعزيز العلاقات مع اسرائيل الحليفة الرئيسة للولايات المتحدة في المنطقة ومحاولة تجاوز الخلافات مع نتنياهو حول البرنامج النووي الايراني والاستيطان في الاراضي الفلسطينية.

وصرح أوباما في مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي تم بثها في 14 اذار (مارس) quot;نعتقد ان ايران بحاجة لعام او اكثر بقليل قبل ان تطور السلاح النووي لكننا لا نريد بالطبع ان ننتظر حتى اللحظة الاخيرةquot;، مشددا على ان quot;كل الخيارات لا تزال مطروحةquot;.

وحذر نتنياهو العام الماضي من تمكن ايران من الحصول على القدرة اللازمة لإنتاج قنبلة نووية قبل ذلك بكثير وشكك في قدرة العقوبات الدولية على تغيير حسابات ايران. وتعكس الخلافات في تحديد quot;خطوط حمراءquot; امام ايران رؤيتي الطرفين المختلفتين في ما يتعلق بالعمل ضد ايران. لكن من المرجح ان يوجه أوباما تحذيرا لنتنياهو ضد توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية مبكرة ضد ايران.

وقال السفير الاسرائيلي في واشنطن مايكل اورن ان quot;السؤال الرئيس ليس ان كانت ايران ستمتلك قنبلة بل متى لا يمكننا منع ايران من حيازة قنبلةquot;. وعلى الرغم من ان أوباما لن يقدم اي اقتراح للسلام، يؤكد المسؤولون انه ملتزم بحل الدولتين.

وقال بن رودز وهو نائب مستشار للامن القومي الاميركي ان quot;الولايات المتحدة ستواصل دائما مشاركتها في هذه العمليةquot;. واضاف quot;بصراحة هذه الرحلة تشكل فرصة له للاستماع للقادة حول ما يعتبرونه الخطوة التاليةquot;.

ويأمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ان يقوم أوباما بالمساعدة في التوصل الى اطلاق اكثر من الف معتقل فلسطيني في السجون الاسرائيلية ورفع الحظر عن 700 مليون دولار من اموال المساعدات الاميركية.

وسيقول أوباما للفلسطينيين ان مبادرات مثل الحصول على اعتراف بالدولة في الامم المتحدة ستؤدي الى نتائج عكسية. وسيحذر اسرائيل من ان مواصلة البناء الاستيطاني تقوض فرص استئناف محادثات السلام.